منحت فرنسا حق اللجوء لـ 1500 من مسيحيي الشرق منذ الصيف الماضي. وقد استقبل الرئيس هولاند عددًا منهم يوم السبت ودعاهم لأن يفيدوا فرنسا، بينما قال وزير الداخلية إن “المسيحيين من أوائل ضحايا التطهير الديني الذي تسعى داعش لفرضه”.
وأعلنت وزارة الداخلية الفرنسية، يوم السبت “أن فرنسا منحت 1500 تأشيرة لجوء لمسيحيين من الشرق منذ نهاية يوليو الماضي عندما أعربت الحكومة عن عزمها تشجيع استقبال أفراد من هذه “الأقليات المضطهدة”.
وأوضحت الداخلية الفرنسية خلال احتفال لاستقبال مسيحيين آتين من العراق وسوريا السبت بحضور الرئيس فرنسوا هولاند “أنه تم منح 1500 تأشيرة لجوء وقد وصل ألف شخص حتى الآن إلى فرنسا”.
وقال الرئيس الفرنسي “أود أن أرحب بالاندماج التام وهو اندماجكم، هذه الرغبة في أن تكونوا هنا في فرنسا، وأن تقدموا مواهبكم وثقافتكم ورغبتكم في أن تكونوا مفيدين لفرنسا لأنكم مفيدون لفرنسا”.
ووفقًا لوكالة أنباء “أ.ف.ب”، دعي حوالي 200 شخص وصلوا من العراق أو من سوريا إلى هذا الاحتفال الذي أقيم في حدائق وزارة الداخلية الفرنسية.
ووجه وزير الداخلية برنار كازنوف حديثه للحضور قائلًا “أنتم جميعا على الرحب والسعة”، مشيرا إلى “أن المسيحيين هم بين الضحايا الأوائل للمشروع الإجرامي للتطهير الديني الذي تسعى داعش إلى فرضه على مجمل الأراضي الذي يسيطر عليها اليوم”.
وأضاف كازنوف “لا يمكن لأحد أن يبقى غير متأثر بالمصير المأساوي لمسيحيي الشرق، وبالأخص فرنسا التي لا يمكن أن تكون أقل تأثرًا”، مذكرا “بأن 90 في المائة من المسيحيين غادروا العراق بين 2003 و2014 وأن أكثر من 300 ألف فروا من سوريا من 2011 إلى 2014”.
وعلى الجانب الآخر، رأى النائب نضال طعمة عضو كتلة “المستقبل” في البرلمان اللبناني “أنه في معمعة الانتظار القاتل في مخاض هذا الشرق، يمر قرار بمنح تأشيرات لعدد من المسيحيين المشرقيين إلى إحدى الدول الأوروبية، وبغض النظر عن تقييم العدد، فالمسيحيون في هذا الشرق لا يحتاجون إلى تأشيرات هجرة، بل يحتاجون إلى ثباتهم في أرضهم، وبقائهم نبضا يلون هذا الشرق ببريق رسالة، التزموها حتى رمق الحرية الأخيرة”.
وتابع وفقًا لموقع “النهار” اللبناني، “رسالة المسيحيين أن يسكبوا قيم جمالاتهم لتتلاقى مع جمالات كل مكونات هذا الشرق الغنية، ويكرسوا محبتهم خدمة لجميع الناس. فلماذا الرحيل وإلى أين؟ فالأرض كلها أمست هدفًا للتطرف، والشهادة للحق رسالة عدالة في كل زمان ومكان”.
وأضاف “أن الدور الحقيقي الذي يمكن أن تلعبه الدول الأوروبية والغربية، هو دعم المسار الحقيقي للديمقراطيات الفتية في هذا الشرق، في وجه الديكتاتوريات المعشعشة في مفاصله، وفي وجه نزوات التطرف التي تشوه تاريخه وقيمه. وإذ يحاول المستبدون اليوم، أن يقدموا أنفسهم كضمانة لحد الزحف التكفيري، يتفرج أنصار الحرية المفترضين في العالم، فيما ننتظر منهم التوفيق بين مصالحهم ومبادئهم، بالحد الأدنى من الانسجام بين ما يقولون وما يفعلون، باحترام شعاراتهم الجميلة التي يسوقونها لشعوبهم، وربما دورنا على المستوى المحلي ان نرفع الصوت أكثر في ما يخص قيم احترام حقوق الإنسان”.