بدأت صباح الاثنين فاعليات اليوم الاول في أعمال سيمينار المجمع المقدس برئاسة قداسة البابا تواضروس الثاني، بمركز لوجوس البابوي بوادي النطرون.
وتدور المناقشات خلال سيمينار هذا العام حول موضوع “الأسقف والكاهن أبوةً وبنوةً” حيث تناقش عملية اختيار وإعداد الكاهن للقيام بخدمة الكهنوت وكيفية تعامل الأب الأسقف معه داخل العمل الرعوي وماذا يريد الكاهن من الأب الأسقف، إلى جانب عدد من الموضوعات الأخرى المتعلقة بالموضوع ذاته، والتي سيتم تناولها من خلال عدد من المحاضرات والحلقات النقاشية.
دأت فاعليات اليوم الاول في السيمينار بمحاضرة افتتاحية لقداسة البابا حول الموضوع الرئيسي للسيمينار وهو ” الاسقف والكاهن ..ابوةً وبنوة” .
** الأسقف والكاهن أبوة وبنوة ….كلمة قداسة البابا في افتتاح سيمينار المجمع المقدس، اليوم في مركز لوجوس البابوي بوادي النطرون
“هَلَكَ شَعْبِي مِنْ عَدَمِ الْمَعْرِفَةِ. لأَنَّكَ أَنْتَ رَفَضْتَ الْمَعْرِفَةَ أَرْفُضُكَ أَنَا حَتَّى لاَ تَكْهَنَ لِي. وَلأَنَّكَ نَسِيتَ شَرِيعَةَ إِلهِكَ أَنْسَى أَنَا أَيْضًا بَنِيكَ” (هو ٤ : ٦) “إِنِّي أُرِيدُ رَحْمَةً لاَ ذَبِيحَةً، وَمَعْرِفَةَ اللهِ أَكْثَرَ مِنْ مُحْرَقَاتٍ” (هو ٦ : ٦) وقد دارت كلمة قداسة البابا حول هذا الموضوع في التقاط التالية أولًا: وظائف الكاهن: سبع وظائف هي وظيفة الكاهن: ١. مفتقد: يقوم بالافتقاد وهو العمل الأساسي له. ٢. معلم: مرشد للتعليم. ٣. معرف: يقبل الاعترافات ويجب ان يكون شخص مريح. ٤. مسبح: يصلي وهو معنى اسمه ككاهن. ٥. مُعمر: يعمر الأرض أي الكنيسة ٦. مجامل: مشارك بالحب في كل المناسبات. ٧. مثال: قدوة في كل تصرفاته.
ثانيًا: معنى كلمة كاهن: * كلمة كاهن تتكون من 4 حروف: ك: كرامة ودعوة من الله.. عندما يكون الكاهن متضعًا تكون الكرامة. أ: أبوة: لا يعيش لنفسه بل للآخرين أي لأولاده. ھ: هيبة: هيبة في حضوره لأنه يحمل النعمة الإلهية وذلك بالصلاة والتعليم. ن: نقاوة: نقاوة السلوك في حياته وخدمته وفي بيته وخارجه وفي كنيسته وفي خارجها، نقاوة من ناحية المال، الذات،… إلخ.
ثالثًا: ضعفات الكاهن: ١. حروب الأنا والذات: وهو مرض واسع الانتشار. ٢. ضياع الهدف من التكريس: بعد مرور الزمن يضيع الهدف. ٣. الثعالب الصغيرة: حروب النفس – حروب العقل – حروب الجسد. وهي التي تسرق وتعطل وتعوق عمل الأب الكاهن في خدمته. ٤. عدم التدقيق: عدم التدقيق في الخدمة. العالم يتغير الآن كل ١٨ شهر، يعني العالم يتغير كل سنة ونصف. يتغير باختراعات جديدة وأفعال جديدة وسلوكيات وموضة جديدة وعلينا أن نواجه هذا الأمر. ٥. غياب الفكر والعمل الجماعي: أي الانفراد بالعمل.
