ضمن سلسلة اصدارات المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي صدر كتاب: “نصائح أبوية في الحياة الروحية” – الجزء الأول من كنوز المتنيح قداسة البابا شنودة الثالث
مراجعة وتقديم نيافة الأنبا بيشوي مطران دمياط وكفر الشيخ ورئيس دير القديسة دميانة بالبراري ومدير معهد الدراسات القبطية إعداد : راهبات دير القديسة دميانة – ببراري بلقاس مارس 2013م
مـقــــدمــــــــة
قداسة البابا شنوده الثالث قد انتقل بروحه إلى أحضان القديسين ولا شك أنه يصلي من أجلنا ومن أجل آمالنا وكل آلامنا، ونحن نثق أنه لا ينسانا وقد كسبناه شفيعا لنا مع بقية القديسين وكما كان يصلي لنا في وجوده معنا؛ فالآن هو يصلي بالأكثر لكل شعبه، وهو يعلم كل احتياجاتنا ونثق أن صلواته لها تأثير كبير ليحافظ الرب على شعبه وكنيسته.. وصلواته في السماء معونة قوية لنا. قال معلمنا بولس الرسول لتلميذه تيموثاؤس: “وما سمعته مني بشهود كثيرين، أودعه أناسا أمناء، يكونون أكفاء أن يعلموا أخرين أيضا” (2 تي 2: 2). هذا ما كان يهمه ويشغله قبل أن يقول: “فإني أنا الآن أسكب سكيبا، ووقت انحلالي قد حضر. قد جاهدت الجهاد الحسن، أكملت السعي، حفظت الإيمان” (2 تي 4: 6 – 7). كان يوصي تيموثاؤس أن يحفظ الوديعة “احفظ الوديعة الصالحة بالروح القدس الساكن فينا” (2 تي 1: 14). ونحن نحتاج أن نحافظ على المبادئ والتعاليم الروحية التي وضعها البابا شنوده الثالث ونحافظ على ما تسلمناه من قداسته. قداسة البابا شنوده الثالث في تعاليمه الروحية علمنا كيف يكون الانتصار على حروب الجسد والنفس والروح. إن حياة قداسة البابا شنوده الثالث هي أنشودة جمياة مسموعة ومرئية، يصعب وصفها، ولكن تحلو مشاهدتها والإستماع إليها. كما يصعب حصر جوانبها ولكنها ألهمت الكنيسة، ونطلب من الرب أن تظل تلهمها إلى سنوات مديدة، وإلى مدى الدهر. قداسة البابا شنوده الثالث كان مصدر إلهام في هذا الجيل كله؛ يندر أن يوجد شخص لم يتأثر بالبابا شنوده الثالث سواء في معاملات مباشرة شخصبة، أو لقاءات، أو من خلال سماع عظاته؛ سواء مسجلة صوتيا، أو قراءة مكتوبة في الكتب، أو مشاهدة مسجلة صوت وصورة. ونشكر الله أن جيلنا وجد فيه التصوير التليفزيوني فأصبح لدينا للبابا شنوده رصيدا كبيرا جدا من العظات بصوته الذي يبعث الحياة ويعطي الرجاء. نشكر راهبات القديسة دميانة لتجميع هذه النصائح الروحية مبوبة في عشرة فصول، ونشكر نيافة الأنبا إرميا رئيس المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي الذي اهتم بنشر هذا الكتاب لأبينا الذي فارقنا بالجسد مثلث الرحمات البابا شنوده الثالث. إنك يا أبي سوف تبقى بيننا بمبادئك.. بعظاتك.. بتأملاتك.. بأشعارك.. بكتاباتك.. وسوف تتناقل الأجيال هذا التراث الخالد الذي تركته لنا ولن نفرط فيه أبدا… البابا شنوده هو الذي قدم للكنيسة الأنبا تواضروس أسقفا عاما بعد رهبنته في دير القديس العظيم الأنبا بيشوي. وصار هو البابا تواضروس الثاني خليفة لقداسته وللقديس مار مرقس الرسول الإنجيلي والشاهد لآلام المسيح. بصلوات ورعاية قداسة البابا تواضروس الثاني فليحفظ الرب كنيستنا التي باركها الرب بحضوره وبوعوده “مبارك شعبي مصر” (أش 19: 25). تذكار نياحة البابا شنوده الثالث 17 / 3 / 2013