كشف “عاطف سعد مسعد”، أحد الأقباط الناجين من قبضة داعش أثناء اختطاف زملائه الأقباط الـ13 بمدينة سيرت، بالأراضي الليبية، تفاصيل جديدة بشأن واقعتي اختطاف الأقباط الـ20 في ليبيا، حيث كشف عن أن “السائق الليبي متورط في تسليم الأقباط السبعة لعناصر داعش في الواقعة الأولى، أثناء عودتهم لمصر، وأن شاهد العيان الوحيد على الواقعة، وهو ليبي مسلم، متواجد الآن بتونس، وتم تهديده، هو وأسرته بالقتل، من قِبل التنظيم الإرهابي، إذا تحدث عن شيء، وأن أحد زملائهم المسلمين، ويُدعى (محمد) هو مَن أرشد عناصر التنظيم على غرف الأقباط الـ13 الآخرين، تحت تهديد السلاح، في واقعة الاختطاف الثانية”.
حيث قال عاطف في حديث هام لوكالة أنباء مسيحيي الشرق الأوسط: “جاء إلينا خبر باختطاف أقاربنا الأقباط الـ7 أثناء رحلة عودتهم إلى مصر، ولكننا لم نصدق هذا الخبر، وتواصلنا مع السائق الذي كان يقلهم في السيارة الخاصه به، والذي لم يُخبرنا بأكثر من أن (7 أقباط مصريين كانوا معه، وشخصا آخر ليبي الجنسية، لديه عجز بإحدى قدميه، كان ضمن الركاب لتوصيله إلى مطار طبرق، ثم إلى تونس ليتلقى العلاج، وأن مجموعة مسلحة استوقفتهم بالطريق، وقامت باختطاف الأقباط)، ولم يقل لنا أكثر من ذلك، أو مَن هم الخاطفون، وكانت عليه ملامح من الصدمة والرعب”.
وأكمل “عاطف” في حديث هام أن “الشخص الليبي الذي كان مع الأقباط أكَّد لهم في اتصال هاتفي من تونس بعد أيام، خبر اختطافهم في الطريق، وأخذ جميع الأغراض الخاصة بهم، ولفت أن (المجموعة المسلحة التي استوقفتهم في الطريق، قامت باختطاف الأقباط من السيارة، وأخذوا منه ومن السائق هواتفهما النقالة، حتى لا يقوما بالإبلاغ أو الاستغاثة، وبعثوا بسيارة خلفهما لمسافة حوالي 50 كيلو للمراقبة والتتبع)، وأكَّد أن (الخاطفين هدَّدوه بالقتل هو وأسرته إذا تحدث لأي شخص عن الواقعة)”.
وأضاف: “وفي حوالي الساعة الثالثة من فجر يوم 3 يناير الماضي، سمعنا صوتا مزعجا في السكن؛ فتوقعنا أنهم لصوص، خاصة وأننا تعرضنا قبل ذلك في السكن لواقعة سرقة من قِبل بلطجية، وبعدها بقليل سمعنا صوت طرق على باب الغرفة، ولم يكن عنيفا؛ كي نطمئن ونفتح الباب، لكني لم أفتح الباب، ولم أصدر أي صوت؛ حتى لا يحطموا باب الغرفة، وسمعت بعدها صوت شخص في الغرفة المجاورة لنا، يقول (في واحد مصري اتقتل وعاوزين نعرف منكم التفاصيل)، وكان يتكلم بلهجة مفهومة، وقاموا بالإمساك بشخص مسلم يُدعى (محمد)، مبيض محارة من أسيوط، وطلبوا منه تحت تهديد السلاح أن يُنادي على قبطي بإحدى الغرف اسمه بشير، وعندما فتح له، صرخ (بشير) صرختين، وحاول أن يهرب، لكن في أقل من 5 دقائق بالضبط، أخذوا 7 اقباط من هذه الغرفة، بالإضافة إلى 6 اخرين، كانوا قد أخذوهم من غرفة أخرى؛ ليُصبح العدد 13”.
