تسلم البطريرك يوحنا العاشر، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس، جائزة “جمعية وحدة الشعوب الأرثوذكسية” التي تمنح بصورة دورية سنويا لتكريم رؤساء الدول والحكومات والشخصيات العامة الكبيرة على إسهاماتهم في تدعيم وحدة الشعوب الأرثوذكسية وترسيخ القيم المسيحية في الحياة العامة، مساء أمس، في القاعة الكبرى لكنيسة المخلص في موسكو، بمشاركة البطريرك كيريل، بطريرك موسكو وكل روسيا، وبحضور رسمي وشعبي ملفت.
واستقبل البطريرك كيريل البطريرك يوحنّا على مدخل القاعة حيث دخلا مع رئيس الجمعية إلى القاعة التي غصت بالشخصيات. وبعد عرض توثيقي لتاريخ الجائزة وكلمة افتتاحية للبطريرك كيريل تسلم غبطته الجائزة من رئيس الجمعية فاليري ألكسييف.
وقال البطريرك يوحنا العاشر يازجي “إن وسام التقدير هذا أضعه على صدر أخوينا مطراني حلب بولس يازجي ويوحنا إبراهيم المخطوفين منذ ما يقارب العامين وسط صمت مريب ومعيب. هذ التقدير أضعه على جبين كنيسة أنطاكية المعذبة، على جبين ابنة الديار البارة المغروسة فيها قِدم التاريخ بعينه، المغروسة هناك بقوة لا تنيخها عواصف الزمن الحاضر. نحن في أنطاكية مزروعون في سوريا ولبنان والعراق وفي كل بقعة من المشرق”.
وتابع:” أضع هذا التقدير على جبين الأم الثكلى وعلى قبور الشهداء الذين يدفعون ثمناً باهظاً لزيف تسمياتٍ ولتطرف أيديولوجياتٍ”.
وأضاف “نحن هنا لنطلق صرخة سلامٍ من أجل سلام كل العالم ونقول إن رنة المعول الذي يبني هي أقدر من قعقعة الحروب في كل بقعةٍ من هذه البسيطة. نطلق صرخة سلامٍ من أجل الشرق الأوسط بكل بقاعه ومن أجل سوريا بالتحديد، سوريا التي تاقت إلى أيام سلامها والتي سئمت لغة الإرهاب والتكفير والخطف والحصار الاقتصادي الخانق الذي تأذى منه كل سوري. نحن هنا لنصلي من أجل لبنان واستقرار لبنان الذي دفع ثمن العنف ويدفع إلى الآن ويقاسي العنف والخطف المدان وفراغ المؤسسة الدستورية الأولى. كما نرفع الصوت أيضًا من أجل السلام في أوكرانيا ومن أجل أن يديم الله رحمته على روسيا”.
وأشار إلى “أن المسيحية المشرقية المضطهدة مع كل صوت اعتدالٍ في هذا المشرق تتوق إلى أيام سلامها. وهي تقاسي مع غيرها تهجير الأبناء والخطف والإرهاب وتجهد مع الكثيرين وتأبى أن تغادر أرضها التي هي هويتها وذلك مهما عصفت رياح الظلام وهاجت أمواج المصالح. والمسيحية في ديارنا هي أحوج ما تكون في هذه الظروف إلى ترجمة ملموسةٍ لكل دعم معنوي مساعدةً فعليةً ومشاريعَ ومؤسساتٍ تساهم في تثبيت المسيحيين في أرضهم”.