قال ميخائيل رمزي، منسق “ائتلاف أقباط مصر بأسوان”، إن بعض القيادات الأمنية بالمحافظة طلبوا من كنيسة الماريناب بإدفو التنازل عن رخصة بناء الكنيسة، لتُصبح رخصة لمضيفة لإقامة الشعائر الدينية، مملوكه لنيافة الأنبا هدرا، مطران أسوان، بدلاً من رخصة لكنيسة باسم مارجرجس؛ وذلك حتى يهدأ المتشددون المطالبون بعدم وجود كنيسة بالقرية”.
وأضاف “رمزي” ، أن “كنيسة الماريناب بإدفو كانت موجودة بالقرية منذ زمن، وتُقام بها الصلوات والاجتماعات والخدمات، بانتظام، وكانت عبارة عن مبنى قديم متهالك، وخِشية على المصلين، تم التقدم بطلب ترميم، ولكن جاءت تقارير الهيئة الهندسية بالمحافظة أن المبنى قديم ومتهالك، ولا يصلح الترميم، وبناءً عليه، وفي عام 2008، تم الحصول على ترخيص بالهدم والبناء، وتم توصيف المبنى على أنه كنيسة مارجرجس بالماريناب، وكان التصميم الهندسى يحتوي على قباب”.
وتابع: “في عام 2011، شرعنا في البناء بالشكل الجديد، وعلى مرأى ومسمع من أهالي القرية، وبمشاركتهم، وكان أغلب العمال من المسلمين بالقرية، حتى إننا كنا نقوم أثناء شهر رمضان بتقديم وجبة إفطار وسحور للعمال بدلا من الغداء، وكانت الأمور تسير في هدوء ومحبة، إلى أن حضر إلى القرية شخصان من خارجها، أحدهما محام، والآخر مدرس مساعد بالأزهر، وفوجئوا بوجود المبنى؛ فقاموا بتحريض أهالي القرية، وجمعوا الصبية، وقالوا لهم إن (الماريناب لا يوجد بها كنيسة، والمبنى القديم منزل، فكيف توافقون على وجود كنيسة؟”، وقاموا بالتجمهر، وحدثت مناوشات، وتوقف البناء”.
واستطرد “رمزي” قائلا: “تم عقد جلسة عرفية بحضور قيادات أمنية، وكبار أهالي القرية، وتم تقديم أربعة شروط لاستئناف البناء، وهي: تغيير الرخصة من رخصة لبناء كنيسة إلى رخصة مضيفة، مع عدم وضع أجراس على الكنيسة، فوافقنا على هذا الشرط؛ لأن المبنى لم يكن يحتوي على منارات أساسا، ثانيا، عدم وضع ميكروفونات خارجية، فوافقنا؛ لأنه لا يوجد بأية كنيسة ميكروفونات خارجية، ثالثا، عدم وضع أي صلبان فوق المبنى، رابعا، هدم القباب، فاعترضنا على هذا الشرط، وبعد شد وجذب، وافقوا على استمرار القباب بدون صلبان.
وأكمل: “ولم تتوقف المضايقات، فتم تقديم شكوى ضد القمص مكاريوس بولس، راعي الكنيسة؛ بدعوى مخالفة الرسم بزيادة الارتفاع، وتغيير مكان السلم، رغم أن جميع منازل القرية مخالفة، وأغلبها بُنيت على أرض أملاك الدولة، وكان الحكم الصادر يقضي بسجن القمص مكاريوس ستة أشهر، أو إزالة المخالفات والتصالح مع الوحده المحليه خلال 15 يوما، وعندما حاولنا إزالة المخالفات، وجدنا تجمهرا، وتم منعنا من الإزالة؛ بهدف تأخير الإزالة، وتنفيذ حكم السجن.
الجدير بالذكر أنه في الثالت من أكتوبر عام 2011، نظم الأقباط مظاهراتٍ حاشدة أمام مبنى محافظة أسوان؛ مطالبين برحيل محافظ أسوان، ووصفوه في هتافاتهم بـ”الكذاب”، واستمرت المظاهرات عدة أيام إلى أن استشعر الأقباط بوجود محاولات للاصطدام بهم، وافتعال مشاجرات، وخوفا من تطور الأمر بعد محاولة التحرش بالمشاركات؛ لجر الشباب القبطي إلى مشاجرات، قام المتجمهرون بالانصراف، ولكن المثير للدهشة أن توقيت الاحتكاك بالمظاهرات في أسوان كان يوم التاسع من أكتوبر، تزامنا مع خروج مسيرات حاشدة للأقباط بشوارع القاهرة، وتطور المشهد بشكل أدمى قلوب الأقباط والمصريين بأحداث ماسبيرو الشهيرة التي راح ضحيتها حوالي 27 مصريا قبطيا دهسا تحت مدرعات الجيش.