«مَاذَا تُرِيدُ أَنْ أَفْعَلَ بِكَ؟» تأملات في انجيل القداس الالهي ليوم السبت السادس من الصوم الكبير عنوان محاضرة قداسة البابا تواضروس الثاني من كنيسة رئيس الملائكة الجليل ميخائيل في بيت الكرمة بكينج مريوط – الاسكندرية الاربعاء ٢٨ مارس ٢٠١٨ م
+ عقد قداسة البابا تواضروس الثاني اجتماع الأربعاء الأسبوعي مساء اليوم بكنيسة الملاك ميخائيل والأنبا بيشوي بكينج مريوط. حمل موضوع العظة عنوان “ماذا تريد أن أفعل بك ؟”
حضر الاجتماع أصحاب النيافة الأنبا كيرلس آفا مينا أسقف ورئيس دير الشهيد مارمينا بمريوط والأنبا بافلي الأسقف العام لكنائس قطاع المنتزه والمشرف على خدمة الشباب بالأسكندرية والأنبا إيلاريون الأسقف العام لكنائس قطاع غرب الأسكندرية والقمص رويس مرقص وكيل البطريركية والقس أنجيلوس إسحق والقس أمونيوس عادل سكرتيرا قداسة البابا والقس أبرآم إميل سكرتير مجلس كهنة الأسكندرية.
+ “ماذا تريد ان أفعل بك؟ “….العظة الاسبوعية لقداسة البابا تواضروس الثاني بكنيسة رئيس الملائكة الجليل ميخائيل في بيت الكرمة بكينج مريوط الإسكندرية
زي ما تعودنا الأسابيع الماضية بناخد انجيل السبت نتأمل فيه، وده انجيل السبت السادس لقراءات الصوم المقدس واعتادنا على اخذ التأمل بصورة أسئلة تطرحها كلمة الله علينا وفصل الانجيل المقدس اللي سمعناه هو عبارة عن سؤال موجه لنا جميعاً لان السؤال هو وسيلة لتقيم الانسان لتقيم معرفته وتقيم اتجاهاته ولفت النظر لشيء مهم. وكلمة الله النهاردة تطرح سؤال واضح جداً “ماذا تريد ان افعل بك ؟؟. والسؤال ده بيشرحلنا حياتنا فيها ايه القصة تمت في بلد أسمها أريحا وهي بلد صغيرة على بعد 30ك من أورشيلم واحنا لينا دير قبطي هناك دير “مار زكا ” في أريحا وهذه البلد تمت فيها المعجزة وهى المعجزة الوحيدة التي ذكر فيها أسم هذا الرجل “بارتيماوس وكلنا عارفين هذه المعجزة كلنا وبتحكى ان كان في واحد اتولد أعمى كان جالساً على الطريق يستعطى وكل أحلامه القرش اللى يتحط في ايده والقصة نفسها بتكون تمهيد لشفاء المولود أعمى ومعتمد على سمعه فقط فبدأ يسمع دوشة وسأل مين اللي جاى قالوله المسيح فبدأ يصرخ “يا يسوع أبن داود أرحمنى” والناس قالوا له أسكت وانتهره كثيرون وحاولوا يسكتوه لانهم كانوا يعتقدون في وجود ارتباط بين الخطية والمرض وصرخ أكثر وأكثر ونقرأ في هدوء لكن الحقيقة ان الموضوع كان أصوات عالية كثيرة وشغب وصراخ فوقف يسوع وامر ان يوقف ،أرجوكم تاخدوا بالكم صراخ الرجل وسط الجموع وسماع المسيح هذا الصوت وسط كل هذه الزحمة لكن هذا الرجل الاعمى بارتيماوس علمنا عدة دروس واهمها + اللجاجة في الصلاة وتعميق الطلبة من قلبك وتكرارها في الصلاة بأيمان من القلب والعمق “يا يسوع يا ابن داود أرحمنى ،والكتاب ذكرها مرتين فقط لكن من المؤكد انها ذكرت مرات ومرات وده معناه انه كان متمسك ان صوته يصل للمسيح ، وأول خطوة في مسيرتك الروحية تعمق الطلبة من قلبك الصراخ المستمر بيعبر عن شدة الاحتياج في الصلاة ولما بنصلي وبنستخدم اللجاجة في الصلاة واللجاجة تعبير عن شدة احتياجي وأنى مليش ملجأ غيرك انت يارب وأمر المسيح ان