رابعًا: علاقات الكاهن: سبعة أمور تظهر أبعاد حياة الكاهن: ١. مع نفسه: كيف يرى ذاته… ويجب أن يكون صريح مع نفسه. ٢. مع أسرته: يرعى أسرته جيدًا. ٣. مع أخوته الكهنة: أن تكون بلياقة. ٤. مع أسقفه: وتدور في دائرة الأمانة الكاملة في المعلومات والمشورة و…إلخ. ٥. مع شعبه: وأساسها الأبوة. ٦. مع كنيسته: يكون شاهد حق لكنيسته في العقيدة والطقس والفكر والتعليم وصيانة المكان ونظافته والاهتمام بالذات. ٧. مع مسيحه: العلاقة الشخصية.
” الْحَصَادَ كَثِيرٌ، وَلكِنَّ الْفَعَلَةَ قَلِيلُونَ” (لو ١٠ : ٢) كل هذه أمور تنظيمية للرعاية والخدمة.
** قبل ان يصير كاهنا …. شروط اختيار الكاهن الجديد كلمة نيافة الأنبا باخوميوس في سيمينار المجمع المقدس
في البداية ينبغي أن يكون الخادم المرشح للكهنوت: تائبًا – يحيا حياة التوبة. مواظب على وسائط النعمة (الصلاة – الصوم – الكتاب المقدس… إلخ). ولكي نختار الأب الكاهن يجب أن نركز على بعض النقاط الهامة في حياة المرشح للكهنوت وهي على النحو التالي: أولاً: معرفة تفاصيل حياة المرشح للكهنوت أ- أسرته وبيئته 1- يجب أن يكون له شهادة حسنة من كل الذين حوله. 2- يتميز بالبساطة في كل شيء… مأكله… ملبسه. 3- يدبر بيته حسنًا لأنه إن كان لا يعرف كيف يدبر بيته، فكيف يدبر كنيسة الله. 4- له أولاد في الخضوع بكل وقار… يكون الأبناء لهم صلة جيدة بالرب ويعطون صورة طيبة عن عناية الكاهن بأسرته التي تعتبر مثالاً لعناية الكاهن بشعبه. 5- موافقة الزوجة والأبناء وراحتهم.
ب- دراسته… خدمته 1- ناجحًا في عمله قبل الرسامة… على علاقة طيبة برؤساءه ومرؤسيه. 2- مستنيرًا وعلى قدر من الثقافة، وصاحب رؤية. 3- صالح للتعليم ليشبع شعبه من التعليم الصحيح. 4- له روح القيادة. 5- يعيش حياة الخدمة المتضعة… يتحلى بروح الخدمة وله حضور واضح وسط مخدوميه. له روح البذل والصبر والمرونة والتواضع والعطاء. لديه القدرة على التحلى بروح الأبوة. يتسم بالقدرة على العمل الجماعي والحرص على وحدانية القلب بالكنيسة. 6- له عمق الحياة الأرثوذكسية…. تكون له حياة أرثوذكسية كنسية. يحيا عمق الليتورجية والشركة والخدمة والشهادة. يكون محبًا للمذبح والتسبيح. 7- ينبغي أن لا يكون محبًا للمال ولا محبًا للنصيب الكبير ولا طامعًا في الربح القبيح، وبالأكثر يكون زاهدًا بعيدًا عن الرفاهية. ج- صحته الجسدية والنفسية الصحة الجسدية والنفسية والسلوك الاجتماعي… 1- أن يكون صحيح جسديًا حتى يستطيع أن يقوم بالخدمة في بذل وجهد. 2- أن يكون ناضج نفسيًا. 3- أن يكون حليمًا غير مخاصم (1تي3:3). ثانيًا: أسلوب الترشح للكهنوت � يذكر المتنيح البابا شنودة الثالث في كتابه عن الكهنوت أن الكهنوت دعوة واختيار وإرسالية ومسحة. الكهنوت دعوة: “لاَ يَأْخُذُ أَحَدٌ هذِهِ الْوَظِيفَةَ بِنَفْسِهِ، بَلِ الْمَدْعُوُّ مِنَ اللهِ، كَمَا هَارُونُ أَيْضًا” (عب4:5). الكهنوت اختيار: “لَيْسَ أَنْتُمُ اخْتَرْتُمُونِي بَلْ أَنَا اخْتَرْتُكُمْ، وَأَقَمْتُكُمْ لِتَذْهَبُوا وَتَأْتُوا بِثَمَرٍ” (يو16:15). الكهنوت إرسالية: “كَمَا أَرْسَلَنِي الآبُ أُرْسِلُكُمْ أَنَا” (يو21:20) الكهنوت مسحة: فالروح القدس هو الذي يقيم.
