إن الماسونية هي المنظمة الأكثر تعقيدًا في العالم، فهي سرية جدًا وتُعرفها دائـرة المعارف البريطانية في طبعتها سنة 1981م بأنها “أكبر جمعية سرية في العالم” فهي جمعية عالمية سرية يكتنفها الغموض الشديد، لا يُعرَف منها إلا الجانب الظاهري فقط بأنها جمعية خيرية مبنية على شعار “الحرية والمساواة والأُخوة” فهي جمعية بحسب قولهم تهدف إلى سعادة الإنسان، وأنها بعيدة عـن الأديـان ويُكتب عنها مئات الأخبار في اليوم ما يجعلها محل اهتمام الكثير حول العالم، فهي منظمة مجهولة العرق والدين والأصل ولكن وراء كل قدم أثر لا يراه الجميع، فالماسونية تعتبر من أضخم وأغنى الهيئات، ولذلك تجذب إليها أعضاء من جميع ديانات العالم، أو ممن يبحثون عن الأمور المثيرة والمغامرات غير المحسوبة ولاسيما أن الماسونية تتميز بالغموض الشديد والسرية التامة كما ذكرت أعلاه، وأيضًا يسعى إليها من يبحثون عن المراكز الاجتماعية المتميزة، بشرط أن يؤمن من يريد الانضمام إليها بالكائن الإلهي الذي يدعونه بالمهندس الأعظم، وأيضًا أن يؤمن بأن الروح ستخلد. ويرجع أصلها حسب الكثير من المخطوطات القديمة إلى اليهود والصهاينة الذين صمموا الماسونية لأهداف شيطانية أهمها السيطرة على العالم. نشأتها الرمزية بدأت مع هيكل سليمان والذي يهدفون حاليًا إلى إعادة بنائه وهو الأمر الذي صُرح به في العديد من الجلسات الماسونية، فالماسونية لها فعل السحر في جذب الحكام والأثرياء إليها، حتى أنه إلى وقت قريب كان ملوك انجلترا وأمراؤها ورؤساء الولايات المتحدة وكثير من رؤساء الدول الأوربية أعضاء شرف في هذه الجماعة، ولذلك فإن الماسونية تُعتبر جماعة أرستقراطية تبحث عن الجاه والمال والسلطة بغض النظر عن الأخلاق والسلوك والأداب، وبهذا استطاعت الماسونية أن تجتذب إليها عددًا كبيرًا من رجال الأدب والفكر والزعماء السياسيين ورؤساء الدول. ولذلك فلا عجب أن تجـد في سجلات الماسونية أسماء أناس ينتسبون إليها وهم أصحاب أفكار هدامة.
أخيرًا أتركك عزيزي القارئ لتتعرف من خلال السطور القادمة على المختصر المفيد في ماهية الماسونية ونشأتها ومبادئها ورموزها وعظمائها وكل ما يدور حولها…، وفي هذه المناسبة أشكر الابن الأمين المرحوم أستاذ وديع… الذي قام بكتابة هذا الكتاب على الحاسب الآلي أكثر من ثلاث مرات، بالصلوات والشفاعات التي ترفعها عنا والدة الإلٰه “القديسة السيدة العذراء مريم”، والقديس الشهيد “مار مَرقس الرسول” كاروز الديار المِصرية، والآباء الرسُْل الأطهار، وبصلوات صاحب القداسة والغبطة “البابا أنبا تواضروس الثاني” بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المَرقسية.
الثلاثون من برموده 1736ش أنبا إرميا
الثامن من مايو 2020م الأسقف العام
استشهاد القديس مارمرقس الرسول كاروز الديار المصرية رئيس المركز الثقافيّ القبطيّ الأُرثوذكسيّ