عقد المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي،أولأمس الأحد24/11،صالونه الثقافي، للاحتفاء بعيد ميلاد الثمانين للأستاذالدكتورمصطفى الفقي تقديرًا لمسيرته المضيئة في خدمة الوطن والدبلوماسية، وذلك برعاية قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، وشريكه في الخدمة الرسولية نيافة أنبا إرميا الأسقف العام رئيس المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي، بحضورالأستاذ د. مصطفى الفقي المفكر السياسي مدير مكتبة الإسكندرية سابقًا،ود. منير فخري عبد النور وزير التجارة والصناعة ووزير السياحة الأسبق، والسفير محمد العرابي وزير الخارجية الأسبق رئيس المجلس المصري للشؤون الخارجية، وم. منير غبور رجل الأعمال المصري، ود. نادية زخاري وزير البحث العلمي الأسبق، ود.سلوى ثابت عميد كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة المستقبل، والمستشار د. خالد القاضي الرئيس بمحكمة الاستئناف، ود. مارجريت عازر عضو مجلس النواب السابق، والكاتب هاني لبيب رئيس تحرير “مبتدا“، والإعلامية هايدي جبران،وكوكبة من المفكرين والمثقفين والسياسيين.
افتُتح الصالون بكلمة من نيافةأنبا إرميا رحب فيها بالضيوف، وعبّر عن سعادته بوجود أحد أبرز المفكرين والسياسيين في هذا العصرد. مصطفى الفقي،وحوله هذه النخبة للاحتفال بعيد ميلاده الثمانين ومسيرته الثقافية والدبلوماسية والسياسية، مشيرًا نيافته إلى الصلة القوية التي تربطهما، ومدى ارتباط د. الفقي بالمركز الثقافي القبطي الأرثوذكسيمنذ افتتاحهبيد مثلث الرحمات البابا شنودة الثالثيوم١٤/11/2008مالذي تزامن وعيد ميلاده.
وأشاد نيافةأنبا إرميا بالدور البارز للدكتور الفقي في تمثيل مصر بالمحافل الدولية، وبدوره الثقافي في تأليف عديد من الكتب التي ناقشت قضايا الهوية العربية والعولمة والديمقراطية، وبموقفه الواضح أثناء أحداث يناير ٢٠١١ رغم ارتباطه بالنظام السابق، وبحرصه ودعمه لوحدة الشعب المصري مسلميهومسيحييه، وبوقوفه إلى جانب الكنيسة في كل الظروف التي مرت بها، وبدوره حين دعا إلى ضرورة الوقوف صفًّا واحدًا ضد الإرهاب الذي يستهدف المصريين جميعًا وفصل الدين عن السياسة واحترام المؤسسات.
وأشاد د. مصطفى الفقي بصالون المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي،وبالمبادرة الكريمة من جانب نيافة أنبا إرميا إلى الاحتفاء به،شاعرًا بالامتنان من نحو كل كوكبة الحضور من أصدقاء وشخصيات قريبة إلى قلبه، مشيرًا إلى الصلة القوية التي تربطه بالمركز وبصاحب الدعوة نيافة أنبا إرميا، وقال:في هذا المكان حضرت يوم افتتاحه،بوجود قداسة البابا شنوده الثالث، في الرابع عشر من نوفمبر، وهو ما يتزامن مع عيد تجليس البابا وعيد ميلادي.
وأشار د. الفقي في كلمته أن الله يختارلمصر في كل عصر بطريركًا للكنيسة يتماشى مع الظروف، قائلاً:“البابا كيرلس السادس“، الزاهد المتعبد، كان في عصر الرئيس “جمال عبد الناصر“،ونشأت بينهماعلاقة صداقة وأخوة قوية؛ ثم جاء البابا شنوده الثالث:الشخصية القوية، المثقف الكبير،الضابط بالقوات المسلحة، مؤسس مدارس الأحد، الأستاذ التاريخي،الصحفي السابق؛ والآن البابا تواضروس الثاني الرجل المحب للجميع والمستنير.
وأكد د. “الفقي” أن انتشار الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في العالم هو انتشار لاسم مصر وهويتها ومكانتها وشموخها وعظمتها، مشيرًا إلى وقوف الأقباط إلى جانب فضيلة الشيخ الشعراوي في “بريطانيا” أثناء تلقيه العلاج حتى تعافى؛معلقًا: هي شراكة تاريخية لا تنتهي أبدًا.
