فصل الإنجيل لهٰذا الأحد من (لو ٨: ٤-١٥)، محدّثنا عن “مثل الزارع”. وكثيرًا ما كان يستخدم السيد المسيح الأمثال في تعاليمه، إذ كانت تمثل صورًا واقعية لتوضيح المفهوم التعليميّ الذي يريد السيد المسيح أن يقدمه للشعب ولتثبيته في الأذهان والقلوب. إن القِصص والأمثال لها تأثير عميق في النفس لما تحمله من مشاعر ترتبط بالواقع الإنسانيّ. يُقرأ هٰذا الفصل من الإنجيل، “مثل الزارع”، مرتين في الأحدين الأول والثاني من شهر هاتور.
وفي “مثل الزارع” نلاحظ الآتي:
• الاختلاف: يجب أن نُدرك أن البشر مختلفون فيما بينهم من شخصيات، وإمكانات فكرية ومهارية، وخبرات، وهٰذا الاختلاف هو ما يصنع التنوع بينهم. لٰكن السيد المسيح يوضح اختلافات البشر على مستوى الحياة الروحية والنضج الروحيّ، فهناك من يقف عند شكل الحياة الروحية فقط دون الدخول في أعماقها، وهناك من يخشى الضيقات والتجارِب، وهناك من وضع أساسًا على الصخر وتأتي حياته بالثمر المطلوب.
• العطاء: لقد قدم الزارع البُذور إلى جميع أنواع الأرض، ولٰكن كل أرض أثمرت أو لم تُثمر بحسب نوعها. فعلى الإنسان أن يُدرك أيّ نوع من تلك الأراضي هو، ويطلب معونة الله ليتغير إلى تلك الأرض التي تُعطي ثمرًا. إن الله يقدم خيراته ومحبته وعطاياه للجميع، تاركًا لكل شخص حريته في اختيار الطريق، فهو يَقرَع باب حياة البشر لٰكنه لا يقتحمها إذ يقول: “هٰأنٰذا واقف على الباب وأَقرَع. إن سمِع أحد صوتي وفتح الباب، أدخل إليه وأتعشى معه وهو معي.”، وهٰكذا هي معاملات الله مع الجميع؛ يقول لنا “القديس يوحنا الذهبيّ الفم”: “الله يُنادينا، وينتظر أن نتقدم إليه بكامل حريتنا، فإذا اقتربنا يهب لنا كل عونه.”.
ويتحدث المثل أيضًا عن … وللحديث بقية …