يتحدث إنجيل هٰذا الأحد (لوقا ١: ٢٦-٣٨) عن بشارة “السيدة العذراء” بولادة ابن لها سيدعى “يسوع”، أعلنها رئيس الملائكة “جَبرائيل” أحد رؤساء الملائكة السبعة. وفي البشارة نجد:
• الملاك “جبرائيل” يبشر “العذراء مريم” بأن الرب معها: “الرب معكِ. مبارَكة أنتِ في النساء”. ما أعظم أن يشعر الإنسان أن الله معه في كل خُطوات حياته! فقد كانت تلك هي طلبة “موسى النبيّ” إلى الله: أن يسِير وجهه أمام الشعب: “فقال له: «إن لم يَسِر وجهك فلا تُصعدنا من هٰهنا …”. (الخروج ٣٣: ١٢). وكان الله مع “يوسف” و”يشوع” و”صموئيل” وغيرهم فكانوا رجالًا ناجحين في كل عمل لهم، مثلما كان مع “داود النبيّ” فكان يخلِّصه حيثما يذهب حتى ترنم: “الله لنا ملجأ وقوة. عونًا في الضيقات وُجد شديدًا.” (المزمور ٤٦: ١)، كما ترنم: “الرب نوري وخلاصي، ممن أخاف؟! الرب حصن حياتي، ممن أرتعب؟! عند ما اقترب إليَّ الأشرار ليأكلوا لحمي، مضايقيَّ وأعدائي عثَِروا وسقطوا. إن نزل عليَّ جيش لا يخاف قلبي. إن قامت عليَّ حرب ففي ذٰلك أنا مطمَئنّ.” (المزمور ٢٧: ١-٣)، ويقول “القديس يوحنا الذهبيّ الفم”: [ليس أقوى مِن الذي يتمتع بالعون السماويّ كما ليس أضعف مِن الذي يُحرم منه.]؛ هٰذه تكون ملامح من يسير معه الله في حياته. وأنت: من اخترتَ كي يسير معك طريق الحياة؟
• “لأنه ليس شيء غير ممكن لدى الله”؛ نعم، يجب أن تثق أنه لا يوجد مستحيل أمام الله، جميع الأمور بيده، وهو القادر على كل شيء، وضابط كل أمر في الحياة، منذ الأزل وإلى الأبد هو هو لا يتغير، هو الذي وهب لـ”إبراهيم” وهو في شيخوخته “إسحاق”، وهو الذي جعل “يوسف” مدبرًا على أرض “مِصر”، وهو الذي قاد شعبه في البرِّية أربعين سنة يهب لهم الطعام والشراب ولم تَبْلَ ثيابهم، وهو من أنقذ كل من وضع اتكاله عليه: إنه حقًّا الصانع العجائب وحده: “لأنك عظيم أنت وصانِع عجائب. أنت الله وحدك.” (المزمور ٨٦: ١٠). في كل أمورك ثِق بالله إذ لا شيء غير ممكن لديه، وثِقْ أيضًا بحكمته إذ كل ما يسمح به هو لخيرك.