قال الكاردينال كريستوف شونبرن رئيس أساقفة النمسا “إن العلاقة بين الكنيسة الكاثوليكية والكنيسة الأرثوذوكسية وطيدة وتاريخية”، موضحًا “أننا الآن نحتاج إلى بعضنا البعض أكثر من أي وقت مضى ونحتاج أن نتبادل خبراتنا الروحية وبركاتنا السمائية”، مشيرًا إلى “أننا نشكر الله لأنه منح النمسا هذه البركة بأن تكون مقرا للحوار والتقارب بين المذاهب المسيحية”. وقال “إن الكنيسة القبطية في النمسا هي مصدر الامل والفرح لأنها كنيسة قوية وتتنامى بشكل سريع ولديها أجيال متنوعة خاصة من الأجيال الجديدة والنشء ولا نبالغ أن نقول إنها أمل المسيحية في أوروبا”.
وأعرب الكاردينال شونبرن عن “انزعاجه الشديد بشأن وضع مسيحيي الشرق الأوسط”، مؤكدًا “أنه على المجتمع الدولي أن يتضامن ويساعد الأقليات المسيحية المضطهدة بشكل عاجل”.
وقال “إن لدينا أملًا كبيرًا في أن يحدث التضامن الدولي لمواجهة اضطهاد المسيحيين”، مشيرًا إلى “أن القوى الدولية مازالت تقف موقف المتفرج أمام عمليات القتل والتهجير التي تتم بحق مسيحيي الشرق الأوسط”.
وأشار إلى “عمق العلاقات التي تربط الكنيسة الكاثوليكية في النمسا مع الكنيسة القبطية في مصر”، مؤكدًا “حرصه دائمًا على التواصل مع قداسة البابا الأنبا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية في كل زياراته للنمسا”.
وأوضح “أنه لمس في شخصية قداسة البابا الأنبا تواضروس الثاني الروحانية العالية والانفتاح على كل المذاهب المسيحية والرغبة القوية في الحوار والتقارب وهو شخصية متدفقة الحب والعطاء للآخرين وقيادة كنسية تتمتع بالحكمة وتتمسك بالإيمان والقيم المسيحية السامية”.
وأشار إلى “أن الاحتفال بمرور 50 عامًا على تأسيس هيئة “برو-أورينتا” مناسبة عزيزة على الكنيسة الكاثوليكية وشركائها من الكنائس الأرثوذوكسية الشرقية ونحن في هذه المناسبة نجدد أواصر الود والمحبة ونؤكد التزامنا باستمرار التعاون المشترك لخدمة اسم المسيح”.
وأوضح “أن زيارة البابا تواضروس للفاتيكان العام الماضي ولقاءه مع قداسة البابا فرنسيس أعطت دفعة قوية للحوار الكاثوليكي الأرثوذكسي، وهناك تقدم كبير في الحوار بين الكنيستين، ونصلي من أجل الوصول إلى الوحدة المسيحية الكاملة لأن الإيمان واحد والاختلافات محدودة ونحن في حاجة للوحدة أكثر من أي وقت مضى”.