إحتفلت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، امس الأربعاء، بمرور ثلاثة أعوام على جلوس “قداسة البابا الأنبا تواضروس الثاني”، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، على الكرسي البابوي.
وخلف “
قداسة البابا الأنبا تواضروس الثاني”، مثلث الرحمات البابا الراحل شنودة الثالث، الذي تنيح في مارس 2012، حيث تولى نيافة الأنبا باخوميوس أسقف البحيرة منصب قائم مقام البطريرك منذ نياحة البابا شنودة وحتى تجليس قداسة البابا الأنبا تواضروس الثانى يوم 18 نوفمبر 2012.
واحتفل قداسته، صباح امس، بعيد جلوسه، بإقامة قداس حضره عدد من الأساقفة والكهنة في كنيسة المركز الثقافي الأرثوذكسي بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية، قبل أن يحتفل البابا تواضروس مع الشعب القبطى في عظته الأسبوعية مساء امس بكنيسة مارجرجس بالمنيل.
كان قداسة البابا، قرر العام الماضي إلغاء أي احتفالات تقام بمناسبة الذكرى الثانية لتوليه الكرسي البابوي، واقتصار الأمر ومأدبة إفطار جماعي مع أعضاء المجمع المقدس للكنيسة كما ألغى قداسته الاحتفال بالذكرى الأولى لتجليسه عام 2013، بسب الأحداث التي كانت تمر بها البلاد في ذلك الوقت خاصة الأوضاع الأمنية، حيث اقتصر الاحتفال على إقامة قداس فقط أيضا.
ولد قداسة البابا الأنبا تواضروس الثاني ، باسم وجيه صبحي باقي سليمان، في الرابع من نوفمبر 1952، وحصل على بكالوريوس الصيدلة من جامعة الإسكندرية عام 1975، وحصل على بكالوريوس الكلية الإكليريكية وزمالة الصحة العالمية بإنجلترا عام 1985، وظل يعمل مديرا لمصنع أدوية تابع لوزارة الصحة بدمنهور، حتى ذهب في 20 أغسطس 1986 إلى دير الأنبا بيشوي بوادي النطرون وظل طالب رهبنة حتى ترهبن في 31 يوليو عام 1988، ورسم قسا في 23 ديسمبر 1989، ثم انتقل للخدمة بمحافظة البحيرة في 15 فبراير 1990، ثم نال درجة الأسقف في 15 يونيو 1997.
وفي يوم عيد ميلاده الستين أختير قداسة البابا الأنبا تواضروس الثانى بطريرك في القرعة الهيكلية التي جرت في الكاتدرائية المرقسية، حين سحب الطفل بيشوي جرجس الورقة التي تحمل اسمه من إناء زجاجي به أسماء 3 مرشحين لمنصب البابا.
ومنذ توليه منصبه، واصل قداسة البابا مسيرة مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث الوطنية، حيث حافظ على دور الكنيسة الوطني في مسيرة بناء الوطن.
وفي شهر فبراير 2013 أسس قادة الكنائس المصرية “مجلس الكنائس المصرية” في خطوة انتظرها الأقباط كثيرا، ليكون لهم مجلس موحد يجمعهم ويناقشون فيه قضاياهم، واتفق ممثلو الكنائس على أن يتولى البابا تواضروس رئاسة الدورة الأولى للمجلس تقديرا له.
وكان أول اختبار حقيقي لقداسة البابا الأنبا تواضروس الثاني هو الاعتداء على الكاتدرائية المرقسية في أبريل 2013 في واقعة غير مسبوقة في تاريخ مصر، عقب أحداث الخصوص الطائفية، وهو الحادث الذي قابله قداسته بحكمة، واستطاع احتواء الموقف، وأخمد غضب الأقباط من الهجوم على كاتدرائيتهم.
وخلال ثورة 30 يونيو 2013 شارك قداسة البابا الأنبا تواضروس الثانى في الاجتماعات التي سبقت عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين، كما كان حاضرا خلال إلقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي (الفريق أول عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع والإنتاج الحربي آنذاك) بيان عزل مرسي.
وعقب فض اعتصام أنصار الإخوان المسلمين في ميداني رابعة العدوية ونهضة مصر يوم 14 أغسطس 2013، شن أعضاء الجماعة الإرهابية هجمات أحرقوا ودمروا خلالها عشرات الكنائس في مختلف المحافظات، إلا أن البابا تواضروس رفض أي تدخل أجنبي في القضية، وقال عبارته الشهيرة “وطن بلا كنائس أفضل من كنائس بلا وطن”.
وحافظ قداسة البابا على المبدأ الذي أقره مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث برفض زيارة الأقباط للقدس طالما بقيت تحت الاحتلال الإسرائيلي، وقال أكثر من مرة إن الأقباط لن يدخلون القدس إلا مع إخوانهم المسلمين.
وقام قداسته منذ اعتلائه الكرسي الباباوي بعدة زيارات خارجية رعوية ورسمية، كانت أهمها زيارته للفاتيكان التي كانت أول زيارات الخارجية في مايو 2014، وتأتي قيمة تلك الزيارة من كونها أول زيارة لبطريرك الكنيسة الأرثوذكسية للفاتيكان منذ عام 1973، كما زار قداسة البابا الأنبا تواضروس الثانى عدة دول من بينها النمسا وسويسرا والإمارات وكندا وروسيا وفنلندا ولبنان.
وشهد العام الثالث من تولي قداسة البابا الأنبا تواضروس الثانى منصبه قيامه بعدة زيارات مهمة أبرزها زيارته لإثيوبيا في سبتمبر الماضي ردا على زيارة البطريرك متياس الأول بطريرك إثيوبيا للقاهرة في فبراير الماضي، حيث زار البابا تواضروس هناك عدة كنائس وأديرة في ظل العلاقة القوية التي تجمع الكنيستين المصرية والإثيوبية والتي يعول عليها الكثيرون أمالا للمساعدة في حل مشكلة سد النهضة الإثيوبي.
كما زار قداسة البابا أيضا روسيا حيث التقى بكيريل الأول بطريرك الكنيسة الروسية وزار عدة كنائس وأديرة مسيحية هناك، والتقى كذلك عددًا من المسؤولين الروس.
والشهر الماضي زار قداسته أمريكا وهي الزيارة الأولى له من نوعها منذ توليه منصبه، واستغرقت نحو 3 أسابيع دشن خلالها عددًا من الكنائس المصرية في عدة ولايات والتقى أقباط المهجر وأعضاء الجالية المصرية في أمريكا.
وفي زياراته الخارجية دشن قداسة البابا الأنبا تواضروس الثانى عشرات الكنائس في كل الدول التي زارها، كما التقى عددا من كبار قادة ومسئولي تلك الدول.
ولأول مرة منذ توليه منصبه، ونتيجة أعمال الترميم التي تجري في القاعة الرئيسية بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية قرر قداسته في يوليو الماضي نقل عظته الأسبوعية من الكاتدرائية لتعقد بالتناوب بين كنائس مصر، وهو الأمر الذي اعتبره البابا فرصة طيبة لزيارة مختلف الكنائس ولقاء المواطنين الأقباط في مختلف الأماكن.