أجرى قداسة البابا الأنبا تواضروس الثاني حوار صحفى مع صحيفة “عاجل” السعودية
و هذة مقتطفات من نص الحوار:
1- كيف ترى زيارة ولي العهد إلى الكنيسة؟
– زيارة ولي العهد كانت فرصة طيبة؛ حيث استقبلناه بكل الحب والحفاوة، وأنا شخصيًا كنت سعيدًا جدًا بزيارته، أعرفه من خلال وسائل الإعلام فقط؛ لكن حينما قابلته وجدته إنسانًا لطيفًا ومتفتحًا مثقفًا، وصاحب رؤية وهو شيء جيد، كما أنه قارئ جيد للتاريخ، يعرف تاريخ المصريين، والدليل على ذلك أنني قلت في نهاية الزيارة المثل المصري المعروف “البعد جفا”، ولم أكن أعلم أن سمو الأمير يعرفه، ليرد عليّ قائلًا، إن كل الأمثال المصرية معروفة في المملكة. تحدثنا كثيرًا، في الزيارة التي كانت قصيرة زمنيًا، نحو عشرين أو ثلاثين دقيقة؛ لكنّ تأثيرها كان كبيرًا وفعلها طيبًا.
2- كيف ترون دعوة ولي العهد لكم لزيارة السعودية؟
– في أثناء كلمتي مع ولي العهد، قلت إن واحدًا من الآباء الأساقفة وهو الانبا مرقس زار السعودية منذ سنتين، وسط وفد شعبي مصري وتقابل مع خادم الحرمين الشريفين؛ لكن الفترة الأخيرة، لم تكن هناك “فيزا”، فعرض عليه سمو ولي العهد زيارة السعودية ، وفي نهاية الحديث وجه دعوة عامة، قائلًا، “نحب أن نراكم في السعودية”.
3- بعض وسائل الإعلام بدأت تُخمن موعدًا للزيارة؟
– في الزيارات الرسمية، هناك شكل من أشكال حديث المجاملة.. هذا ما حدث، فولي العهد وجه الدعوة شفاهة، وحينما تكون هناك دعوة لها صيغة رسمية سنلبيها. نحن نرحب بزيارة أي مكان؛ لكن الموعد يرتبط بالدعوة الرسمية، فأنا زرت الإمارات والكويت والأردن ولبنان وسوريا وليبيا والسودان والجزائر.
4- كيف ترى التقارب بين المسلمين والمسيحيين، ودور السعودية في ذلك؟، ثم ما هي رؤيتكم لحوار الأديان الذي بدأ منذ عهد الملك عبد الله ومازال مستمرًا حتى الآن؟
– نحن نشارك بفعالية في حوارات مركز الثقافات في فيينا مع الدكتور فيصل بن معمر، فالكنيسة لها دور كبير هناك وطبيعة الحياة أن يكون هناك تنوع.
وهنا أوضح أن التنوع ليس اختلافًا، فكل منا يرتدي زيًا مختلفًا، يوجد تنوع يعطي جمالًا للحياة، ولو دخلنا حديقة ووجدنا ألوانها بشكل واحد وطولها موحد لن تكون الأمور على ما يرام، لكن لو دخلنا حديقة متنوعة فهذا يضيف شيئًا من البهجة على الإنسان.
الله يعطينا صورة التنوع في أصابع يدينا فكل إصبع مختلف عن الآخر.. التنوع سنة الحياة، ولذلك أقول إن التقارب من أجل التكامل شيء مهم جدا، فكل إنسان حينما يعرف آخر فهو إضافة له وهو ضرورة للحياة. وحينما ينظر الإنسان للحياة بهذه الصورة، يشعر أن هذا سبيل لينجح في حياته ويكون غنيًا بالمعرفة، وهذه نقطة مهمة وأعتقد أن الحوار بين الثقافات والحضارات شيء نحتاجه تمامًا.
5- هل الحوار بين الحضارات مجرد معرفة أم أمر تُبنى عليه أسس للتعايش؟
– الحضارات بينها عوامل مشتركة، فمثلا الحضارة القديمة الفرعونية والحضارة المصرية والحضارة الصينية والحضارة المسيحية، والحضارة الإسلامية والحضارة الغربية، كلها وغيرها بينها قواسم مشتركة، فالإنسان هو الإنسان وهو من صنع تلك الحضارات.
صحيح أنه يوجد بين هذه الحضارات بعض الاختلافات؛ لكن هذا أمر طبيعي وقائم حتى في البلد الواحد، ففي أيام الفراعنة كنا نتكلم الفرعونية، وفي العصر المسيحي كنا نتكلم اليونانية والقبطية، وفي العصر الإسلامي نتكلم العربية، وبالتالي الحضارات بينها عوامل مشتركة كثيرة، ومن الممكن أن نبني عليها.
6- ما هي أبرز المشتركات في نظركم، وأي منطقة نستطيع أن نبدأ منها لنوسع التعايش المشترك؟
– قبول الاختلاف وقبول الآخرين بما هم عليه، فهذا الشكل هو البداية للتواصل بين الحضارات.
7- نعود إلى جهود ولي العهد ومن بينها زيارته إلى “المقر البابوي” كيف ترون تأثير ذلك كله على صورة السعودية؟
– الملاحظ في الفترة الأخيرة، أن هناك خطوات واسعة جدًا، قرارات ملكية تصدر وتمثل إضافات للمجتمع السعودي نسمع ونقرأ عنها أشياء كثيرة. هذا عالم نعيش فيه، فلا يمكن أن تعيش دولة أو ثقافة أو حضارة أو أديان في معزل عن الآخرين، فبحسب ما نقرأه في الميديا نندهش وهناك حالة إعجاب بالتغييرات التي تضاف إلى المجتمع السعودي والتي يمكن أن نسميها “تغييرات عصرية”، تتناسب مع العصر الحالي، وهذا يقدم صورة رائعة للسعودية.