يتحدث إنجيل هذا الأحد من “لوقا 1:3-18”
عن خدمة يوحنا المَعْمَدان في الجليل المنطقة المحيطة بنهر الأردن. قدم يوحنا رسالة التوبة إلي الشعب» فهو الملاك الذي تنبأ عنه إشَعْياء النبيّ: صوتُ صارخي في البرّية: “أعدوا طريق الرب. قَوِّموا في القفر سبيلًا لإلهنا …”
إن حياة كل إنسان ما هي إلا رسالة ودوره هو أن يؤدي رسالته هذه بأمانة وإخلاص. وهنا. أتوقف وأسأل: أتؤدي المهمة التي خُلقت من أجلها. أم تراك تناسيتها وسط مشغولياتك فتتواري عنك الحياة. وأنت لم تحقق فيها هدفك الرئيسيّ الذي وُجدت في الحياة من أجله؟ إن ما نحياه من عمر لهُو قصير ويمضي سريعًا» فلننتبه. يا إخوتي. لئلا تضيع الحياة دون أن نقدِّم فيها ثمارًا!
اهتم يوحنا المَعْمَدان بإعداد الشعب لمجيء السيد المسيح فكان يحذرهم من الخطايا التي تضعهم في دائرة غضب الله» إذ في النهاية لن يستطيع إنسان الفرار من الغضب الآتي. ولذا خاطبهم:… من أراكم أن تهرُبوا من الغضب الآتي؟. وقد أوضح لهم يوحنا أن الطريق إلي الملكوت هو التوبة. وأن التوبة الحقيقية ليست كلمات فقط. وإنما هي حياة تظهر ثمارها في أعمال الإنسان. فقال: فاصنعوا أثمارًا تليق بالتوبة. ويعلمنا يعقوب الرسول:… أرِني إيمانك بدون أعمالك. وأنا أُريك بأعمالي إيماني. “يع 18:2”. وقد حذر يوحنا الشعب من أن الإنسان الذي لا يقدم ثمارًا لن تكون له إلا نهاية الشجرة التي لا تصنع ثمارًا: أن تقطع وتُلقي في النار!
ثم قدَّم نماذج لهذه الثمار» وهي تتلخص في أعمال الرحمة المقدَّمة إلي البشر. التي تكون عظيمة جدًّا أمام الله. يقول القديس يوحنا الذهبيّ الفم عن الرحمة: انظروا كيف أنه في كل موضع يحسُب الله أعمال الرحمة العظيمة. فإنها تقف في مصلحة المخطئين. ويقول فيها أيضًا: الرحمة … حامية لمن يمارسها. إنها عزيزة عند الله. تقف دائمًا إلي جواره تسأله من أجل الذين يُريدونها … فليكُن لك أعمال الرحمة العظيمة التي تجعل قلبك ممتلئًا بمحبة الله. فتكون كما ذكر أحد الشعراء:
ما دَامَ قَلْبُكَ فِيهِ رَحْمَةى لِأَخي عَاني فَأَنْتَ امْرُؤى فِي قَلْبِكَ اللهُ