عقد الأسبوع الماضى فى ضيافة قداسة البابا تواضروس الثانى اللقاء الحادي عشر لرؤساء الكنائس الأرثوذكسية الشرقية بالشرق الأوسط بحضور العائلة الارثوذكسية الكنيسة القبطية الارثوذكسية، الكنيسة السريانية الأرثوذكسية، و الكنيسة الارمنية الارثوذكسية ونص البيان الذى وقع عليه جميع الاباء رؤساء الكنائس و الذى جاء كالتالي:
بإسم الآب والأبن والروح القدس، إله واحد آمين
نحن البابا الأنبا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، والبطريرك مار أغناطيوس أفرام الثاني، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق، والكاثوليكوس آرام الأول، كاثوليكوس الأرمن لبيت كيليكيا الكبير، نقدم الشكر لربنا يسوع المسيح، لأنه أعطانا أن نصلي ونتباحث معاً في المسائل والأمور ذات الإهتمام المشترك وذلك في كاتدرائية القديس مرقس الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بالعباسية في القاهرة بمصر. وهذا هو اللقاء الحادي عشر إننا نلتقي رسمياً كرؤساء لهذه الكنائس في إطار علاقتنا الوثيقة. التي تأسست سنة 1997 م.
نحن نذكر في الصلاه رحيل الآباء البطاركة ذوي الذكرى المباركة قداسة البابا شنوده الثالث وقداسة البطريرك مار أغناطيوس زكا الأول ، اللذان مع قداسة الكاثوليكوس آرام الأول أطال الرب حياته، قد أنشأوا هذا اللقاء الرسمي ولجنته الدائمة.
قدمت التهنئة لصاحب القداسة البابا الأنبا تواضروس الثاني ولصاحب القداسة البطريرك ما أغناطيوس آفرام الثاني لتتويجهما البطريركي.
أن محبة الله، والإلتزام بالقيم الإنسانية، وبالأرتباط بالأوطان، وبالعيش المشترك مع الآخرين بمسئوليات وحقوق مختلفة هو مبادئ أساسية مسيحية
إن المسيحيين كمواطنين أصليين في الشرق الأوسطهم جزء متكامل وغير متجزء من المنطقة. ولذلك فإن حفاظهم على إيمانهم وثقافتهم، وتقاليدهم، ولغاتهم، وأماكنهم المقدسة هو في غاية الأهمية.
نحن مشغولون بالحضور المسيحي في الشرق الأوسط، في ضوء التطورات الأخيرة الأليمة في المنطقة، والتي نشأ عنها تشريد واقتلاع مئات الآلاف المسيحيين عن أوطانهم وخاصة في الموصل وسهل نينوى وصدد وسهل خابور وأماكن آخرى في العراق وسوريا. واجه الكثيرون العنف والإضطهاد والموت لسبب إيمانهم. وتم هدم كنائس، وأديرة، ومدارس، ومراكز خدمة إجتماعية وآثار وأماكن ذات قيمة تراثية ودينية. ولقد صدم المجتمع الدولي بإستشهاد الواحد وعشرون مصرياً مسيحياً قبطياً الأبرياء الذين ذبحوا في فبراير الماضي على الشاطئ الليبي. ونحن نصلي إلى الله القدير ليقوي إيمان شعبنا ومن أجل راحة شهدائنا في سلام، مقدمين التعازي لأسرهم وللكنائس.
إن شهداء الإيمان الحقيقي بالمسيح هم بالتأكيد شهداء للكنيسة الجامعة
إننا نعبر عن إهتمامنا العميق بإختطاف مطراني حلب يوحنا إبراهيم وبولس يازجي مصلين لإطلاق سراحهم الفوري وطالبين من الكنائس والمجتمع العالمي أن يواصلوا بذل جهودهم في هذا الشأن.
نهنئ الكنيسة القبطية الأرثوذكسية لإعلان قداسة البابا كيرلس السادس (116) بقرار من المجمع المقدس في جلسة يونيو 2013 م.
وبسرور كبير تم افادتنا بأنه في أثناء الزيارة البطريركية لقداسة مار أغناطيوس آفرام الثاني لهذا سيتم تكوين لجنة مشتركة للسعي لأستعادة السلام والمصالح في الكنيسة السريانية الرثوذكسية في مالاتكارا.
وبسرور خاص تم افادتنا أيضاً أنه بناء على دعوة من الكنيسة القبطية الأرثوذكسية سيلتقي في القاهرة وفد يمثل المجمع المقدس للكنيسة الإريترية الأرثوذكسية التوحيدية، للبحث عن حل لمشكلة الإقامة الجبرية المفروضة على قداسة ” أبونا أنطونيوس الأول” البطريرك الثالث للكنيسة الإريترية.
نحن نهنئ الكنيسة الأرمنية الأرثوذكسية لعقد اجتماعات مشتركة لإساقفة الكاثوليكوسينين.
نحن نشجع اللجان الفرعية (لجنة الكليات الإكليريكية والعلوم اللاهوتية، ولجنة الطباعة والنشر، ولجنة الشباب) ، أن يواصلوا بمجهودات متجددة نشاطهم.
