يقولون:”كل دقيقة تعيشها هي هَدية، لذا انفقها على الأشياء التي تستحق، لٰكنْ لا تُنفقها على التفكير في الأشياء المحزنة.”.لذٰلك كُن إيجابيًا في النظر فيما تراه نقصًا فيك. تحدثنا عن إيجابية الإنسان في رؤيته لحاضره ومستقبله ليستطيع تغيير أخطاء الماضي؛ وعن اختياره دورًا إيجابيًا في الحياة. نسير في درب الحياة وكل منا يحمل نقاط ضعف في شيء ما؛ ومايصنع الفارق بين شخص وآخر فيها هو تعامل كل منهما تجاه ضعفه بإيجابية.
تقول قصة إن صبيًّا فقد ذراعه اليسرى في حادث مريع، لٰكنه قرر تعلم الچودو، فبدأ تدريباته مع أحد مدربي الچودو اليابانيِّين الذين لهم خبرة طويلة. كان الصبي جادًا في تدريباته؛ مما أدى إلى تحسن أدائه. انقضت ثلاثة أشهر ولم يعلِّم المدرب تلميذه سوى حركة واحدة، ولم يستطِع الصبيّ أن يفهم سبب عدم تعلمه سوى تلك الحركة فقط. وبعد تفكير طويل، سألمدربه: مدربي الفاضل، لِمَ لا أتعلم حركات متنوعة؟ أجاب المدرب: مع أن هٰذه الحركة هي الوحيدة التي تعرفها، إلا أنها أيضًا الوحيدة التي ستحتاجها! كان إيمان الصبي بمدربه كبيرًا، فمع أنه لم يفهم قصده، إلا أنه استمر في التدريب. مرت الأشهر ليشترك الصبي في أول بطولة له، وقد أدهش الجميع بفوزه في مبارتيه الأولَيَين بسهولة. أمّا المباراة الثالثة فقد كانت الأكثر صُعوبة، لٰكنه فاز أيضًا باستخدامه الحركة الوحيدة التي يُتقنها ليصل إلى المباراة النهائية في البطولة. أثنى الجميع على حسن أداء الصبيّ فهٰذا أفضل ما يمكنه تحقيقه، ومنافسه في المبارة أكبر وأقوى وأكثر منه خبرة. وبدأت المباراة، وبدا أن الخَسارة هي الأقرب للصبيّ؛ حتى أوشك الحكم على إيقاف المباراة بعد إعطاء الصبي بعض الراحة. إلا أن مدربه رفض وطالب الحكم بالاستمرار في المباراة، ليفاجأ الجميع بعد وقت قصير من استئنافها أن الصبيّ يفوز ويصبح بطلًا باستخدام حركته الوحيدة. وبعد الفوز، سأل الصبي مدربه: مدربي، أريد أن أسألك كيف أمكنني الفوز في البطولة بحركة واحدة فقط؟ أجابه المدرب: إن فوزك يعود لسببَين: أولهما: إتقانك واحدة من أصعب حركات الچودو، والثاني: إن الدفاع الوحيد ضد هٰذه الحركة التي تُتقنها هو أن يقوم خَصمك بإمساك ذراعك اليسرى والسيطرة عليها! لقد كان ضَُعف الصبي وما يراه الجميع نقصًا هو أهم نقاط قوته، وسبب انتصاره.
في حياة كل منا نقاط ضعف؛ فلا تركز نظرك على هٰذا الضعف، بل اعمل على تحويله إلى قوة في حياتك. كُن إيجابيًا وأنت تنظر إلى نقائصك، وبدلًا من أن تبكي اللبن المسكوب وتنعَى حظك وأحوالك، اعمل بإيجابية على تحويلها لتصبح مصدر قوة لك. كل ما تحتاجه أن تفكر بأسلوب إيجابي في كل ما سمح الله لك به في الحياة، إنهل قوَّتك. وتذكر الكلمات التي تقول: ”إن ضعف الدافع الداخلي في أعماقنا، يقود حتمًا إلى ضعف شخصياتنا
وحياتنا.”و… ..… وعن الإيجابية والحياة ما زلنا نُبحر …