تحت عنوان “أَعْط عبدك قلباً حكيماً” بدأت مساء أمس فعاليات السيمينار السنوي لكهنة الأسكندرية وأسرهم ببيت القديس الأنبا بولا بالبحر الأحمر. هذا وقد وصل قداسة البابا تواضروس الثاني اليوم إلى البحر الأحمر للمشاركة في السيمينار.
يحضر السيمينار الذي من المقرر أن يستمر حتى يوم الخميس المقبل، صاحبا النيافة الأنبا دانيال أسقف ورئيس دير الأنبا بولا والأنبا بافلي الأسقف العام لكنائس قطاع المنتزه بالأسكندرية والمسؤول عن خدمة الشباب بالمدينة والقمص رويس مرقس وكيل عام البطريركية والقس أنجيلوس اسحق والقس أمونيوس عادل سكرتيرا قداسة البابا. وألقى قداسة البابا محاضرة روحية دارت حول الخدمة الرعوية للكاهن وعلاقتها بالسماء. يذكر أن سيمينار كهنة الأسكندرية وأسرهم يعقد للعام الثاني على التوالي بالبيت ذاته بالبحر الأحمر. ============================== كلمة قداسة البابا في سيمينار كهنة الأسكندرية المنعقد بالبحر الأحمر خدمة الكاهن الرعوية وعلاقتها بالسماء
عملك له طابع فريد فوظيفتك سماوية الطابع فأنت مسؤول عن زرع الفكر والروح السماوية في داخلك ثم زرع السماء في نفوس الرعية وذلك عن طريق زرع المخافة في القلب وزرع الاشتياق في الفكر وزرع الرؤية (رؤية السماء) في العين. والكتاب المقدس يعلمنا هذا المعنى: كُنْتَ أَمِينًا فِي الْقَلِيلِ فَأُقِيمُكَ عَلَى الْكَثِيرِ (مت 25 : 21) لاَ تَخَفْ، أَيُّهَا الْقَطِيعُ الصَّغِيرُ، لأَنَّ أَبَاكُمْ قَدْ سُرَّ أَنْ يُعْطِيَكُمُ الْمَلَكُوتَ (لو 12 : 32) كُنْ أَمِينًا إِلَى الْمَوْتِ فَسَأُعْطِيكَ إِكْلِيلَ الْحَيَاةِ (رؤ 2 : 10) ولذلك فنحن من خلال اشتياقنا للسماء نعتبر: 1- الكنيسة هي سفارة السماء على الأرض: وكما قال القديس يوحنا ذهبي الفم عن الكنيسة: الكنيسة أكثر ارتفاعاً من الأرض وأكثر اتساعاً من السماء. 2- الانجيل هو بوابة السفر للسماء: هو مثل الخريطة أو الدليل الذي يشرح لنا السماء، ولابد أن يكون فكرنا ومفاهيمنا في التعليم هو فكر الكتاب الذي يقول عنه القديس يوحنا ذهبي الفم إن الكتاب المقدس هو كنز معرفة ومنجم لآليء. 3- الكهنوت رفيق كل إنسان في طريقه للسماء: فالكاهن أب اعتراف ومرشد روحي ومربي فهو الذي يقود الآخرين للسماء ولذلك يجب أن يتحلى الكاهن بروح الأبوة الحقيقية والحرص من العثرات. 4- القداس الذي هو رحلة إلى السماء ويجب أن يكون هناك تناغم بين اللحن والكلمة والوعظ والمخافة وكل هذا يؤدي للسماء. 5- التسبيح لغة السماء فيجب أن يشجع الكاهن أولاده وشعبه على التسبيح وتعلمه والاشتراك فيه. 6- التوبة خطوة نحو السماء فالابن الضال بخروجه من بيت الآب بعد عنه وعندما قدم توبة عاد له فالعالم يلوث البشر والتوبة تنظف. 7- الخدمة دعوة للسماء فكل عمل رعوي من افتقاد ورحلات وعظات لها هدف ولمسة روحية توصلهم للسماء.
وهناك أمور معاصرة تبعد الإنسان عن السماء: 1- الانشغال الشديد والزائد بالأخبار سواء العالمية أو الكنسية مما يفقد الإنسان سلامه. 2- الإهتمام الزائد بشبكة الإنترنت والذي يستهلك الفكر والوقت فبدلاً من التركيز في الصلاة والكتب المقدسة يذهب الكثير من الوقت في الإهتمام بالضعفات والفضائح بدلاً من الستر. 3- فكر التشكيك وزرع السلبيات فإن سمعت عن ضعفات لأحد الأخوة ارفع قلبك بصلاة بدلاً من نقل روح التشكيك والاحباط. 4- التعميم فلو أخطأ شخص يجب طبعاً معالجة الأمر، ولكن ما أصعب تعميم الخطأ قصة: راهب بلغ تدبيره اليومي أنه صار يأكل خبزة واحدة فقط وفي أحد الأيام يوم جاءه ضيف فأكل ثلاث خبزات فعاتبه الراهب وفي اليوم التالي وجد أن الخبزة الواحدة لم تعد تشبعه فصرخ إلى الله الذي قال له لأنك وبخت أخاك وأدنته فارقتك النعمة. 5- فقدان الثقة في العمل الروحي والخدمة.