ودعا “الفقي” إلى النظر في أبناء هذه الأمة بنظرة متساوية لا صعود فيها ولا هبوط، ولا فيها “نعم“أو “لا“، فالمصريون جميعًا أبناء هذا الوطن بلا تفرقة أو تمييز. واستطرد قائلًا: إن الرئيس الراحل مبارك كان معتنقا لهذه الأفكار تمامًا؛وساق د. الفقي أمثلة كثيرة على ذلك،مستشهدًا بوطنية المتنيح البابا شنوده الثالث وبمسامحته ومحبته عندما عرض الرئيس الراحل على قداسته أن يكون يوم “عيد القيامة“ عيدًا وطنيًّا لكل المصريين، وكان رد قداستهبالرفض على أساس أن “عيد الميلاد“ لا خلاف فيه، أما “عيد القيامة“ فوارد فيهالخلاف ومن ثم لا داعي لذلك.
وأوضح د. “الفقي”أن بمثل هذه الروح الطيبة والانفعالات الصادقة ومواقف الشجاعة تبلورت شخصية مصر، ذاكرًا أيضا أن حضور المتنيح البابا شنوده الثالث افتتاح “معرض الرياض“ بمصر، بعد ترحيب الرئيس مبارك بذلك، كان عُرسًا للوحدة الوطنية، قبل أن يكون لمدينة “الرياض“.
واختتم د. “الفقي“ كلمته بقوله: إن الكنيسة هي بيت المصريين جميعًا كما أن الأزهر هو بيت المصريين جميعًا؛ فنحن جميعًا ننتمي إلى هذا الوطن.
وأشاد الحاضرون بالتأثير والدور الكبير للدكتور مصطفى الفقي في حياتهم، وأعربواعن سعادتهم واعتزازهم بهذا الصالون الثقافي، وروى بعضهم عديدًا من المواقف التي جمعتهم بالدكتور“الفقي“:
فقد وصف د. منير فخري عبد النور، في كلمته، د. “الفقي” بأنه “رجل استثنائي بمعنى الكلمة“، معتزًابمدى قوة علاقتها منذ الحياة الجامعية، وروى في سعادة مواقف عديدة جمعتهما، وأشاد بكلمقالاته وكتبه التي نشرها، وباتساع علمه، وعمقه في العلوم السياسية والعلاقات الدولية، فضلاً عن دراسته ودرايته الجيدة جدًّا بالتاريخ، وتعمقه في جميع الأديان، ومدى تحكمه باللغة العربية والألفاظ والمفردات ما يضفي عليه كثيرًا من التألق والتميز، وأيضًا بدوره في استقرار الوحدة الوطنية.واختتمبتوجيه خالص تهنئتهالقلبية إليه.
وقدمت د. نادية زخاري في كلمتها التهنئة إلىد.“الفقي“ بمناسبة عيد ميلاده الثمانين، معبرة عن سعادتها الكبيرة بوجودها في هذا الصالون، وشكرها الجزيللنيافة أنبا إرميا إقامة المركز لعديد من الندوات، وبخاصة هذا الصالون للاحتفاء بعيد ميلاد د. “الفقي“،مشيدة بدور د. “الفقي” ومساندته للجامعة البريطانية مدة عشرين عاما وحتى الآن.
وقدم السفير محمد العرابي في كلمته الشكر إلى نيافة أنبا إرميا على دعوته له ومشاركته في هذا الصالون، مهنئًا د. مصطفى الفقي بعيد ميلاده، ذاكرًا كثيرًا من المواقف التي جمعتهما، مشيدًا بالدور الكبير للدكتور “الفقي“ على الأصعدة كافة.
وأشاد المستشار د. خالد القاضي في كلمته بإقامة هذا الصالون وبالترتيب له في أقل من ثماني وأربعين ساعة!! ووصفهبـ”المنتدى العظيم“، وبـأنه “جرس إنذار لأجيال قادمة“،قائلاً:“مصر تحتفي بعلمائها وتقدر من أسهموا طوال سنوات كثيرة جدًّا في بناء الوعي الثقافي والدبلوماسي والوطني، هي سنوات عاشها د. “مصطفى الفقي“ ومايزال.ثمأشاد بدور د. “الفقي” الكبير والعظيم في شتى مناحي الحياة السياسيةوالثقافية.
وحكى الكاتب الأستاذ هاني لبيب في كلمتهقصة أول لقاء جمعهبالدكتور“الفقي“، واصفًاإياه: مفكر وطني من طراز الخاص، دبلوماسي في قدرة غير عادية على التواصل بكل الشخصيات حتى معارضيه، ومقدرة فريدةفي إدارة الحوارات بدرجة عالية، مقدِّرًا جدًّا الحفاظ على الطراز المصري.وأشاد بدعم د. “الفقي“ للمؤسسات الدينية في مصر سواء الأزهر أو الكنيسة في أضعف الحالات أو أقواها، وبمشاركته الفائقة في إدارة الأزمات الوطنية، مضيفًا أنه من أوائل الناس الذين كتبوا عن شعب واحد ووطن واحد، واختتم في إشادةبتقدير د. الفقي للثقافة والحضارة وباعتزازه للمؤسسة الدينية في مصر.