هل تجدد حياتك؟
عظة اجتماع الأربعاء لقداسة البابا تواضروس الثاني والتي تم بثَّها مسجلةً نظرًا لتواجد قداسته بالنمسا للعلاج.
باسم الآب و الابن و الروح القدس الإله الواحد آمين. تحل علينا نعمته وبركته من الآن وإلى الأبد آمين.
نقرأ لأجل تعليمنا من إنجيل يوحنا الأصحاح الثالث وهو إنجيل الجمعة السادسة من الصوم الكبير:
“كَانَ إِنْسَانٌ مِنَ الْفَرِّيسِيِّينَ اسْمُهُ نِيقُودِيمُوسُ، رَئِيسٌ لِلْيَهُودِ. هذَا جَاءَ إِلَى يَسُوعَ لَيْلاً وَقَالَ لَهُ: «يَا مُعَلِّمُ، نَعْلَمُ أَنَّكَ قَدْ أَتَيْتَ مِنَ اللهِ مُعَلِّمًا، لأَنْ لَيْسَ أَحَدٌ يَقْدِرُ أَنْ يَعْمَلَ هذِهِ الآيَاتِ الَّتِي أَنْتَ تَعْمَلُ إِنْ لَمْ يَكُنِ اللهُ مَعَهُ». أَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُ: «الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يُولَدُ مِنْ فَوْقُ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَرَى مَلَكُوتَ اللهِ». قَالَ لَهُ نِيقُودِيمُوسُ: «كَيْفَ يُمْكِنُ الإِنْسَانَ أَنْ يُولَدَ وَهُوَ شَيْخٌ؟ أَلَعَلَّهُ يَقْدِرُ أَنْ يَدْخُلَ بَطْنَ أُمِّهِ ثَانِيَةً وَيُولَدَ؟» أَجَابَ يَسُوعُ: «الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يُولَدُ مِنَ الْمَاءِ وَالرُّوحِ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَدْخُلَ مَلَكُوتَ اللهِ. اَلْمَوْلُودُ مِنَ الْجَسَدِ جَسَدٌ هُوَ، وَالْمَوْلُودُ مِنَ الرُّوحِ هُوَ رُوحٌ. لاَ تَتَعَجَّبْ أَنِّي قُلْتُ لَكَ: يَنْبَغِي أَنْ تُولَدُوا مِنْ فَوْقُ. اَلرِّيحُ تَهُبُّ حَيْثُ تَشَاءُ، وَتَسْمَعُ صَوْتَهَا، لكِنَّكَ لاَ تَعْلَمُ مِنْ أَيْنَ تَأْتِي وَلاَ إِلَى أَيْنَ تَذْهَبُ. هكَذَا كُلُّ مَنْ وُلِدَ مِنَ الرُّوحِ». أَجَابَ نِيقُودِيمُوسُ وَقَالَ لَهُ: «كَيْفَ يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ هذَا؟» أَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُ: «أَنْتَ مُعَلِّمُ إِسْرَائِيلَ وَلَسْتَ تَعْلَمُ هذَا! اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إِنَّنَا إِنَّمَا نَتَكَلَّمُ بِمَا نَعْلَمُ وَنَشْهَدُ بِمَا رَأَيْنَا، وَلَسْتُمْ تَقْبَلُونَ شَهَادَتَنَا. إِنْ كُنْتُ قُلْتُ لَكُمُ الأَرْضِيَّاتِ وَلَسْتُمْ تُؤْمِنُونَ، فَكَيْفَ تُؤْمِنُونَ إِنْ قُلْتُ لَكُمُ السَّمَاوِيَّاتِ؟ وَلَيْسَ أَحَدٌ صَعِدَ إِلَى السَّمَاءِ إِلاَّ الَّذِي نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ، ابْنُ الإِنْسَانِ الَّذِي هُوَ فِي السَّمَاءِ. «وَكَمَا رَفَعَ مُوسَى الْحَيَّةَ فِي الْبَرِّيَّةِ هكَذَا يَنْبَغِي أَنْ يُرْفَعَ ابْنُ الإِنْسَانِ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ.” (يو 1 : 1-15).
في كل إنجيل من أناجيل الصوم نجد سؤالًا، و السؤال يكشف للإنسان مقدار معرفته وحياته الروحية .
والأسئلة إما تكون مباشرة أو غير مباشرة وبهذه الصورة تكون وسيلة جيدة لكشف الذات هذه الأسئلة تطرح عبر الصوم المقدس.
