أستكمالاً لسلسة المؤتمرات التي ينظمها المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي، تحت رعاية قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، نظم المركز برئاسة نيافة الأنبا إرميا الأسقف العام، المؤتمر اللاهوتي الثاني يوم السبت الموافق 7 ديسمبر 2013م بعنوان: ”الخلاص في المفهوم الأرثوذكسي“
تضمن برنامج المؤتمر 3 محاضرات رئيسية تبدأ بمحاضرة نيافة الأنبا بيشوي – مطران دمياط وكفر الشيخ والبراري بعنوان “الخلاص في المفهوم الأرثوذكسي” ويليها محاضرة نيافة الأنبا بنيامين أسقف المنوفية بعنوان ” هل الخلاص هو بالإيمان وحده” ويختتم أعمال المؤتمر بمحاضرة للقمص عبد المسيح بسيط أبو الخير كاهن كنيسة السيدة العذراء بمسطرد بعنوان ” التعليم الكتابي والتسليم الرسولي والأبائي في سر الإعتراف“.
المحاضرة الأولى:
و تناول فيها الأنبا بيشوي: موضوع ” الخلاص في المفهوم الأرثوذكسي” مؤكداً أن تعاليم قداسة البابا شنودة الثالث في هذا الموضوع تتفق تماما مع تعاليم الكتب المقدس والأباء، ملقيا الضوء حول خطورة أستخدام الآية الواحدة في موضوع الخلاص و في أي موضوع آخر- مشيرا أن الكتاب المقدس ليس هو مجرد آية أو آيات، وإنما هو روح معينة تتمشى في الكتاب كله.فالشخص الجاهل يضع أمامه آية واحدة، أو أجزاء من آية، فاصلا إياها عن ظروفها وملابساتها وعن المعنى العام كله، أما الباحث الحكيم، الذي يتوخى الحق فانه يجمع كل النصوص التي تتعلق بموضوع بحثه..
وتطرق نيافته للعديد من الأيات التي جاءات بكتاب الخلاص لقداسة البابا شنودة الثالث توضح هذا الأمر ومنها على سبيل المثال لا الحصر.. اَية “أبى أعظم منى“ (يو14: 28) والتي ساء استخدامها البعض موضحا أن الاَيه جاءت لقول أن السيد المسيح قد خاطب الآب في ليلة آلامه، وكما كتب القديس يوحنا في إنجيله؛ قال السيد المسيح: “والآن مجدني أنت أيها الآب عند ذاتك بالمجد الذي كان لي عندك قبل كون العالم” (يو17: 5). وهذا يعنى أن السيد المسيح باعتباره الابن الوحيد المولود من الآب قبل كل الدهور قد أخلى ذاته آخذًا صورة عبد حينما تجسد من السيدة العذراء بفعل الروح القدس وأخ في مجده المنظور حينما وجد في الهيئة كإنسان. ولكنه بعدما صنع الفداء بتقديم نفسه ذبيحة وكفارة على الصليب من أجل خلاصنا فإنه قد قام من الأموات وصعد إلى السماوات وهناك إذ رُفع في المجد، فقد أحاط به المجد المساوي لمجد الآب بعدما أكمل عمل الفداء ولم يعد هناك داعٍ لإخفاء مجده المنظور. هذا المجد هو الذي سوف يجيء فيه في مجيئه الثاني وهو الذي سوف يراه القديسون في ملكوت السماوات. وآيات أخرى كثيرة تثبت ألوهية السيد المسيح مثل قول السيد المسيح “وليس أحد صعد إلى السماء إلا الذي نزل من السماء ابن الإنسان الذي هو في السماء” (يو3: 13). وأيضًا “لأنه حيثما اجتمع اثنان أو ثلاثة باسمي فهناك أكون في وسطهم” (مت18: 20). فالسيد المسيح من الممكن أن يوجد في كل مكان، يقول “ها أنا معكم كل الأيام إلى انقضاء الدهر، آمين” (مت28: 20) وهذه الآيات تعنى أن السيد المسيح موجود في السماء وعلى الأرض و في كل مكان وكل زمان.
وهنا فاستخدام البعض لآيات معينة تبين خطورة استخدام الآية الواحدة ومنها فالإنسان يحتاج أن يقرأ الكتاب المقدس قراءة مستفيضة، مُلِمًا بكل ما ورد فيه من آيات لكي لا يسقط في حيل وخداع هؤلاء. وإنه لا يصح مطلقا أن نسير بطريقة الآية الواحدة، فهى طريقة خاطئة وخطر وغير أرثوذكسية.