أ- أساسيات في الاختيار القاعدة الروحية الهامة في الاختيار تتلخص في ثلاثة محاور… 1- أن يكون الشخص المختار إنسانًا تائبًا… محبًا للرب… رافضًا للخطية. 2- أن يكون مواظبًا على وسائط النعمة (الصلاة – الصوم – قراءة الكتاب المقدس – الاعتراف – التناول). 3- أن يكون قدوة طيبة “كُنْ قُدْوَةً لِلْمُؤْمِنِينَ فِي الْكَلاَمِ، فِي التَّصَرُّفِ، فِي الْمَحَبَّةِ، فِي الرُّوحِ، فِي الإِيمَانِ، فِي الطَّهَارَةِ” (1تي12:4).
ب- كيفية الوصول إلى الخدام واختيارهم � الاكتشاف المقصود: حيث تقوم بالملاحظة والاختيار مثلما عمل السيد المسيح في اختياره للرسل الأثني عشر. � مصادقة: أكثر الأمثلة وضوحًا هو اكتشاف البابا ألكسندروس للطفل أثناسيوس الذي صار بعد ذلك المدافع عن الإيمان وبابا الأسكندرية العشرين. ثالثًا: شروط قبول المرشح للكهنوت نعمة الكهنوت 1- ألا يقبل هذه الخدمة إلا بعد أن يتأكد أنها دعوة من الله نفسه. 2- ألا يحصل على هذه الكرامة بطرق غير سليمة. 3- ألا ينظر إلى كرامة هذه الخدمة، ويتغافل على مسئولياتها. 4- ألا يكون هدفه مجد الذات أو المنفعة المادية. 5- ألا يحصل عليها على حساب شخص آخر.. ربما أكفأ وأقدر منه. 6- ألا يكتفي بشهادة الجماهير إنما يفحص نفسه جيدًا. رابعًا: فترة تدريس ودراسة قبل الرسامة وإلمامه بلغات أجنبية 1- من خلال الدراسة الأكاديمية مثل الإكليريكية وفصول إعداد الخدام. 2- الحلقات الدراسية وتكون محددة. 3- التدريب العملي: النزول إلى حقل الخدمة. 4- من خلال إعداد البحوث وإعداد المؤتمرات، وما لها من أثر في تنمية القدرات والمعارف. جوانب التدريب والإعداد 1. الجانب السلوكي: وهو مرتبط بسلوكيات الإنسان الشخصية ويشمل: � الجانب الروحي: التداريب الروحية عن اختبار محبة الله والصلاة وممارسة الأسرار وحياة التوبة كذلك التدريب على حياة الأمانة والإلتزام والتدقيق والإحساس بالمسئولية وأهمية النفس البشرية. � الجانب العملي: وهو كيفية تطبيق هذه الأمور في حياة الخدمة العملية والتدريب على عمل الخدمة ذاته في ميادين الخدمة المختلفة. 2. الجانب المعرفي: التنمية الفكرية – الدراسات الكتابية وتاريخ الكنيسة والطقس والعقيدة – التربية الدينية – مراحل النمو – المناهج وعلم النفس – الإلمام باللغة القبطية وبعض اللغات الأخرى مثل الإنجليزية… (شمولية المعرفة). 3. الجانب الإنفعالي: (الإستجابة) وهذا يعني أنه عندما ينمو الإنسان فكريًا، ويتعرف على أمور كثيرة ينبغي له أن يتفاعل معها، ويستجيب لما تعلمه، ويرتفع مستواه في التفكير وتقييم الأمور، وتتحسن طرق خدمته، ويمارس عمليًا كل ما تعلمه، ويتأثر بكل ما هو جديد، ويرغب رغبة مخلصة في تحقيقه.
