صلى قداسة البابا تواضروس الثاني صباح اليوم القداس الإلهي بدير القديس مقاريوس ببرية شيهيت، وذلك في مناسبة ذكرى الاربعين لنياحة مثلث الرحمات الأنبا إبيفانيوس أسقف ورئيس الدير. شارك قداسة البابا في صلوات القداس لفيف من أحبار الكنيسة إلى جانب رهبان الدير.
كان رئيس الدير الراحل قد تنيح يوم ٢٩ يوليو الماضي عن عمر تجاوز الـ ٦٤ قضى منها أكثر من ٣٤ سنة راهبًا بالدير وأسقفًا له.
** كيف يكون الانسان مستعدا ؟ ….كلمة قداسة البابا تواضروس الثاني في قداس الأربعين لنيافة الأنبا إبيفانيوس ..
بسم الأب و الابن و الروح القدس الاله الواحد امين. تحل علينا نعمته وبركته من الان والي الابد امين ونحن في نهاية أيام هذه السنة القبطية وعيد النيروز الكنيسة تجعل كل قراءاتها حول الاستعداد وحول اليوم الذي فيه يلاقي الانسان الله وتكون هذه الايام الاخيرة فرصة جيدة لمراجعة النفس في هذا الفصل يتكلم عن الخراف و الجداء و الخراف يقول لهم الكلمة التي نشتهي أن نسمعها “تعالوا الي يا مباركي أبي ” و الجداء يقول لهم “اذهبوا عني يا ملاعين ” من الأمور الهامة لنا جميعاً سواء رهبان أو في الحياة العامة أو خدام ينبغي أن يقف الانسان أمام هذا الصوت ماذا تريد أن تسمع ؟ أتريد أن تسمع تعالوا الي يا مباركي أبي هذه الكلمات القدسية التي تسمعها من فم المسيح يدعوك تعالوا إلي يا مباركي أبي أم تحترس لهذه الكلمات اذهبوا عني يا ملاعين وهي بمثابة حكم نهائي يقف الانسان ليدبر ويراجع ايام حياته لذلك في هذه المناسبة ونحن نجتمع في هذا التذكار اربعون يوما علي رحيل حبيبنا نيافة الانبا ابيفانيوس انما تكون فرصة لنا جميعا .كيف يكون الانسان مستعد؟ ويشتهي أن يسمع تعالوا إلي يا مباركي ابي ساذكر امامكم ثلاث اشياء ربما تكون عناصر اساسية في مراجعة النفس: 1- حفظ الهدف : الله عندما خلق الانسان خلقه لهدف ويعيش سنين كثيرة ويكون له هدف يحافظ عليه الذي يختاره لحياته البعض يختار أن يكون راهب أو خادم أو يعمل في العالم البعض يدرس أو يتكلم كيف ما يكون فيجب أن يكون له هدف نقي ومفيد كيف ما يكون تكون مفيدة لكل احد ونحن في مجتمع الدير عندما يختار الانسان حياته الرهبانية يكون اختار بارادته و الالتزام بهذه الحياة وهذا مانراه في حبيبنا الذي رحل عنا انه كان حافظا للهدف فهو بعد أن أتم دراسته اشتهي هذه الحياة واستمر فيها عشرات السنين ولم يتخلي عن الهدف .راهبا..ملتزما..عارفا . وما يعطينا مسؤليات نخدم بها حفظ الهدف أحد المعايير الرئيسية التي نقف عندها وانت تستعد لعام قبطي جديد هل هدفك محفوظ ؟ توجد حروب كثيرة وتجارب ولكن طوبي لمن يخلص .حفظ الهدف احد الوسائل التي تراجع بها نفسك ربما يكون تغير أو انحرف أو ضعف ولذلك لا تنسوا الهدف الذي خرجنا من أجله و الانسان الذي في اسرة له هدف و الذي في عمل له هدف .هذه النقطة أولية يمكن أن يراجع الانسان نفسه عليها. 