وسؤال اليوم حول شخصية مهمه وهي شخصية :”نيقوديموس” والكتاب المقدس يشرح بعض المقابلات للسيد المسيح وهذه المقابلة لها مواصفات خاصة حيث كان
– معلمًا لأولاد الملوك
– كان متبحرًا في العلم
– عضوًا في مجمع السنهدريم أي ذو مكانة مرموقة
وهو ذهب ليلًا للسيد المسيح وهنا يبين شخصيته كرجل مرموق في المجتمع اليهودي قال للسيد المسيح «يَا مُعَلِّمُ، نَعْلَمُ أَنَّكَ قَدْ أَتَيْتَ مِنَ اللهِ مُعَلِّمًا، لأَنْ لَيْسَ أَحَدٌ يَقْدِرُ أَنْ يَعْمَلَ هذِهِ الآيَاتِ الَّتِي أَنْتَ تَعْمَلُ إِنْ لَمْ يَكُنِ اللهُ مَعَهُ». فكانت إجابة هذه العبارة إجابةً لم تكن في اعتباره قال لله السيد المسيح «الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يُولَدُ مِنْ فَوْقُ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَرَى مَلَكُوتَ اللهِ». وهذه الإجابة حركته و عندما سمع “يولد” تعجب وقال: كَيْفَ يُمْكِنُ الإِنْسَانَ أَنْ يُولَدَ وَهُوَ شَيْخٌ؟ أَلَعَلَّهُ يَقْدِرُ أَنْ يَدْخُلَ بَطْنَ أُمِّهِ ثَانِيَةً وَيُولَدَ؟» ففاجئة السيد المسيح بإجابة أخرى «الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يُولَدُ مِنَ الْمَاءِ وَالرُّوحِ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَدْخُلَ مَلَكُوتَ اللهِ.
وهنا يأتي السؤال: كلمة الولادة أي شئ جديد يقصد الميلاد تجديد الحياة
و السؤال هل تجدد حياتك؟
كل شئ في الحياة يجدد (في المأكل والملبس والعمر والسكن وأيضا العمل) ونجد في الطبيعة تجديد لذاتها وأحياناً يقولون أن الله خلق الخليقة في عيد الربيع ..!!.
السؤال هل تجدد حياتك ام حياتك بلا طعم وهذا سؤال مهم نيقوديموس وضع أمام إجابة جعلته يدور حول نفسه ونحن مقبلين علي أسبوع الآلام هل تم تجديد لحياتك ؟
نتحدث عن المياه التي جددت نعمان السرياني من البرص وعن المياه في السامرية وعرس قانا الجليل.
السؤال يتكرر هل تجدد حياتك ؟! وتجديد الحياة مفرح فالتجديد يأتي بالفرح.
تعالوا نعرف إزاي؟
1- الصلاة العميقة:
وجود وقفة صلاة عميقة بها علاقة بينك وبين مسيحك وقفة صلاة بها عمق تعطي تلذذ وتجدد ذهنك وعقلك لذا نجد في القداس و التسبيح الشبع. أما السرعة تفقد عمق التجديد.
2- جلسة الإنجيل العميقة:
جلسة بها نوع من الصداقة والود. تجد صداقة وعمق في الدخول إلى الأعماق. جلسة الإنجيل تجددك ولكن مع الاستمرار.
3- ممارسة الأسرار الكنسية بوعي:
هل تمارس الأسرار بوعي وانفتاح فهذا يجعل الإنسان يسكب نفسه داخل الأسرار يوجد من يمارسها باستعداد ووعي ومن يمارسها لأنها عادة وهكذا ..
4- القراءات الروحية وسير القديسين:
وهي كمياه للغروس الجدد. في فترة الصوم اختار كتاب روحي يغذيك ويبنيك وتستفيد منه. سير القديسين هل تعيشها ؟!.
5- محاسبة النفس والضمير:
عندما تحاسب نفسك هذه وسيلة للتجديد فهل قلبك مشبع وفرحان بعلاقتك بالمسيح ومحاسبة النفس أحد الوسائل القوية للتجديد ونؤمن أن التوبة لها فعل تجديد للحياة.
6- فتراة الأصوام
كنيستنا مبروكة في الأصوام وفترة الصوم تعني الصوم عن كل ما هو ردئ وقديم فهل بعدت عن الخطية و أسلوب حياتك القديم؟ فترات الأصوام هي فترات لحياة الإنسان الداخلية.
7- مساندة الضعفاء في أي صورة “الخدمة”:
كيف تسند الضعيف ؟ وهذه لها بركة خاصة تنعكس علي حياتك .نسند الضعفاء بأي شكل وأي وسيلة. هذه الوسائل نطرحها كإجابة علي هذا السؤال “هل تجدد حياتك؟”.
خد بالك من:
1- روح الإتضاع:
فإن لم يوجد لن يحدث تجديد.
2- قيمة الوقت:
إياك أن تقول إني لسه صغير وتكرر كل شئ ولا تجدد.
نيقوديموس المسيح جاوبه عن الميلاد الجديد و الآباء يقولون: “الذي يولد مرة واحدة يموت مرتين ولكن من يولد مرتين يموت مرة واحدة”
اعتقد أن نيقوديموس بعد ما فهم وقف عند صليب المسيح وطلب جسده وأعلن إيمانه.
فليعطنا مسيحنا روح التجديد المستمر علي الدوام .لإلهنا كل مجد وكرامة آمين.