** اليوم الأول للكهنوت … كلمة نيافة الأنبا ماركوس أسقف دمياط وكفر الشيخ والبراري ورئيس دير القديسة دميانة
تناول نيافة الانبا ماركوس موضوع اليوم الأول في الكهنوت وجاءت محاور الكلمة على النحو التالي: أولاً: نعمة الكهنوت إن خدمة الكهنوت هى خدمة جليلة لأنها تخص الأسرار و التعليم وهى مقدسات إلهية. “خُدَّامِ الْمَسِيحِ، وَوُكَلاَءِ سَرَائِرِ اللهِ” (1كو1:4)وذلك بحسب قول ذهبي الفم . * ويقول أيضا القديس اغسطينوس ….والدعوة إليها هى دعوة إلهية من صاحب المقدسات الرب يسوع. “هذا السرّ هو عمل المسيح نفسه الذي يعمل به خدّامه بقوة الروح القدس”. ثانيًا: واجبات الكاهن 1- خدمة الليتورجيه: * إن حضور الحب في قلب الكاهن أمام الله في الليتورجيا هو في الحقيقة يصلب الكاهن صلبًا فالحب الذى يصلى به واضعًا مشاكل وهموم واتعاب شعبه ومقاوميه، يسقيه لذة فرح القيامة مع المسيح المنتصر القوى الذى انتصر على الموت واقامنا معه. * فإن لغة بذل الذات في خدمة الليتورجيا هى أفضل سبيل ليتجدد الكاهن ويربح ذاته وشعبه باذلاً نفسه من خلال الصلوات. 2- خدمة سر الاعتراف: * لا شئ يجسّد أبوة الله ومحبته للبشر مثلما يبرزها خدمة سر الاعتراف. * الكاهن أشبه بطبيب روحي؛ فلذلك عليه أن يتعلّم منذ سيامته ليقتني حياة الافراز والتمييز في الحياة الروحية، ليعرف كيف يدبّر آخرين، فليست كل الأدوية تنفع الجميع. * وأب الاعتراف المحب هو الذي يمارس كل تأديب مع أولاده في نفس الوقت أو بعيدًا عن عيونهم.. وهو يخاطب ذاته (اقبل يا الله منى هذا التأديب عن ابنك الذى أعيق تقدمته إليك. ولا تجعل علىَّ ولا عليه خطية جديدة بسبب عدم اخذه دواؤه المناسب). 3- تنظيم الافتقاد: * الحقيقة أن كل الشعب يكون ظمآنًا للقاء الله الداخل إليهم بافتقاد الأب الكاهن انهم ينتظرون ويطلبون بالحاح لهذه الزيارة. * يحرص الأب الكاهن أن يوجّه الأنظار نحو شخص الرب يسوع من خلال الأحاديث الروحية والكتابية. ويطلب قيادة الروح القدس الذى يبني الكنيسة والنفوس. 4- تنظيم الخدمات الكنسية: * وضع برنامج وخطة في الخدمة (خطة يومية – أسبوعية – شهرية – سنوية). * تشمل (الافتقاد – اجتماعات الخدمة المسئول عنها – خطة لإنشاء اجتماعات جديدة لما تحتاجة الخدمة – تطوير الاجتماعات بما يناسب الفكر الارثوذكسي). * المرور على كل اجتماعات الكنيسة وتقديم الرعاية والاطمئنان على سلامة التعليم والكلمات الروحية والتعرّف على الخدام والمخدومين عن قرب، والتأكيد على أهمية اعداد الصف الثانى. 