عقد مجلس رؤساء الكنائس الكاثوليكية في سوريا اجتماعهم الدوري لربيع 2015، يوم أمس الثلاثاء، في كنيسة سيدة النجاة للسريان الكاثوليك في قرية زيدل في مدينة حمص، برئاسة بطريرك أنطاكية وسائر المشرق والاسكندرية وأورشليم للروم الملكيين الكاثوليك، البطريرك غريغوريوس الثالث لحام، بمشاركة بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي مار أغناطيوس يوسف الثالث يونان، والأساقفة الرؤساء الروحيين للطوائف الشرقية الكاثوليكية في سوريا.
وقال الآباء المجتمعون: “نحث الجميع على البقاء والصبر، والتمسك بالرجاء والإيمان والأرض، متوجهين إلى القوى العالمية المؤثرة أو الفاعلة في سوريا، بمختلف الأشكال والأساليب والطرق، أننا كرعاة بقينا وسنبقى مع أبنائنا، فاتركوا لنا الخيار والحرية في البقاء؛ فنحن شعب أصيل في هذه البلاد، ونتحمل مع كل السوريين، شعبا وحكومة معترف بها رسميا في المؤسسات الدولية، مسؤولية كبيرة على البقاء في هذه الأرض التي شهدت ولادة ونشأة المسيحية وانتشارها”.
وتداول الأساقفة في الأعمال التي أقرَّت لهذه الدورة، والتي تمحورت حول أوضاع الأبرشيات، كافة ظروف الأزمة الراهنة، وجرَّاء الحرب على سوريا، والتي دخلت عامها الخامس، وما نتج من حالات اجتماعية إثر الهجرة أو التهجير الذي يتعرض له المسيحيون في أماكن ومحافظات مختلفة في سوريا.
كما استعرض الآباء ما تعيشه مختلف الأبرشيات في هذه الأزمة، وكيف يتم التعامل فيها مع المساعدت والمنح والإغاثة، ووجَّه الآباء كلمة لكل أبنائهم في مختلف الأبرشيات في سوريا، قالوا بها: “إنها مأساة من أكبر مآسي التاريخ في المنطقة، وكرعاة نحن مع شعبنا، إلى جانبه وأمامه ووراءه، ولكن مهما بذلنا من جهود، فلا يمكننا أن نلبي الحاجات المتزايدة يوما بعد يوم”.
وأضافوا: “ومع بدء ذكرى المئوية الأولى للمذابح وإبادة المسيحيين من أرمن وسريان وكلدان وآشوريين وغيرهم، نذكر بألم وأسف ما حدث في الزمن من تهجير قسري وإبادة وتفريغ مناطق كثيرة من الأراضي العثمانية، تركيا اليوم، من المسيحيين؛ مما يدفعنا إلى تحميل الدول الكبرى مسؤولية تخوفاتنا من أن تتكرر الأحداث اليوم على مرأى وصمت دولي معيب”.
وأكملوا: “من عمق ألمنا ومعاناتنا في سوريا نصرخ مع شعبنا المتألم، وننادي العالم كله كفى كفى حربا على سوريا، كفى حصارا اقتصاديا، كفى دعما لكل ما من شأنه أن يُهجِّر شعبنا من أرضه وتاريخه وحضارته، كفى تسليحا ودمارا وخرابا للبلد في كل مقوماته”.