قال كمال زاخر، مؤسس التيار العلماني القبطي، إن “زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى الكاتدرائية لتهنئة المواطنين المصريين (المسيحيين) بعيد الميلاد المجيد، جاءت لتصحح عوارا، امتد بعمر الدولة الوطنية منذ محمد علي، وحتى لحظتها، العوار الذي كرَّس لاعتبار هؤلاء المواطنين (آخر) يُصنَّف على أرضية الانتماء الديني”.
وأضاف، خلال مقاله، اليوم الاثنين، بجريدة “الوطن”: “دعونا نبني على هذا التأسيس الرئاسي، عملا جادا في تنقية الأجواء من ثقافة الكراهية والإقصاء، رأسيا على امتداد الهرم الحكومي، وأفقيا على امتداد مؤسسات الدولة والمجتمع، وإعادة هيكلة منظومة القوانين والقرارات والتوجيهات لتصب في دولة المواطنة، الداعمة للعدالة والمساواة، بغير مغازلة للطبقة أو الطائفة، والتعامل بجدية مع منظومات التعليم المحتشد بالتراجع العلمي، والداعم للتطرف، سواء في التعليم العام، أو منظومة التعليم الأزهري”.
وأكَّد أن “مصر المستقبل لن تتحقق إلا بثورة ثقافية جَسورة تُبنى على نسق اقتحام الرئيس السيسي لتابوهات استقرت، وصار الاقتراب منها من المحرمات، لم تكن الزيارة دينية، ولم تكن مغازلة للأقباط، بل كانت فتحا لطريق جديد يعيد تأسيس الدولة الوطنية، وعلى المقيمين خارجها المسارعة للمشاركة في بنائها ودعمها؛ حتى نلحق بركب الدول التي سبقتنا، ونسير معها في درب التنمية والإنسانية”.
وقال الدكتور عماد جاد، البرلماني السابق، ونائب مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن “الجديد فيما فعله السيسي بذهابة للكاتدرائية ليلة عيد الميلاد، ليس الزيارة في حد ذاتها، ولكن في شجاعة القرار، تلك الشجاعة التي لم تتوفر لدى كل مَن سبقوه من عبدالناصر إلى مرسي في التعامل مع قضية العلاقة بالأقباط والتهنئة في الأعياد”.
وأوضح، خلال مقاله اليوم بجريدة “المصري اليوم”، أن “الرئيس الراحل جمال عبدالناصر والذي كان يتمتع بكاريزما وشعبية هائلة لم يتخذ قرار الذهاب إلى المقر البابوي أثناء الصلاة؛ لتهنئة صديقه الراحل البابا كيرلس السادس، ولا كانت لديه جرأة الإعلان عن مساهمة الدولة في بناء الكاتدرائية المرقسية بالعباسية”.
وأكَّد أن “قيمة ما أقدم عليه الرئيس عبدالفتاح السيسي أنه شكل سابقة تاريخية لم يسبقه رئيس مصري إليها، فقد امتلك شجاعة القرار، وأقدم على ما لم يقدم عليه عبدالناصر، وقدَّم مصالحة تاريخية بين الدولة والأقباط في علاقة تدهورت منذ عام ١٩٧٠، وتحديدا مع مجىء السادات إلى السلطة”، متابعا: “قيمة ما أقدم عليه السيسي أنه سهَّل على مَن سيأتي بعده مواصلة البناء على أرضية المواطنة.
وفي سياق متصل، قال الدكتور يحيي الجمل، الفقيه الدستوري، إن “يوم زيارة الرئيس السيسي للكاتدرائية كان يوما مصريا خالدا ستذكره أجيال كثيرة بعدنا، ولعل هذا اليوم الرائع أن يكون مقدمة لكي يعيش شعب مصر في وحده تأبى على الانكسار أو على الفتنة، أيا كان مصدرُها”.
وأوضح الجمل، في مقاله اليوم بجريدة “المصري اليوم”، أن “شدة الزحام في الكاتدرائية ليلة العيد أشعرته أن الخطاب الديني المتزمت ينهار تحت هذه الأقدام التلقائية المجتمعة على حب مصر، وفي عيد من أعياد مصر”، مضيفا: “وبينما نسمع الأغاني الكنسية، إذا بالمفاجأة الكبرى التي اهتزت لها أرجاء المكان كله. إذا برئيس جمهورية مصر يدخل الكنيسة بغير سابقة معرفة، ولا إنذار، وإذا بالبابا يستقبله، والجماهير كلها تستقبله بسرور بالغ، وبهتاف باسم مصر، وألقى رئيس الجمهورية كلمة بسيطة بليغة معبرة، تحدث فيها باسم مصر التي لا تعرف غير مواطنين مصريين. وكانت لفتة رائعة بارعة من رئيس الجمهورية”.
وقال شارل فؤاد المصري، الكاتب الصحفي، إن “الزيارة مثلت خطوة غير مسبوقة في تاريخ مصر”، وأكَّد، خلال مقاله اليوم بجريدة “المصري اليوم”، أن “الزيارة قلبت كل الموازين في العالم والمنطقة، وفي مصر أيضا، وفي تحليل سريع لنتائج هذه الزيارة الخاطفة التي استغرقت إحدى عشرة دقيقة، نجد أنها بعثت برسائل عديدة إلى الخارج والداخل”.
وأشار أن “من رسائل الداخل أن المجتمع الآن هو مجتمع الكراهية على أساس طائفي، الأمر الذي ازداد في الآونة الأخيرة بمعاونة بعض وسائل الإعلام المتخلفة التي تبحث عن الإثارة، ويقوم عليها بعض الجهلة الذين لا يهمهم إلا جني الأموال، والشهرة الزائفة”.