ينادى فطرح الرداء واللبس الخارجي لان كان ممكن يعطله عن مسيرته. والناس لما قالوله اسكت ده عمل الشيطان اللي بيعمله معانا ويبدأ حرب الشيطان ويبدء عدو الخير لينتهر الأنسان ليسكت فاكرين معجزة الأعمى والاخرس والمجنون عندما جاء المسيح لمسهم الاعمى ابصر والاخرس تكلم والمجنون بقى عاقل ودى المعجزة اللى مذكورة في الانجيل في سطر واحد والمعجزة دي بتبين ان الأنسان الخطية بتحرمه من النظر الى الله والكلام مع الله واستخدام العقل .ولان فعل الخطية ثلاثي مش شيطان واحد دول شياطين تحاول تخلى الأنسان يسكت وتنسى الصلاة ومتفكرش فيها قال الهدف بتاعها ان يحرم الانسان من انه يقابل المسيح والهدف انه لا يرى أصلا المسيح والمعجزات والاعداد الكبيرة ومش عايز الصوت يوصل ولما المسيج نداه الصلاة البسيطة وكانت النتيجة انه قام وطرح الرداء وطرح كل شيء يعيقه عن المسيح تخيل واحد عمال يصلى والتليفون يرن ويتكلم ويرجع يصلى ويرن تانى تفتكر دي نسميها صلاة “طرح الرداء واي مشغوليات تعوقه وقام” وقاله المسيح ماذا تريد أن أفعل بك؟؟ هنا يجب أن احترم أرادتك انت عايز أيه أتريد ان تبرأ وهنا مفهوم اللجاجة الحقيقية. والأهم كان حضور الإرادة رغبته ونيته واحتياجه ، ماذا تريد أن افعل بك أنت واقف قدامى وبتصلى وبتصرخ من جواك انت عايز ايه مقلوش عايز شوية قروش والمفلوج لما راحله بعد 38 سنه سألة سؤال أتريد ان تبرأ؟؟ الامر الخطير في الصلاة هو حضور أرادة الانسان انت فعلا عايز كدة ،واحد من الإباء قال “يلزمنا ان نعمل ما نستطيع ليعمل هو معنا ما لا نستطيع” ودائما قداسة البابا شنودة كان بيقول “ان توفرت النية يعطى الله الإمكانية “ وماهي صفات هذا الرجل “بارتيماوس” والمسيح بيسألة ماذا تريد أن افعل بك؟ 1-له أذن حساسة لمجيء المسيح “ كان مركز في كل الأصوات ومستني مجيء السيد المسيح وان يسمع صوته. 2-الالحاح الشديد كان ملح على توصيل صوته للسيد المسيح ولم يسمع لأحد أراد ان يسكت صوته . 3-طرح الرداء “سرعة التوبه “ معنى طرح رداءه هي سرعه التجاءه للمسيح وتسمى “سرعه التوبة” ومش عايز اى شيء يعطلة او يعيقة عن الوجود وقرب المسيح . 4-اقتناص الفرصة لو شفنا حياة الانسان لها عدة فرص… فرصة العمر الروحية اقتنصها ولا تضيع…. الفرص اللي بتروح مش بترجع، تخيل لو صرخ مرة وسكت ولا حد كان هيسمع حكايته ولا هيتبع المسيح وكان هيخسره. 5-عمق الايمان وده السبب المباشر لشفاءه “اذهب ايمانك قد شفاك ” وجملة لها عمق قوى . ماذا تريد أن أفعل ؟؟ يا ترى طلباتك ايه شكلها ايه ؟ يمكن سمعتوا القصة دى في دير من أديرة خارج مصر كانوا دائماً كل واحده تصلى طلبة في بداية كل سنه جديدة وفى أخر السنه يشوفوا اللى اتحقق فجتلهم شحنه قماش بيفتحوا لقيوا قماش ستاير ،فقالتلهم رئيسه الدير مين كان عايز قماش ستائر فطلعوا راهبتان فسألته الأم الريسه “طلبتوا ايه فالراهبه الأولى قالت أنا المسؤولة عن المكتبة وكنت عايزة قماش علشان النوافذ قلت يارب عايزين قماش للمكتبه والراهبه الثانية كانت مسؤوله عن المطبخ بتقول يارب أبعت لنا 5,31متر قماش للساتير فرئيسة الدير قالت طيب نطلع القماش ونقيسه ولو طلع 31,5متر يبقى للمطبخ وان اكتر أواقل يبقي للمكتبة ومن مذكرات الدير بيقول القماش طلع 31,5متر بالظبط . انت عايز ايه ؟؟ أراده مبنيه على ايمان وعمق الطلبة يستجيب له الله من الأعماق صرخت اليك يارب والقديس كيرلس عمود الدين له ايه جميلة “يوجد أناس كثيرون حول يسوع ولكن الاعمى هو الذى يشعر بحضرته ” ارجوكم خلوا بالكم كثيرون بجانب المسيح…. الاعمى شعر بحضرته وتمسك به هذا الذى لم تستطع عيناه ان تراه…. وهنا مفارقة ورغم ان عينه لا ترى لكن رأى المسيح . علشان كده لازم تعرف ان المسيح وبخ الكتبه والفريسيون حتى في معجزة شفاء المولود اعمى لم يصدقوا رغم انه اماهم منذ ان ولد ولم يؤمن احد منهم والنتيجة ان هذا الرجل هو الوحيد الذى شعر بالمسيح ماذا تريد أن افعل بك ؟. واحياناً نقف ونتحير قدام المسيح يجي في ودنك ماذا تريد ان أفعل بك وانت تقول طلبتك يايسوع يا ابن داود ارحمني وتكون النتيجة ان تنال طلبتك… وفى القداس الكيرلسي بنصلي يامن فتح اعين العميان فتح عيون قلوبنا … وفى القداس الاغريغورى نقول وهبت النظر للعيمان ،خد بالك من الفعل…. الكتبة والفريسيون عينهم منورة ولكن في الواقع مش شايفين ولا حاسين وهذا الانسان المهمش المهمل الذى يجلس على قارعة الطريق ويقولوا هذا هو الخاطئ طلع افضل منهم واستجاب له المسيح ويقولنا يوحنا ذهبى الفم “صوت المسيح هو نور الاعمى لان كلمة الله هي النور الحقيقي ويفوز عينه بالاستناره وخدوا بالكم عين هذا الرجل بارتيماوس لم تغفل بل أنه اقتنص الفرصة وتميز بالأتى : 1-له أذن حساسة لمجيء المسيح “ 2-الالحاح الشديد 3-طرح الرداء “سرعة التوبه “ 4-أقتنص الفرصة 5-الأيمان الشديد واختار النصيب والقرار الصائب ولازم تخلى نفسك طويل لأن عدو الخير يجعلك قصير النفس يقول انا هروح اية في وسط كل دول وتفتكر المسيح هيسمعلك يستجيب لطلبتك . بارتيماوس هذ الرجل علمنا إصرار على التوبة وطرح الرداء الاستمرار وسط كل هذا الزحام اوعى تسمح لحد يكسر مجادفيك وسط الحياة الروحية اعرف ان الاستمرار والحياه الواضحة لها ثمارها واستجابتها ويصير الأنسان رائع ومبصر فى حياته اطلب توبه ورحمه على الدوام واستمرار وتكون النتيجة ان لما ابصر تبع يسوع في الطريق ، اللى بهذه الصورة ثم اللى اختبروا علاقة شخصية مع شخص المسيح وطلب الرحمة بعمق …. عدو الخيرعايز يحرمك من السماء . ماذا تريد ان افعل بك وده سؤال يوقف الانسان قدام حياته الحقيقة انت عايز ايه ولما ابصر تبع يسوع في الطريق وقلبه مليان عمق من خلال التوبة وطلب الرحمة ماذا تريد ان افعل بك ربنا يحفظكم ويكون وياكم كل سنة وأنتم طيبين داخلين على الأيام المقدسة جمعة ختام الصوم ثم يبدأ أسبوع الالام المقدس الالام المحيية المخلصة والفرح اللي بيكون في هذه الأيام والوجبة المكثفة بصلواته لغايه جمعة الصلبوت ثم ليلة أبو غالمسيس وعيد القيامة ونحتفل بالقيامة في أيام الخماسين كل سنة وانت طيبين ربنا يحافظ عليكم ويحافظ على كنيسته في كل مكان طبعا هنتوقف الأسابيع اللى جاية كلها أسبوع الالام وأسابيع الخماسين . لألهنا كل المجد والكرامة من الأن والى الابد أمين.