2- طاعة الوصية الله اعطانا الكتاب المقدس وكل مابه سجل بالوحي المقدس عبر عشرات السنين إلي أن وجد في ايدينا ولكن يغيب عن الانسان طاعة وصيك الكتاب المقدس في رسالة فيلبي يقول “فقط عيشوا كما يحق لانجيل المسيح” و الحياة الرهبانية في اساسها حياة انجيلية حسب الوصية طاعة الوصية هي مقياس يمكن أن يقيس عليه الانسان مقدار حياته الروحية من هم الذين يباركون الله إلا الذين عاشوا حسب الوصية واقصد بالطاعة هي التي يمارسها الانسان في حياته قد يتشتت الانسان بين قراءات كثيرة ولكن الحاجة إلي واحد هذا الكلام لنا جميعا ولكن لاباء الدير بصورة خاصة لانهم كرسوا كل اوقاتهم من اجل الشبع بالكلمة المقدسة ولذلك انظر الي موقع الكتاب المقدس في حياتك كان نيافة الانبا ابيفانيوس شخص متتلء بالايات وكان يحيا الحياة الانجيلية الصادقة هوذا الاستماع افضل من تقديم الذبيحة 3- نمو المحبة : الله يعطينا اعمارنا لننمو في المحبة ولا نأخذ معنا سوي المحبة ومقدارها ونموها و العالم في صراع مستمر ومحبة المال اصل كل الشرور ولذلك المحبة تبرد وربما تقل وربما تختفي .صار العالم ممتلئ بألاف الأديرة وهي مجتمعات المحبة وكنز كل دير المحبة التي فيه وأن اختفت المحبة لا يصير للحياة الرهبانية أي معني دوام المحبة هو أصل الحياة الديرية انه مجتمع ملائكي .اسأل نفسك مقدار المحبة التي تحصدها كل يوم كيف نعيش بالمحبة وكيف تمارسها .كما يقول الكتاب محبة الله انسكبت في قلوبنا بالروح القدس المعطي لنا .نأخذ المحبة من الصليب ومن الله و المعيار الثالث كان واضحا في حياة انبا ابيفانيوس فهو كان محبا ومحبوبا في اللقاءات و المؤتمرات التي حضرها وكانت محبته وسيلة تعليم ونحن نتذكر مرور اربعين يوم علي رحيله نرفع قلوبنا إلي السماء ونعلم أن الحياة تمر في سنوات كثيرة ولكن نعلم أن الله ضابط الكل وهو يدبر كل شئ إذا كنا قد تعرضنا لهذه الازمة ولكن هي ساعة نستيقظ الأن ونراجع انفسنا كل واحد يراجع نفسه سوف تقف وحيدا أمام الله وتنتظر منه هذه الكلمات اذا كنت رائعاً تعالوا إلي يا مباركي ابي .أما اذا كنت امر اخر فسوف تستمع لكلمات وهي بمثابة الحكم الاخر اذهبوا عني يا ملاعين إلي النار المعدة لابليس وملائكته الله لا يسمح أن يستمع أحد إلي هذه العقوبة الأبدبة الله يعطينا هذه الكلمات تعالوا الي يا مباركي ابي رثوا الملكوت المعد لكم يا اخوتي أن كانت الكنيسة تعرضت لهذه الهزة ولكننا ننظر لها بمثابة افاقة واستيقاظ لنا جميعا هو رحل عنا وكانت الظروف صعبة ولكن هذا الرحيل جرس انذار لنا جميعا لذلك ودعناه بفرح للسما وهاهو ينعم في السماء ونحن امامنا الطريق ونراجع هدفنا و الوصية و المحبة بأسم كل الاباء الحضور معنا وبأسم كل المجمع المقدس وكل الهيئات الكنسية نقدم العزاء ونعزي اسرته المباركة و الاباء في هذا الدير .تعزية لكل الذين احبوه وخدموا معه نعزي كل الذين زاملوه وعرفوه عن قرب ونشكر كل المسؤلين في محافظة البحيرة .يعزينا الله جميعا ويملأ قلوبنا بفرح ونرفع قلوبنا للسماء .ولالهنا المجد الدائم امين.