براءة وجهها وحلاوة ابتسامتها التى تحمل وهج الحياة وبهجتها تجذبك بين عشرات الصور المتراصة، مكتوب تحتها أسماء وتواريخ وأماكن الأحداث إلى جانب شعار المركز الثقافى القبطى الأرثوذكسى. إنها صاحبة الوجه الملائكى لوسيندا كريستيان كمال، التى تشهد صورتها وحذاؤها الصغير وبعض مقتنياتها على غدر ووحشية الإرهاب. فقد اغتال كارهو الحياة فرحتها وحياتها فى حادث الكنيسة المرقسية بالاسكندرية عام 2017،وهى الطفلة التى لم يتعد عمرها العامين وثمانية أشهر.
«لوسيندا» واحدة من ضحايا الإرهاب الذين قررت إدارة المتحف البطريركى توثيق ذكراهم من خلال صورهم وبعض مقتنياتهم وملابسهم الشخصية وعليها آثار الدماء وتوثيق الجرائم المختلفة من خلال الصور والايقونات.. الذبح يد داعش فى ليبيا.. تفجير البطرسية.. حادثة «القديسين» وغيرها، وذلك فى جزء من المتحف، الذى يضم فى جناحه الآخر بعض أهم ملامح التراث القبطى وجزءا من مقتنيات البابا شنودة ومنها كرسى « التجليس» ومكتبه الذى كان يلقى منه عظته اليومية وسريره الصغير وبعض أدواته الشخصية وكذلك ملابسه وبعض المكاتبات بخط يده، بالإضافة لمقتنيات بعض أشهر الشخصيات القبطية. جولة شيقة عبر التاريخ وفى قلب التراث القبطى يستمتع بها زوار المتحف الكائن بالمركز الثقافى القبطى الأرثوذكسى، الذى يحتفل بمرور 10 سنوات على انشائه.
مركز ثقافى وتعليمى يقع داخل الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، يقدم العديد من الأنشطة الثقافية والمجتمعية للراغبين من المسيحيين والمسلمين. نشاط متنوع، باشراف الأنبا أرميا الأسقف العام ومدير المركز، يهدف لإنارة العقول ورعاية المواهب والانفتاح على المجتمع ومواجهة الأفكار المتطرفة.. باختصار دعوة للحياة فى مواجهة دعاة الموت.
الأهرام