قال الأنبا إرميا الأسقف العام، رئيس المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي في القاهرة، إن الإمارات عوّدتنا بدورها الريادي نحو الأخوة الإنسانية على إطلاق العديد من المبادرات التي تسعى لنشر قيم التسامح والسلام والتعايش بين شعوب العالم، ومنها: جائزة زايد للأخوة الإنسانية المنبثقة من «وثيقة الأخوة الإنسانية».
واعتبر الأنبا إرميا الأسقف العام، خلال حواره لـ«الاتحاد» أن أهمية جائزة زايد للأخوة الإنسانية أنها تسعى إلى نشر المبادئ والمفاهيم التي تضمنتها «وثيقة الأخوة الإنسانية» التي تدعو إلى السلام والتسامح واحترام التنوع بين جميع البشر ونبذ الكراهية والعنف من خلال جهود كل المحبين للسلام في العالم، لاسيما أن البشر يواجهون أزمة عالمية تتهددهم حالياً جراء جائحة «كورونا»، مشدداً على أن هذا الأمر يتطلب تضامناً أخوياً دولياً.
وأوضح، أن هذه الوثيقة تتحدث عن الكائن الذي خلقه الله سبحانه وتعالى، وتوضح قيمة الإنسان، وتوضح أيضاً حق الحياة لهذا الإنسان الذي خلقه الله، وهو سبحانه وتعالى الوحيد الذي يقرر متى يغادر الإنسان هذا العالم، وهذه الوثيقة تعطي أيضاً حق الآخر الذي وهبه الله في الإنسان وهو الحرية، وتنص الوثيقة كذلك على العدالة وحق العدالة التي هي من صفات الله العادل.
ولفت «إرميا» إلى أن «الوثيقة» تحث على حق احترام الآخر، مؤكداً أن احترام الخليقة دليل على حسن الخلق والأدب، وهذا ما عبّرت عنه الأديان السماوية، وتعطي حق الأمن والسلام لكل إنسان يحيا على الأرض، مؤكداً أن السلام أصبح هو الحلم الذي تبحث عنه البشرية وسط عالم ممتلئ بالتوترات والصراعات والحروب والقلق.
وأضاف: من دون السلام لا تستطيع الدول أن تستقر أو تُعمر أو تبنى، ومن دون السلام تستدعي الدمار والهلاك، ولذلك فإن جائزة زايد للأخوة الإنسانية لها أهميتها، لأنها تظهر أدوار الإنسان تجاه أخيه الإنسان، وهذه هي وصية الله لكل البشر، أن يسعوا في السلام، حيث قال الله في القرآن الكريم: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً»، سورة البقرة الآية 208، وجاء في الحديث الشريف: «أفشوا السلام بينكم»، وهذا السلام الذي نسعى إليه وتسعى إليه الأديان، إنما هو من أسس الدين التي لخصتها هذه الوثيقة، في ظل الأوقات الصعبة التي تحيط بنا.
وحول جهود المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه» في نشر السلام والتسامح منذ تأسيس دولة الإمارات، والذي ارتبط اسمه بهذه الجائزة، قال الأنبا إرميا: الشيخ زايد من الشيوخ الذين أسسوا ودعوا إلى السلام في العالم أجمع، واستطاع برؤيته الثاقبة أن يؤسس ما بين الأديان السماوية.
وأشار إلى أن دولة الإمارات استطاعت بفكر الشيخ زايد أن تُنشئ مُجمعاً للأديان «بيت العائلة الإبراهيمية» في أبوظبي، والذي يضم مسجداً وكنيسة وكُنيساً تحت سقف صرح واحد، لجميع الأديان السماوية المسيحية والإسلام واليهودية، ليتعبد الجميع، كل في معبده أو كنيسته أو مسجده، لكي يعيشوا في سلام وأخوة ووئام، وهذا ما اتسمت به دولة الإمارات العربية المتحدة، وعاصمتها أبوظبي في كل ما تقدمه للعالم.
وحول أهمية «التحالف العالمي للتسامح» الذي أعلنت عنه الإمارات في معرض «إكسبو 2020 دبي» نوفمبر 2021، أكد الأنبا إرميا أن هذا التحالف الذي يدعو إلى تكثيف الجهود الدولية من أجل تعزيز ثقافة التسامح لدى كافة الأمم والشعوب، هو خطوة هامة جدًا للعمل على نشر قيم التسامح الجميلة وسط عالم يتوق إلى استعادة أمنه وسلامه أمام ما يواجه من تحديات، مؤكداً أن التحالف نافذة أمل للبشرية التي باتت تحلم باستعادة الحياة والبناء والخير.
علاقة وثيقة
أشار إرميا إلى أن البشرية اليوم في أمس الحاجة إلى استعادة السلام على مستوى الشعوب والأمم، وعلى مستوى أفراد الشعب الواحد، مضيفاً «هناك علاقة وثيقة بين كل من المحبة والتسامح والسلام، فإذا كانت المحبة هي القوى الدافعة العميقة في كيان الإنسان نحو التسامح، فإن التسامح يحمل لحياة الإنسان السلام»، مؤكداً أن تحقيق التسامح والسلام هو أسلوب حياة يختاره البشر من أجل السمو عن حل الاختلافات بالاحتداد، أو الصراعات، أو القوة من خلال الوصول إلى قواعد إنسانية مشتركة لإيجاد حلول لتلك المشكلات.
https://www.alittihad.ae/news/%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%85%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D8%AA/4259420/%D8%B1%D8%A6%D9%8A%D8%B3-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B1%D9%83%D8%B2-%D8%A7%D9%84%D8%AB%D9%82%D8%A7%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%A8%D8%B7%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B1%D8%AB%D9%88%D8%B0%D9%83%D8%B3%D9%8A-%D9%84%D9%80-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AA%D8%AD%D8%A7%D8%AF—-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%AE%D9%88%D8%A9-%D8%A7