اعتدى عدد من مسلمي قرية عرب الجزيرة على بعض أقباط قرية بني أحمد الشرقية بمحافظة المنيا بسبب مشاجرة أمام كنيسة السيدة العذراء بالقرية بعد قيام اثنين من شباب عرب الجزيرة بالتحرش بفتاة مسيحية أثناء خروجها من الكنيسة ومحاولة الاعتداء عليها بالقرب من منطقة عرب الجزيرة، حيث نشبت مشاجرة بين شباب أقباط والمتحرشين بالفتاة.
وقال أحد أهالي القرية “أنه وقعت أمس مشاجرة بين “سامح عياد”، أحد أقباط قرية بنى أحمد الشرقية إثر محاولة التحرش بفتاة مسيحية أثناء خروجها من الكنيسة ومحاولة الاعتداء عليها بالقرب من منطقة عرب الجزيرة، وتدخل بعض العقلاء لإنهاء المشاجرة وعاد كل إلى منزله”.
وأضاف “أنه في حوالي العاشرة مساءً فوجئ أقباط القرية بقدوم عدد من مسلمي قرية عرب الجزيرة وبحوزتهم أسلحة نارية وأطلقوا أعيرة في الهواء لإثارة الرعب في المنطقة التي يقيم فيها سامح وأشقاؤه واعتدوا عليه و2 آخرين بالضرب بالأيدي وفروا هاربين”.
وتابع “أنه عقب ذلك حضرت قوة أمنية وأجبرت الأقباط بالقرية على إغلاق منازلهم ومحلاتهم وعدم مبارحتها خشية تفاقم الأحداث وألقي القبض على الطرف القبطي واتضح أن المعتدين من عرب الجزيرة أسرعوا بإبلاغ الشرطة ضد الطرف القبطي واتهامه بأنه من قام بالاعتداء عليهم”.
وأشار إلى “أن تلك الوقائع تتكرر كثيرًا منذ جلسة الصلح العرفية التي عُقدت العام الماضي عقب أحداث طائفية شهدتها بني أحمد الشرقية والتي لم يحضر أي من المجنى عليهم من الأقباط وأعلنت الكنيسة رفضها”.
وقال “أمير فخري”، رئيس لجنة تقصي الحقائق بـ”مركز الكلمة لحقوق الإنسان” بالمنيا إن “غالبية سكان قرية (بني أحمد الشرقية) من الأقباط، والمسلمين يمثلون فقط نسبة 20% من سكانها، وأغلبهم، إن لم يكن جميعهم، يعملون بالشرطة، وفور وقوع أية تشاجرة بين أقباط ومسلمين، سرعان ما يتحدث هؤلاء العاملون بالشرطة إلى أقاربهم المسلمين؛ لإخفائهم، فلا يتم القبض إلا على الطرف القبطي”.
وتابع “فخري” أن “شابين مسلمين من قرية (عرب الجزيرة) القريبة للقرية، قاما أمس، وعقب انتهاء أحد الأفراح بكنيسة السيدة العذراء بالقرية، بمعاكسة فتاة مسيحية أثناء خروجها من الكنيسة، في ذات الوقت شاهدهما طفل يُدعى (غطاس عياد)، 13 سنة، من أهالي القرية، فحاول منعهما، وقام الطرف الآخر بالتشاجر معه، حتى تدخل عدد من العقلاء، وأنهوا المشاجرة، وعقب ذلك بساعة تقريبا، وعقب عودة أحد الشابين المسلمين إلى منزله، وإبلاغ أقاربه بما حدث، قام أحد أقاربه الذي يعمل بالشرطة بالحضور إلى منزل الطرف المسيحي؛ لتحرير محضر، متهما فيه كلا من أبانوب ملاك، وغطاس عياد، بالتعدي على شابين مسلمين”.
وأضاف الحقوقي: “عقب تحرير المحضر، حضر إلى منزل الطرف القبطي، أمين شرطة يُدعى (محمود)، وأصر على أن يقبض على الطفلين من منازلهما، دون انتظار، أو الموافقة على أخذ أحد من أقاربهما، خاصة وأنهما (قاصران)؛ فتجمع باقي الجيران، وحاولوا إقناعه بأن يترك الطفلين، أو ياخذ أحدا من أقاربهم معه؛ حتى يمكن تكليف محامٍ، ولكنه أصر على أخذهما”.
وأكمل: “وعقب وصولي إلى قسم الشرطة في محاولةٍ لحل الأمر، حاول شقيق الطفل غطاس دخول نقطة الشرطة؛ ما دفع أحد أفراد الشرطة لإطلاق أعيرة نارية في الهواء؛ لإخافة الأهالي وإبعادهم عن المكان، وقاموا بالقبض على كلٍّ من رأفت عياد وسامح عياد، وتم إشاعة أن أقباط القرية، وتحديدا أسر الطفلين، حاولوا اقتحام النقطة”.
وتابع: “فوجئنا عقب ذلك بساعتين تقريبا بقدوم سيارة شرطة وبها ضابط شرطة، إلى المنطقة التي تعيش بها أسرتا الطفلين، وقاموا بإجبار الأهالي على الدخول إلى منازلهم، وإغلاق محالهم التجارية، وعند التحدث مع ضابط الشرطة، عرفنا أنه قد تم إبلاغه من مساعديه بالنقطة، أن الأقباط بالقرية يحاولون الاعتداء على نقطة الشرطة، على غير الحقيقة، إلا أنه لم يُفرج عنهما حتى الآن”.