قضت جلسة عرفية بقرية الناصرية التابعة لمركز بني مزار شمال محافظة المنيا، صعيد مصر، امس الجمعة، بحضور قيادات الأمنية بالمديرية والتنفيذية والدينية بالمدينة، بتهجير المدرس القبطي الذي اتهم بنشر فيديو مسيء.
وقال الناشط الحقوقي عزت إبراهيم، مدير مركز الكلمة لحقوق الإنسان بالمنيا، “إن جلسة عرفية عقدت اليوم بالقرية لإنهاء أزمة المدرس القبطي والطلاب الأربعة والخاصه بفيديو المسيء وأقر القس عازر راعي الكنيسة بالقرية بموافقة جميع الأسر القبطية بالقرية على أن يترك المدرس جاد يوسف يونان القرية عقب انتهاء محاكمته دون التحدث في أمر الطلاب الأربعة”، مؤكدًا “أن الجلسة حضرها أكثر من 500 من أهالي القرية والقري الأخرى المجاورة”.
وكان عدد من الطلاب الأقباط بإحدى الرحلات التابعة للكنيسة الإنجيلية بالقرية، ومن بينهم: (ألبير.أ)، و(حنا.ن)، و(باسم)، وجميعهم 15 عاما، وبالصف الأول الثانوي، و(مولر.ع)، 16 عامًا، وهو بالصف الثاني الثانوي، ومعهم مدرس لغة إنجليزية يُدعى (جاد يوسف يونان)، وأثناء مزاحهم، قاموا بتمثيل مشهد للدعابة والاستهزاء من تنظيم داعش، على غرار السخرية من التنظيم، في كثير من الفيديوهات التي انتشرت على شبكات التواصل، والتي كانت على نغمات نشيد (صليل الصوارم)، لكن هذه الواقعة تم اعتبارها إهانة للإسلام. عقب ذلك بعدة أسابيع، فقد المدرس كارت الميموري الخاص بتليفونه المحمول، والذي تصادف وجود هذا الفيديو عليه، وقد عثر عليه أحد أهالي القرية المسلمين، وأخذ يتناقله بين الأهالي، وبدأت وتيرة الأحداث في التصاعد، وتم إلقاء القبض على المدرس، الأسبوع الماضي، وبعرضه على النيابة العامة، ومشاهدة الفيديو، أمرت النيابة بحبسه أربعة أيام على ذمة التحقيق، وتم إلقاء القبض على الطلاب الذين ظهروا في الفيديو. وما كان من أسرة المدرس القبطي إلا أن قامت بنقل زوجته وأبنائه من القرية، إلى مكان آخر؛ تحسبا لأي اشتباكات أو اعتداءات قد تحدث.
وفي 9 أبريل الجاري، خرج بعض الشباب المسلم الذين لا تتجاوز أعمارهم 20 عامًا، وهم زملاء الطلاب الأربعة، وأغلبهم من القرية، وبعضهم من قرى مجاورة، في عدد من المسيرات، وقاموا برشق منازل الطلاب، بالطوب، وكذلك صيدلية، وأستديو تصوير، وفي يوم الجمعة الماضي، خرجت مسيرات أخرى منددة بالفيديو، الذي اعتبره الأهالي مسيئًا، إلا أن قوات الأمن كانت تطوق الكنيسة من جميع الاتجاهات، وانتهى الأمر دون أي اشتباكات أو تلفيات، ولم يحدث أي سوء للكنيسة أو المصلين.