شارك قداسة البابا الأنبا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، يوم الثلاثاء14 فبراير 2017م، في الجلسة التشاورية التي عقدت بمشيخة الأزهر الشريف، والتي أقيمت بهدف وضع خطوات عملية لإعادة بناء القيم الإنسانية والأخلاقية في المجتمع المصري.
واقترح الحاضرون تدشين حملة بعنوان “بأخلاقنا .. تتغير حياتنا” تدعو من خلال فعالياتها النشء والشباب وكل أطياف الشعب المصري الى التمسك بالقيم الأخلاقية في المعاملات والسلوكيات.
هذا ومن المنتظر أن يتم التحرك في هذا الإطار من خلال منابر المساجد والكنائس ووسائل الاعلام بكافة أنواعها وكذلك المدارس والجامعات.
وقال قداسة البابا تواضروس الثاني في كلمته خلال الجلسة: “في تزاوراتنا المستمرة خلال الأعياد بين الكنيسة والأزهر نتناقش في هموم الوطن. وذات مرة تناقشنا في موضوع كيف نعيد القيمة والقامة الروحية والإنسانية لمجتمعنا ونظهر فيه القيم التي تعلمناها عبر الأعوام، وكانت نتيجة المناقشة هو هذا اللقاء الذي نجتمع فيه سويًا.
الإنسان يحتاج إلى 5 محطات بالترتيب، هي الأسرة ثم المدرسة ثم المسجد / الكنيسة ثم الأصدقاء ثم الإعلام. ولكن هذا الترتيب انعكس فصار الإعلام هو الذي يربي وصار التليفزيون الأب الثالث ثم الأصدقاء ثم المؤسسة الدينية ثم المدرسة ثم الأسرة والتي قل دورها بسبب ظروف اقتصادية ضاغطة. لذا يجب أن نعمل جميعًا كلٌ في تخصصه لضبط المنظومة.
لقد تعلمنا أن الثروات توجد في بطون الأرض ولكننا اكتشفنا أن الثروات الحقيقية في فصول الدراسة لذلك فالأسرة هي الدراسة الصحية وهنا توجد عدة أمور:
الشعور بالاحترام الإنسان يحتاج إلى الشعور بالاحترام وأنه كائن أرسله الله لرسالة وهذا الاحترام داخل أسرته حتى يشبع من دفء الأسرة وهو الذي يحميه في المستقبل من أي انحراف.
والآية في سفر الأمثال تقول: اَلنَّفْسُ الشَّبْعَانَةُ تَدُوسُ الْعَسَلَ (أم 27 7) البداية هي الأسرة ، احترام الطفل وشخصيته هو البداية. الطفل أغلى ماده خام موجودة علي أرض مصر. البداية الحقيقة هي الطفولة.
احترام المرأة :وهي طفلة صغيرة ومع مراحل النمو والتكوين والتعليم فهي نصف المجتمع و المسئولة عن التوعية والتأهيل. والمرأة المصرية لها مكانة كبيرة فهي صانعة الرجال، وراء كل عظيم امرأة قد تكون أمه أو زوجته أو أخته.
والقرن ال 21 هو قرن المرأة واحترام المرأة في الفن والثقافة والعبادة والحياة ينبغي أن يغرس من الصغر.
وحينما يأخذ الشباب قرار الارتباط نقول له اختار إنسانة تصلح أن تكون أمًا صالحة.
احترام الرموز: و التي تبدأ بالأب والأم في البيت ورجل الدين في المؤسسة الدينية والمدرس في المؤسسة التعليمية لذلك لا ينبغي أن نضع أمامه هذه الرموز بطريقة سخرية
احترام الرموز يجب أن يشمل البطولة علي أرض مصر سواء في التاريخ القريب أو البعيد مما يشكل قيمة عالية في بناء المجتمع والتربية.
وهنا نضع أمام أعيننا ثلاثة أمور
محبة المال أصل لكل الشرور: ولذلك فاتجاه الأعمال الفنية أو الثقافية نحو المال فقط هو إضرار للمجتمع. يجب أن يقف المجتمع بصورة قوية أمام هذا …. لأن الفضيلة أهم من المال.
محبة التربية أصل لكل تقدم: ومن هنا أدعو أن يكون لكليات التربية في مصر وضعية خاصة أن تخرج كليات التربية من فكره المجموع و أن يختار الطالب بعناية فائقة نفسية وروحية وعلمية واجتماعية لأن هذا سيعد مدرسا والذي سيمثل حلًا لمشكلات الوطن.
أيضًا المدرسين الذين يشكلون الوعي والضمير والثقافة والمعرفة يجب أن تكون هناك عناية خاصة بهم
محبة الإنسان للإنسان أصل لكل سعادة:
أن يحب الآخر مهما كانت وضعه، هذا هو سر السعادة لأنك إن انخدعت في ذاتك سوف تبني جدارًا بينك وبين السعادة. نحتاج إلى القلب المتسع والفكر المتفتح والروح المتضع إذا علمنا وفكرنا سويًّا وكل جهودنا نبيلة خالصة من أجل هذا الوطن.
لا توجد ثمار بدون جذور فالجذور تبدأ من الصغر من الأسرة والمدرسة وهكذا.
[epa-album id=”43157″ show_title=”false” display=”full”]