خطف عناصر من جبهة النصرة كاهنا عراقيا بعد استدعائه من مقر إقامته في دير في محافظة أدلب في شمال غرب سوريا، ولا يزال مصيره مجهولا، وفق ما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، ومنظمة آشورية، امس الثلاثاء. وقال المرصد في بيان له، امس، على صفحته بـ”الفيسبوك”: “تستمر جبهة النصرة، (ذراع تنظيم القاعدة في سوريا)، في احتجاز القس ضياء عزيز، العراقي الجنسية، الذي خطفته يوم السبت الماضي، من قرية اليعقوبية الواقعة، ذات الغالبية المسيحية، في ريف مدينة جسر الشغور”.
وذكر مدير المرصد رامي عبد الرحمن، أن “أمير جبهة النصرة في المنطقة، وهو مصري الجنسية، استدعى عزيز للتشاور معه يوم السبت”، مضيفا أن “هذا الأخير ذهب ولم يعد حتى اللحظة”.
وقال أحد العاملين في المرصد، إن “عزيز هو كاهن رعية الطائفة اللاتينية في اليعقوبية التي يقطنها لاتين وأرثوذكس وأرمن، وهو من الرهبنة الفرنسيسكانية، ويتبع لحراسة الأراضي المقدسة التي تتخذ من القدس مقرا لها”.
وبحسب بيان المرصد الآشوري الذي يعنى بمتابعة قضايا المسيحيين في الشرق الاوسط؛ “فالأب عزيز من مواليد مدينة الموصل العراقية (عام 1974)، وانضم إلى الرهبنة الفرنسيسكانية عام 2002. وخدم في أديرة عدة في مصر وفي عمان، وفي حراسة الأراضي المقدسة، قبل أن ينقل إلى اللاذقية، ثم إلى اليعقوبية”.
وقال المرصد الآشوري إن “خطف عزيز، ومن قبله عدد من المطارنة والكهنة؛ يهدف إلى ضرب الوجود المسيحي في سوريا”.
ويشكل المسيحيون خمسة في المئة من إجمالي عدد السكان في سوريا، لكن عددا كبيرا منهم نزح منذ بدء النزاع منتصف آذار/ مارس 2011، وتصاعد نفوذ التنظيمات الجهادية.
وخُطِف عدد من رجال الدين المسيحيين، بينهم مطرانا حلب للروم الأرثوذكس، بولس يازجي، وللسريان الأرثوذكس يوحنا إبراهيم، اللذان فقدا في نيسان/ أبريل 2013، ولا يزال مصيرهما مجهولا.
وباتت محافظة أدلب السورية تحت السيطرة شِبه الكاملة لـ”جبهة النصرة”، وفصائل إسلامية؛ أبرزها “أحرار الشام”، منذ نهاية آذار/ مارس الماضي، بعد طرد قوات النظام من مدن رئيسة، وقواعد عسكرية في المحافظة.