غفوت إيناس رزق فى نوم عميق على أريكة أمام التليفزيون، داخل منزلها الكائن بحى الضاحية بالعريش فى نهاية الشارع الذى تقع فيه مديرة الأمن، وفى غرفة النوم يرقد زوجها نبيل محروس، نائماً بعدما أصيب بنزلة برد منعته من الخروج لعمله، وحين دقت الساعة الثانية عشرة والنصف ليلاً، صحت على صوت غريب، وإذا به أحد الملثمين يشهر سلاحه الآلى نحو رأسها، فى حين وقف ملثمون آخرون على أبواب الشقة، وملثم آخر يشهر سلاحه باتجاه أبنائها داخل إحدى الغرف بالشقة وآخر أردف إلى الغرفة التى يرقد بها زوجها وأطلق عليه 4 رصاصات فى رأسه وصدره فأرداه قتيلاً وهو يقول: «إحنا موتناك يا كافر»، وخرجوا بعدما أخذوا الإنجيل معهم. تلك هى رواية «سمير محروس» شقيق القتيل «نبيل»، والذى يؤكد أن تلك الواقعة حدثت فى اليوم التالى لتفجير مديرة أمن شمال سيناء والكتيبة «101» وفى نفس موقع الحادث، حيث يسكن شقيقه الراحل فى نهاية شارع مديرية الأمن، فى تحدٍ كبير للأمن، ويشير إلى أن هناك تصفية متعمدة للمسيحيين فى شمال سيناء. يقول «محروس» إن شقيقه كان يعمل على كشف العربات المسروقة فى المرور، ومعروف بين أهل العريش، وهو ما دفعهم لاستهدافه لاستغلال الحادث فى إخافة المسيحيين لترك سيناء: «خلصوا عليه عشان ينفذوا مخططهم فى إفراغ سيناء من المسيحيين». استقبل «محروس» الخبر من ابن شقيقه، الذى وقف بجوار جثمان والده الغارق فى دمه وهو يصرخ فى الهاتف: «قتلوا بابا يا عمو قتلوا بابا»، ويستطرد: «تخيل طفلين شافوا أبوهم يسبح فى دمه على سريره». ويتساءل «محروس» كيف وصل الإرهابيون لمنزله وقت الحظر، ولم يستغرقوا سوى عشر دقائق فى وقت كانت قوات الأمن مستنفرة بعد تفجير مديرية الأمن والكتيبة، ويقول إن كل هذا يؤكد وجود خلل أمنى: «الرجل اتقتل فى نفس الشارع اللى الأمن موجود فيه وبعد يوم من تفجير المديرية»، ويضيف: هناك تصفية للأقباط بالعريش على مرأى ومسمع من قوات الأمن، ويستغلون وقت الحظر لتنفيذ مهامهم. يتمنى «محروس» اعتبار شقيقه من ضمن شهداء الأحداث، كضباط الجيش والشرطة، ويقول: «لو لم يعتبر شهيداً سأقيم دعوى قضائية.. المفروض الدولة تحمينا مش تترك الإرهابيين يخلصوا علينا»