5- تنظيم الخدمات الاجتماعية: * الخطوبات والاكاليل وجلسات المشورة ودورات واجتماعات الأسرة وزيارات المرضي والأرامل والمشاكل الأسرية متمثلاً بإلهه “وَكَانَ يَسُوعُ يَطُوفُ الْمُدُنَ كُلَّهَا وَالْقُرَى يُعَلِّمُ فِي مَجَامِعِهَا، وَيَكْرِزُ بِبِشَارَةِ الْمَلَكُوتِ، وَيَشْفِي كُلَّ مَرَضٍ وَكُلَّ ضُعْفٍ فِي الشَّعْبِ” (مت35:9) 6- تنظيم خلوات خاصة بالكاهن: * لما فيها من صفاء ذهنى و امتلاء روحي ومراجعة لكل أمور وتدبيرات الخدمة. – خلوات يوميه (الأجبية والكتاب المقدس , القراءات الروحية). – خلوات أسبوعية نصف يوم أو يوم مقسوم ليل ونهار يوم آخر. – خلوات شهرية بأحد الأديره. ثالثا : – يجب أن يصاحب واجبات الأب الكاهن هذه الفضائل في خدمته: ١- المحبة الباذلة التى بلا حدود نحو الرعية، وخدمتها بلا كسل ولا تراخى. ٢- احتمال ضعفات الرعية بأبوة صادقة. ٣- قبول الشخصيات المتعبة والصعبة ومحاولة احتوائها بالحب والاحتمال. ٤- غفران ونسيان التطاولات والتجاوزات التى تصدر بقصد أو بدون قصد . ٥- الحكمة في التصرف مع الأحداث والاشخاص الذي ينتج سلامًا وليس تعبًا للآخرين. ٦- الحكمة في ربح النفوس (رابح النفوس حكيم). ٧- طول الأناة في التعامل مع الخطاة وقساة القلوب والمتمردين والمقاومين. ٨- طول الأناة في الحوار وحل المشكلات. ٩- البعد عن الغضب والنرفزة والانفعال والقرارات السريعة الغير مدروسة .. فكل هذا يهدم ولا يبني. ١٠- ألاّ تكون خدمة الكاهن متأثّرة بنفسيته، أى يكون رد فعل وليس فعل.. ١١- المصداقية في المواعيد والوعود والاحداث. حفظ الأسرار وأخبار الرعية، لا يبوح بها لأي أحد (سفر – خطوبة – بيع – شراء – طلاق – بطلان – … ) وإن سُئل الكاهن عن الأخبار فلتكن اجابته : (فلنترك أخبار الناس للناس ونحن نتحدث عن أخبار السماء والملكوت). ١٢- إلتزام الأب الكاهن بالسلوك الروحي من أول يوم لسيامته : * “وَأَمَّا الرُّوحِيُّ فَيَحْكُمُ فِي كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ لاَ يُحْكَمُ فِيهِ مِنْ أَحَدٍ” (1كو15:2). *١٣- القدوة في حياة الراعي: “يَذْهَبُ أَمَامَهَا وَالْخِرَافُ تَتْبَعُهُ لأَنَّهَا تَعْرِفُ صَوْتَهُ” (يو4:10). “كُونُوا مُتَمَثِّلِينَ بِي كَمَا أَنَا أَيْضاً بِالْمَسِيحِ” (1كو11: 1). ١٤- التسليم في حياة الكاهن: “لأَنَّنِي تَسَلَّمْتُ مِنَ الرَّبِّ مَا سَلَّمْتُكُمْ أَيْضاً” (1كو23:11).
** ابوة الاب الاسقف … كلمة نيافة الأنبا لوكاس….أسقف أبنوب والفتح ورئيس دير الشهيد مارمينا بجبل أبنوب
* تناول نيافة الأنبا لوكاس في كلمته الصفات التي يجب أن يتميز بها الأسقف وكانت على النحو التالي:
أولاً: الأبوة الحاضرة * الأبوة تحمل كل معاني العناية والرعاية والحماية والستر والحب والعطف وأيضًا الحزم ، ولكن الحزم يأتي من خلال الأبوة .
