أقامت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، مساء الأربعاء، احتفالاً شعبيًا لبطريرك أثيوبيا الأنبا متياس الأول في ختام زيارته للقاهرة، التي استمرت 6 أيام زار خلالها عددًا من المسئولين على رأسهم الرئيس عبد الفتاح السيسي، ورئيس مجلس الوزراء ابراهيم محلب، كما تخللها التجول بين الأماكن الأثرية مثل الأهرامات وزيارة عدد من الكنائس الأثرية والأديرة.
وتم استقباله بالسلام الوطني وعروض كشفية، كما رفعت أعلام البلدين وصور قداسة البابا تواضروس الثاني والأنبا متياس على واجهة الكنيسة الكبرى بالكاتدرائية، ودخلا الكنيسة على أجراسها وترانيم وصلوات الشمامسة، وقدم الكورال ترانيم باللغة الإنجليزية والعربية تتحدث عن عمق العلاقة بين الكنيستين، وحضر الاحتفال السفير الأثيوبي بالقاهرة محمود درير.
كلمة قداسة البابا الأنبا تواضروس الثاني خلال الاحتفالية بالبطريرك الأنبا متياس الأول بطريرك اثيوبيا بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية
وتحدث قداسة البابا الأنبا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية في كلمته خلال الاحتفال عن “التاريخ الذي يربط بين الكنيستين منذ القرن الرابع الميلادي في حبريه الأنبا أثناسيوس البطريرك الـ 20 بين الباباوات، ورسامته للأب سلامة بطريركًا لأثيوبيا، وصولاً للعلاقة في العصر الحديث”.
كما تناول قداسة البابا في كلمته جزءًا عن تاريخ البطريرك متياس، وقال “إنه دخل للدير راهبًا وهو في عمر الثانية عشرة، عام 1952 ولذلك يحمل عمق الروحانية الديرية وأيضًا كرامات القديسين الذين عاشوا في البراري الأثيوبية”.
وأضاف قداسة البابا “أن بطريرك أثيوبيا زار مصر قبل تولي البطريركية منذ ثلاثين عامًا، ومرة أخرى حال إجراء الانتخابات الباباوية”، مؤكدًا “أن اسم مصر وأثيوبيا ذكرا كثيرًا بالكتاب المقدس ولهذا تحتل موضع القلب لمصر، فإنها كنيسة أفريقية مثلنا”.
وأكد “أن العلاقات بين الكنيسة الأثيوبية والقبطية عميقة والمحبة تسود بين الشعبين، وعلاقتنا تتقوى يومًا فيومًا، ليس بالمجال السياسي فحسب وإنما في شتى المجالات”، مشيرًا إلى “أن الله أوصى بالمحبة للجميع والجوار وإنما لأثيوبيا مكانه متقدمة في تلك المحبة”.
وتابع “المحبة رأس مالنا، وخلال زيارتنا للرئيس السيسي أخطرنا بأنه يرغب في توثيق العلاقات مع الدول الشقيقة وتحديدًا أثيوبيا ونشجع هذا ونثق أن الحكمة والمحبة توصلنا لما يرضي الجميع”.
وأشار إلى “أن ما يربط مصر وأثيوبيا شريان الحياة نهر النيل العظيم الذي هو هبة من الله كالهواء والشمس ولم يصنعه إنسان، وقدمه لنا جميعًا لكي نشكره صباحًا ومساءً”.
وأوضح “أن بطريرك أثيوبيا زار عدة أماكن والتقى بمسئولين وعدد من رجال الأعمال المصريين للعمل على إقامه مشروعات بالأراضي الأثيوبية”.
كلمة قداسة البطريرك الأنبا متياس الأول بطريرك اثيوبيا فى الكاتدرائية المرقسية بالعباسية
ومن جانبه، قدم البطريرك الأنبا متياس الأول، بطريرك أثيوبيا، الشكر لقداسة البابا الأنبا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، لاستعراضه عمق العلاقة التي تربط بين أثيوبيا ومصر والتي تعود لقرون بعيدة.
وقال بطريرك أثيوبيا خلال الاحتفال، “إنه سينقل رسالة لأبناء شعبه من محبة وحسن استقبال المصريين، لتظل وتستمر العلاقات لزمان طويل بين الشعبين المصري والأثيوبي”.
وأكد “أن المحبة والمودة اللتين تربطان بين الأثيوبيين المسيحيين بالكنيسة القبطية قوية للغاية ويعتبرون آباء الكنيسة القبطية آباءهم، فلن تستطيع أي رياح أو عاصفة مهما كانت هز العلاقة بيننا”.
وأضاف “أن المياه التي تجري بأثيوبيا هي عطاء من الله، وسوف تستمر للأبد لأنها أزلية، فإن النهر العظيم “نهر النيل” يربطنا ببعضنا لا سميا الإيمان المشترك والمحبة”.
وشدد على “ضرورة التعاون وتبادل الخبرات حول كيفية تعزيز الأديرة والتعاون في التعليم الكنسي، ومساعدة الكنيستين بعضهما بعض، وتكثيف اللقاءات بينهما، كي ما تتحقق الآمال بالصلوات”، معربًا عن “شكره للبابا تواضروس والحكومة المصرية”.
وتابع “التقيت بشيخ الأزهر الرجل الطيب، وتحدثنا عن التعاون ونشر السلام والمحبة والوئام وهو ما تطرقنا إليه مع كل المسئولين المصريين”، مطالبًا “الحضور بالصلاة لأجله لأنه حزين على مغادرته لمصر بانتهاء الزيارة”.