يقولون: ”العاجزون عن تغيير طريقة تفكيرهم لن يغيِّروا أيّ شيء”. لذا كُن إيجابيًّا في حياتك بتطوير طريقة تعاملك تجاه المواقف التي تمر بك وتنميتها. اسعَ دائمًا لتنمية ما لديك من قدرات لتكون أكثر كفاءة في التعامل إزاء مواقف الحياة ومشكلاتها. وكثيرًا ما نلاقي الفشل أو التعثر في الطريق لا لعدم رغبتنا فيتقديم حل جيد وإنما لاستخدامنا طريقة عمل فاشلة.
لذا كُن إيجابيًّا بتغيير طريقة سيرك في درب الحياة وتطويرها. لا تتوقف عند طريقة واحدة تعلمتها، وإنما فكِّر وطوِّر مننفسك وحياتك. قرأتُ قصة عن رجل أعمى كان يستجدي الناس واضعًا إلى جِواره لافتة كتب عليها:
“أنا أعمى فساعدوني”. ومر به رجل قدَّم إليه بعض المال، ثم طلب منه اللافتة ليُبدِّل بها أخرى. وبعد مرور وقت قليل، شعَر الرجل الأعمى بأن المال يزداد على غير العادة في قبعته، فسأل أحدَ المارة الذين توقفوا ليضعوا بعض المال عن الكلمات المدوَّنة على اللافتة المجاورة له، فأجابه: مكتوب: إننا في الربيع، ولٰكنني لا أستطيع رؤية جماله. لقد استبدل الرجل بالكلمات البسيطة المكررة كلمات أخرى أيضًا بسيطة لٰكنها عميقة ومؤثرة في النفس؛ طبعت بصمات شاهدها في ردود أفعال من حوله. فبعض التغييرات البسيطة في طريقة الحياة اليومية يمكن أن يكون لها نتائج عظيمة في تغيير المستقبل.
أيضًا كُن إيجابيًا في مواجهة ما يُلاقيك من مشكلات، ولا تستسلم لاستحالة الحل. أعجبتني قصة عن أحد الطلاب في إحدى محاضرات مادة الرياضيات، وكان في حالة شديدة من الإرهاق؛ حتى إن النوم أدركه ونام خلال المحاضرة! وبعدانتهائها، استيقظ على أصوات زملائه الطلاب يغادرون القاعة. وقبل أن يخرج من القاعة، ألقى نظرة سريعة إلى السبورة ليجد أن أستاذ المادة كتب عليها مسألتين؛ فقام بكتابتهما سريعًا. بدأ الطالب يفكر في حل المسألتين بعد عودته لمنزله، ولٰكنهما كانتا على درجة كبيرة من الصُّعوبة والتعقيد؛ حتى إنه لجأ إلى مكتبة الجامعة وأخذ يبحث في المراجع. وأخيرًا بعد أربعة أيام، استطاع أن يحُل إحدى المسألتين، في حين لم يجد حلًا للأخرى. وفي المحاضرة التالية، أخبر الطالب أستاذه بعدم قدرته على إيجاد حلول إلا لمسألة واحدة استغرقت أربعة أيام لحلها، وطلب مهلة لمحاولة التوصل إلى حل للمسألة الأخرى. وما أن استمع الأستاذ إلى طالبه حتى تعجب قائلًا إنه لم يكُن هناك أيّ واجب للطلبة، والمسألتان كانتا مثالين لما عجز العلم عن حله! وعُرضت إجابة هٰذا الطالب في الجامعة؛ فهو من استطاع أن يجد حلولًا لما عجز العلماء عنه! إلا أنني أجد أن سبب العجز الحقيقيّ في حل المشكلات يكمُن في اقتناع الإنسان السلبيّ بأن المشكلة “لا حل لها”! مما يَعيقه عن التفكير بإيجابية، ويتحول الاقتناع إلى فشل حقيقيّ. كُن إيجابيًا ولا تحكم على الأمور بافتراضات سابقة، ولا تستهِن بما وهب الله لك من قدرات، و … وعن الإيجابية والحياة ما زلنا نُبحر ……..