وجه البابا فرنسيس الأول، بابا الفاتيكان، الأحد، في إسطنبول، نداءُ مُلحا إلى “وحدة الكنائس الكاثوليكية والأرثوذوكسية المنقسمة منذ ألف عام”، مشددا على أن “ضحايا الحروب والشبان يطالبون بإلحاح بهذه الخطوة التاريخية”. وشارك البابا فرنسيس في قداس بذكرى القديس أندراوس مؤسس الكنيسة الأرثوذكسية الذي أقيم في كنسية “آيا يوري”، في بطريركية فنر للروم الأرثوذكس في إسطنبول. وترأس بطريرك الروم الأرثوذكس، بارثولوميوس الأول، القداس الذي حضره إلى جانب بابا الفاتيكان، وزير الخارجية اليوناني “إيفانغيلوس فينيزيلوس”، وزعيم كنيسة السريان الأرثوذكس في إسطنبول “يوسف جتين”، والحاخام الأكبر لليهود في تركيا “إسحاق هاليفا”. ألقى البابا فرانسيس كلمة جاء بها أن من أهم رغبات الكنيسة الكاثوليكية هي أن تدار بالرحمة، والحب، وأن تتوحد مع الكنيسة الأرثوذكسية. وعقب القداس وقع بطريرك الروم الأرثوذكس بارثولوميوس الأول، وبابا الفاتيكان فرانسيس بيانًا مشتركًا، يحمل النوايا، والاهتمامات المشتركة للزعيمين. وأكد البيان “العزم على تكثيف الجهود لوحدة جميع المسيحيين وفي مقدمتهم الأرثوذكس، والكاثوليك”، مشددًا على “قلق الزعيمين المشترك حيال الأوضاع في العراق، وسوريا، والشرق الأوسط، وتشجيعهم على الحل عبر المصالحة والحوار بدل الاشتباكات لتحقيق الاستقرار والسلام المنشود”. ودعا البيان “كل من يتحمل المسؤولية تجاه مصائر الشعوب إلى تكثيف الجهود إزاء المعاناة التي تعيشها المجتمعات، وتقديم المساعدة للشعوب المنطقة بما فيهم المسيحيين للبقاء في أوطانهم”، مؤكدًا “أن الزعيمين لن يقبلا بشرق أوسط خالٍ من المسيحيين”. وأشار البيان إلى “ضرورة التعاون والحوار بين المسلمين والمسيحيين”، مضيفًا “أنه يتعين على جميع من يحملون النية الحسنة، التضامن في مواجهة المشاكل الخطيرة التي يواجهها العالم اليوم”، مشددًا على “أهمية تشجيع الحوار البناء المبني على الصداقة والاحترام المتبادل بينهم وبين الإسلام”. وقال الحبر الأعظم، في رسالةٍ تُليت أمام بطريرك القسطنطينية المسكوني برتلماوس الأول، أن “الامر الوحيد الذي ترغب فيه الكنيسة الكاثوليكية، وأسعى إليه بصفتى أسقف روما، هو الاتحاد مع الكنائس الأرثوذوكسية” وأضاف البابا أن “الكنيسة الكاثوليكية لا تنوي فرض أى مطلب، باستثناء قانون الإيمان المشترك، ونحن مستعدون للبحث معا في الإجراءات التي تضمن الوحدة الضرورية للكنيسة في الظروف الحالية”. وأوضح: “ترتفع فى العالم اليوم أصوات لا نستطيع ألا نستمع إليها، وتطالب كنائسنا بأن تجسد حتى النهاية معاني أن نكون تلامذة الرب يسوع المسيح”. في سياقٍ متصل، دافع البابا فرنسيس، والبطريرك المسكوني الأرثوذكسي برتلماوس الأول، بحزم، عن “المسيحيين المهددين بهجمات الجهاديين في العراق وسوريا”، وأكَّدا أنهما لن يقبلا مطلقا بـ”شرق أوسط بدون المسيحيين”. وقال الحبر الأعظم، وبطريرك القسطنطينية المسكوني، في اليوم الثالث والأخير للزيارة البابوية إلى تركيا: “لا يمكننا القبول بشرق أوسط بدون المسيحيين الذين يمارسون عقيدتهم فيه منذ ألفي سنة”.