خطر شديد يهدد حياة قسيسين اتهما بالتجسس لصالح منظمات أجنبية وإثارة الفتنة بين القبائل بحجة إلقاء خطبة قدماها بالكنيسة الإنجيلية بضاحية بحري في السودان، وضبطت بحوزتهما- حسب تحريات ضابط بجهاز الأمن والمخابرات إدارة المجتمع في السودان- مستندات تحوي معلومات عن السودان. وقال عباس الطاهر، بوصفه شاهد اتهام، وهو في الوقت نفسه ضابط جهاز الأمن المسئول عن التحريات، إن معلومة تحصل عليها تفيد بأن المتهم الأول أقام ندوة بالكنيسة الإنجيلية ببحري أثار فيها النعرات القبلية والفتن الدينية متهما المسلمين بأنهم ناقصي إيمان، وحرض المتجمهرين الذين كانوا معتصمين رفضاً لقرار استثمار جزء من أرض الكنيسة، حرضهم على أخذ حقوقهم بالقوة. وقال الشاهد، وهو ضابط التحريات أيضا في مفارقة غريبة، إنه أمر باستدعاء المتهم وكان بحوزته جهازي موبايل، كما طالب إدارة الكنيسة بتسليمه الأسطوانة التي تحوي الندوة؛ وأتهم الضابط عباس، القسيسين بتهم ملفقة كالمعتاد، أن الأسطوانة :”حوت حديث المتهم الذي دعا فيه المعتصمين للاحتجاج وأخذ حقوقهم بالقوة، مقارنا وضعهم ما قبل الانفصال لحظة وجودهم بالشمال، وذكر أنه لم يكن هناك استثمار لأرض الكنيسة وتأسف لحالهم، وعدم مقدرتهم على استرداد حقوقهم. كما حوت الأسطوانة حديث المتهم عن بعض قبائل السودان، ودعا بعضهم للعودة لمناطقهم وإقامة دولة لذاتهم؛ ونعت بعض الشخصيات بأنها ليس لها أصول واتهمهم بأنهم أجانب”. وقال الشاهد إنه “بتفيش القس وجد أجهزة الموبايل واللابتوب الخاصة بالمتهم وبها تقارير وصور لمناطق السودان المختلفة بجانب معلومات دقيقة استخباراتية عن مناطق التمرد والمليشيات، وعرض الفيلم صوراً لمواطنين في العراء وصورة لطالب معذب”. وقال الشاهد وهو الضابط أيضا إن “الهدف من هذه الصور عكس واقع سيئ عن السودان؛ كما وجد بالتقارير ما يقارب (300) محاضرة بمنهج خاص يتبع لجهاز الأمن والمخابرات لا يمكن لشخص الحصول عليه”. وقال عباس إن المتهم الأول درس جزءاً من المنهج لطلاب بمدرسة بالسودان؛ وأضاف إن المتهم الأول أرشد عن شريكه الثاني وتم القبض عليه، وضُبط بحوزته جهازا لاب توب يوجد بهما نفس التقارير بجهاز الأول، وقال إن المتهم الثاني يعمل في وظيفة مشرف على منظمة أجنبية غير مسجلة بالسودان، وتحويلاتها المالية تتم بطريقة غير رسمية عبر الأشخاص وليس البنوك وقامت المنظمة بتحويل آلاف الدولارات للسودان آخرها مبلغ (5) آلاف دولار عن طريق المتهم الأول عند مجيئه للسودان بهدف إجراء عملية لابنه المريض، وقال إن “المبالغ تسلم للمتهم الثاني؛ وإن التقارير التي ضبطت بالأجهزة تصل من الولايات للمتهم الأول، الذي يرسلها لدولة الجنوب، ثم بعدها لشخص أمريكي الجنسية”. وحتى الآن لم يستمع أحد إلى أقوال القسيسين “يات ميشيل” Yat Michael و”بيتر ين ريث” Peter Yein Reith اللذان يواجهان خطرا شديدا في مثل هذه القضايا، والمقبوض عليهما منذ ديسمبر الماضي