ثانيًا: السيرة الطاهرة * السيرة الطاهرة كما يقول القديس بولس الرسول لتلميذه تيموثاوس «أحفظ نفسك طاهرًا» يقصد احفظ نفسك في سيرة طاهرة.
ثالثًا: القدوة الصالحة * هو النموذج الأول في إيبارشيته وفي خدمته، هو النموذج الأول في المحبة التي انسكبت في قلبه بعمل الروح القدس.
رابعًا: الفكر المتجدد * الأسقف صاحب فكر متجدد باستمرار، يقبل الأفكار ويمتحنها، يختار ما هو حسن فيها، يجيد الحوار ويجيد الاستماع، يفكر كثيرًا، يحتضن كل التنوع الموجود في البشر، قلبه متسع لكل أحد، فكره متسع لكل أحد، يحمل الكنيسة كلها في قلبه ويقدمها في زمنه بالصورة التي يفهمها الجميع.
خامسًا: راعي محب: * الراعي الصالح قلبه مفتوح لكل أحد وهو كراعي محب يعمل في صفوف الرعية ويخدمهم. * سلطة الأسقف في أبوته.. وتظهر أبوته في كل صباح ومساء فهو يشبع الكل ويستر على الكل.
سادسًا: معلم مشبع: * ينبغي أن يكون معلمًا صالحّا مشبعًا، والشبع نجده في الكتاب المقدس “لَيْسَ بِالْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا الإِنْسَانُ، بَلْ بِكُلِّ كَلِمَةٍ تَخْرُجُ مِنْ فَمِ اللهِ” (مت4:4) فهو يعيش بالوصية ويشجع أبناءه يعيشوا بالوصية
سابعًا: مدبر حكيم: * صفة التدبير هي علم الإدارة في العلوم الإنسانية فيكون مدبرًا حكيمًا. – في نشاط الإيبارشية. – وحياة الكهنة. – واحتياجات الرعية. * ولكن التدبير يجب أن يكون بحكمة سواء في التعمير أو الأمور المالية .
ثامنًا: الساهر الأمين: * يتواجد بين رعيته على الدوام ويتواجد باستمرار في حياة الرعية. * الساهر الأمين ساهر على توبة كل أحد. * القديس بولس الرسول وقف أمام قسوس أفسس وقال لهم “ثلاث سنين لم أفتر عن أنذر بدموع كل واحد منكم” وكانت خدمته مليئة بالدموع، والسهر ليس بمعناه المادي بل الروحي. * الأسقف أب للشعب وهو أيضاً سيد… له الأبوة وله الرئاسة والسلطة. فإن كان الله ورسله وأنبياؤه قد اختاروا لأنفسهم لقب الأبوة أكثر من السيادة. فبالأولى الأسقف وكيل الله وخليفة رسله. تقول عنه الدسقولية “أبوكم بعد الله”. * أن الأبوة تحمل معنى الحنو والشفقة والمحبة ، وهذه هى الدعامة الأولى فى علاقة الأسقف بأولاده. إن معلمنا داود النبي عندما دعا الله أباً تذكر له هذه الصفة فقال “كما يترآف الآب على البنين يترآف الرب على خائفيه” (مز103). * الأبوة أعمق وأكثر تأثيراً من السلطة. فمع اعترافنا بأن الأسقف سيد ورئيس وملك وراع . كما تدعوه الدسقولية إلا أننا عندما نقول “أبونا الأسقف” ، “وأبونا المطران”، “وأبونا البطريرك” إنما يتملكنا إحساس قوى بعاطفة أعمق بكثير من رسميات الرئاسة والسلطة. يكفى أن الله ذاته نناديه قائلين “أبانا” دون أى إنقاص من سلطته علينا.