افتتح بطريرك انطاكية للروم الأرثوذكس يوحنا العاشر كاتدرائية النبي إيليا في منطقة المصفح بأبو ظبي، تمهيدًا للقداس الإلهي ولصلاة تكريسها امس الجمعة، وحضر وزير التسامح الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، يرافقه وفد من أعيان البلد.
ومع إزاحة الستارة عن اللوحة الحجرية التي ارّخت هذا الحدث، دخل غبطته إلى الكاتدرائية مع معالي الشيخ وقصّا شريط الافتتاح على أصوات الزغاريد والترانيم التي علت في آن، وسط حضور لفيف من الشخصيات الدينية والسياسية والدبلوماسية والاجتماعية والإعلامية.
وقد ألقيت كلمات بالمناسبة، افتتحها أسقف الإمارات المطران غريغوريوس خوري الذي عبر عن امتنانه للدولة في ما وصلت إليه كنيسة أنطاكية على أرضها، مؤكدًا على الأخوة الإنسانية التي لم تقف عند حدود الاختلاف في المعتقد وطرق العبادة، بل حولته لمصدر تميّز ونمو للمجتمعات. كما توجّه بالشكر والامتنان لصاحب السموّ الشيخ خليفة بن زايد رئيس البلاد، الذي منح بطريركية أنطاكية هذه الأرض التي بنيت عليها الكنيسة.
أما معالي وزير التسامح الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان فقد أكد على العلاقة الخاصة والمتجددة بين بطريركية أنطاكية وبين دولة الامارات التي تستند دوما الى القيم المثلى والمبادئ المشتركة، التي تصب في صالح الخير العام والتي هي بمثابة سعي مستمر لنشر السلام والمحبة.
كما كانت كلمة للمهندس البير متّى، القتها عقيلته الدكتورة كلير متّى، حيث عبر فيها عن الفرحة العظيمة بإنجاز هذا الصّرح الايمانيّ الكبير الذي تحقق بسخاء دولة الإمارات واسهامات الأصدقاء والمؤمنين، مشيرا الى انها مناسبة للتاكيد على ان بيوت الله هي لكل أبناء الله، معلنًا بدوره عن عبق الانفتاح ومثنيًا على محبة أهل الإمارات.
كانت الكلمة الأخيرة للبطريرك يوحنا العاشر، ومن أبرز ما جاء فيها: “في قلب الإمارات العزيزة غرسنا قلوبنا محبة بتراب هذي الأرض وفي قلبها نعلي اليوم كنيسة مار الياس لنعلن فيها وفي وجدان الكل ان أمارات الفرح والرّضى في قلب الله تعالى تفوح عندما يرى عباده في كل دين على لقيا محبة”.
وقد قدم غبطته لمعالي وزير التسامح هدية تذكارية، داعيًا معاليه ليكرما جنبًا إلى جنب المهندس البير متّى بتقليده وسام القديسين بطرس وبولس برتبة كوموندور، قبل أن ينتقل الحاضرون إلى صالة الكنيسة لتقديم التّهاني بالإفتتاح لغبطته.