وتابع: “كانت هناك فتحة أسفل باب الغرفة، كنا نشاهد منها ما يحدث، وعقب انتهاء الواقعة، طرق علينا زملاؤنا المسلمون الباب، وقالوا لنا (افتحوا ولا تخافوا)، وروى لنا شخص يُدعى (إسلام)، نقاش، أنهم كسروا باب الغرفة عليهم، وسألوه عن ديانته، وبعد فحص جوازات السفر، قالوا للمسلمين (أنتم غير مطلوبين)، وأجبروا (محمد) أن يدلهم على الأقباط، وكان معهم قائمة بكل أسمائنا”.
وقال “عاطف” إن “صاحب السكن، وهو يسكن في سكن مقابل لهم، لم يجرؤ على اعتراض المجموعة المسلحة، والذين قالوا له إن (لديهم أوامر بأخذ هؤلاء الأشخاص، فلم يعترضهم أو يقل لهم شيئا)، وقاموا بعد ذلك بتوثيق أيديهم من الخلف، ووضعهم في السيارت التي كان فوق بعضها أسلحة ثقيلة، وانطلقوا بعد ذلك”.
وأضاف: “قمت بعد ذلك بعمل اتصالات كثيرة، وذهبت لأشخاص مهمة في البلد، منهم شخص كان قائد المجلس العسكري الليبي، وهو متقاعد حاليا، ولكن لم ألقَ استجابة من أحد؛ لأنهم كانوا يخشون التنظيم؛ لأن أي شخص يتدخل في مثل هذه الأمور كانوا يتربصون به؛ للبطش به عن طريق دانة مدفع يتم إطلاقها على منزله، مهما كانت سلطاته”.
وتابع: “وبعد ذلك تركنا السكن، وذهبنا لشخص ليبي محل ثقة، استضافنا لديه، وكان شريكا للشهيد (بيشوى إسطفانوس)، وكنا حوالي 22 قبطيا، ويوم عودتنا، قسَّمنا نفسنا على سياريتين، لكننا فوجئنا أن واحدا من السائقين هو السائق الذي كان مع الأقباط السبعة؛ فاعترانا الخوف، وعندما سألناه عن الأقباط المتخطفين قال إنه غير مسؤول عن شيء، وكان السائقان من بني غازي، وأي شخص من بني غازي، يعرف خبابا الطريق، وله معارف بالطريق. والغريب أن السائقين لم يقفها للتفتيش مطلقا في أي كمين، ولمجرد رؤيتهما في أية لجنة أو كمين كان يتم فتح الطريق لهما، وقد طلبا منا دفع 60 دينار زيادة، وإلا تركونا للجان، وأتوقع أنهما على علم بتفاصيل واقعة الاختطاف الأولى أو مشاركان بها”.
وأشار عاطف أن “مدينة سرت كان بها حوالي 70 قبطيا، وفي منطقة أخرى تدعى (السبع)، هناك نحو 50 قبطيا”، مضيفا “عندما ذهبنا لشخص من أنصار الشريعة لسؤاله عن الأقباط المختطفين، بحث عنهم بالسجون الخاصة بهم، ولم يكن لهم أثر، وبعد ذلك عرفت أنه تم اقتيادهم لساحة طرابلس التي حصلت عليها جريمة الذبح”.
وفسَّر عاطف ما حدث بأن “الليبي الأصل كان يحب القبطي، وكان مصدر ثقة، ويتعامل مع كثيرا (في الشغل)؛ لأجل أمانته، فكان القبطي يأخذ الشغل، ويأتي بمسلمين لمساعدته؛ ولأن ليبيا بلد إسلامي أتوقع أن بعضا من المسلمين العاملين ربما يكونون قد وشوا بنا؛ لأننا بالفعل كنا مكروهين من قِبل مجموعة منهم؛ بسبب ذلك، وربما قالوا إننا كنا نجدف أو نشتم المسلمين، لا سيما وأن أحد المختطفين الـ7 في الواقعة الأولى هو (لوقا نجاتي)، أكبر قبطي مصري بسرت، وكان يعمل نقاشا، وكان يترأس العمل ثم يوزعه على الآخرين، وكانوا يكرهونه جدا”.