قراءة إنجيل هٰذا الأحد من (يوحنا ٦: ٥-١٤) عن معجزة “إشباع الجُموع”. فكما ذكرنا: أن الله هو الراعي الأعظم لأولاده، وهو يعرِف حاجاتهم الجسدية والنفسية والرُّوحية، ويُشبعهم بها، كما رعى شعبه في البرِّية وأطعمهم طوال أربعين عامـًا. وفي معجزة “إشباع الجموع”، نجد القديس “أندراوس”، تلميذ السيد المسيح، متحيرًا أمام كيفية توفير طعام لهٰذا العدد الغفير من الناس، إذ يجد أن كل ما لديه خمسة أرغفة وسمكتان فقط، وهٰذا لن يغيِّر في الأمر شيئـًا: “هنا غلام معه خمسة أرغفة شعير وسمكتان، ولٰكن ما هٰذا لمثل هٰؤلاء؟”؛ وهٰكذا في كثير من الأحيان يتعرض الإنسان لمشكلات، أو تكون له حاجات تفوق ما لديه، فيشعر بإحباط شديد، وربما يعتريه اليأس إذ يرى عظم مدى المشكلة وقلة ما لديه.
لذٰلك أراد السيد المسيح أن يقدِّم تعليمـًا عمليـًّا عن بركة الرب التي تُغْني، فأشبع جميع الحاضرين ـ وكانوا يُعدَّون بالآلاف ـ من الخمسة خبزات والسمكتين. وهٰكذا دائمـًا الله مع أبنائه: فهو الذي بارك “إبراهيم” فكان له غنًى عظيم ومواشٍ كثيرة حتى إن الأرض لم تحتمل أن يعيش هو وابن أخيه “لوط” معـًا، وقال عنه “أليعازر الدمشقيّ”: “الرب قد بارك مولاي جدًّا فصار عظيمًا”، أيضـًا بارك الله “إسحاق”: “وزرع إسحاق في تلك الأرض، فأصاب في تلك السنة مئة ضعف، وباركه الرب. فتعاظم الرجل وكان يتزايد في التعاظم حتى صار عظيمًا جدًّا.”، وأمر الله الشعب بألا يزرعوا الأرض في السنة السابعة بل تكون راحة للأرض، ثم يقول للشعب: “وإذا قلتم: ماذا نأكل في السنة السابعة إن لم نزرع ولم نجمع غلتنا؟ فإني آمُر ببركتي لكم في السنة السادسة، فتَعمَل غلة لثلاث سنين. فتزرعون السنة الثامنة وتأكلون من الغلة العتيقة إلى السنة التاسعة.”، و”سُلَيمان النبيّ” الملك كان أعظم ملوك الأرض، وكثيرون جدًّا.
إن جميع من وثِقوا بالله صارت لهم بركات كثيرة جدًّا في الحياة؛ فثق أنه مهما كان ما لديك قليل فإنه بين يدَي الرب كثير جدًّا.
الأسقف العام رئيس المركز الثقافيّ القبطيّ الأُرثوذكسيّ