وفي سعينا نحو وحدة الكنيسة، فإننا نشجع إشتراك كنائسنا في عدد من الحوارات الثنائية الدولية اللاهوتية الرسمية :
أ- الحوار مع الكنيسة الكاثوليكية: عقدت اللجنة العالمية المشتركة للحوار اللاهوتي بين الكنيسة الكاثوليكية والكنائس الأرثوذكسية الشرقية اجتماعها الثاني عشر في روما 24 – 31 يناير 2015م. وأنهت اللجنة ورقتها بشأن “ممارسة الشركة في الحياة الكنسية في القرون الأولى وتأثيرها على سعينا نحو الشركة اليوم”، وتم رفعها إلى السلطات في كنائس الجانبين للدراسة وإتخاذ اللازم.
ب- الحوار مع الكنيسة الأرثوذكسية: بدعوة من رئيسي الحوار المشاركين للجنة المشتركة للحوار اللاهوتي الرسمي بين الكنيسة الأرثوذكسية والكنائس الأرثوذكسية الشرقية، وفي الضيافة الكريمة التى لقداسة البطريرك المسكوني بارثلماوس، التقت مجموعة عمل من ممثلين رسميين للكنائس في أثينا باليونان 24 – 25 نوفمبر 2014م ليضعوا خارطة طريق للعمل المستقبلي للجنة الحوار.
ج- الحوار مع عائلة الكنائس الإنجليكانية: عقدت اللجنة اللجنة العالمية للحوار بين الإنجليكان والأرثوذكس الشرقيين إجتماعها الثالث من 13- 17 أكتوبر 2014م في مركز مارمرقس بمدينة القاهرة – مصر. وقد أستكملت اللجنة حوارها حول طبيعة المسيح ( الكريستولوجي) وحول الروح القدس وإنبثاقه وعمله.
نحن نرحب بالإقتراح الخاص بتثبيت وتوحيد موعد عيد القيامة المجيد وندعو كل الكنائس أن يعطوا إهتماماً جدياً لهذا الأمر.
تم إفادتنا عن اللقاء الأخير الخاص باللجنة التنفيذية لمجلس كنائس الشرق الأوسط التي إجتمعت في الأردن 22-23 يناير 2015م ونحن نؤيد تماماً رسالة هذا المجلس في المنطقة.
نحن نشجع لجنة الإيمان والنظام في مجلس الكنائس العالمي أن تستمر بهيكلتها الجديدة في عملها سعياً نحو الوحدة المنظورة للكنائس وفي دراستها للإلتزام الأخلاقي في المسيحية.
تم إفادتنا عن الدعوة التي أرسلت إلى أعضاء اللجنة الدائمة للتعاون بين الكنائس الأرثوذكسية الشرقية والكنيسة الأرثوذكسية من جانب مع الأتحاد العالمي لجمعيات الكتاب المقدس لعقد إجتماع في القسطنطينية 14-17 أبريل 2015م، ونجد أن من الأهمية مواصلة هذا التعاون في منطقتنا.
نحن نرحب باللقاء الأول الذي تم بين قداسة البابا تواضروس الثاني مع قداسة البطريرك المسكوني برثلماوس أثناء إحتفال منظمة بروأوينتا باليوبيل الذهبي لإنشائها 6 نوفمبر 2015 م في فينا.
لقد بحثنا إمكانيات تنظيم لقاء للكنائس الأرثوذكسية الشرقية والكنيسة الأرثوذكسية في الإسكندرية في عام 2017 م لمناقشة المسائل الإجتماعية والمبادئ الأخلاقية والأهتمامات التي تواجه كنائسنا.
وأيضاً نحن ندعو ندعو رؤساء الكنائس في الشرق الأوسط في عام 2016 م، لمناقشة الأهمية البالغة والحياتية للوجود المسيحي والشهادة المسيحية في المنطقة.
ولقد إعتبرنا أن العام 2015 هو اليوبيل السنوي المئوي الأول لمجازر الآرمن والسريان وسوف يرأس قداسة الكاثوليكوس كاراكين الثاني وقداسة الكاثوليكوس آرام الأول إحتفال إعلان قانونية الشهداء المليون ونصف في مجزرة الأرمن في إتشميازين بارينيا 23 أبريل 2015. وسوف يحضر رؤساء الكنائس الأرثوذكسية الشرقية وممثلو الكنائس في هذا الإحتفال.
نحن نرحب بتكوين مجلس كنائس مصر في سنة 2013 م.
ونحن نهنئ مصر ورئيسها فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي للنجاح الكبير الذي حققه الالمؤتمر الإقتصادي ونصلي من أجل الأزدهار والسلام في مصر.
وفيما نختم لقائنا الحادي عشر ، نود أن نعبر عن شكرنا الحار لصاحب القداسة البابا الأنبا تواضروس الثاني لكرم ضيافته.
ونرسل بركتنا الرسولية لشعب كنائسنا ونصلي من أجل السلام في الشرق الأوسط وكل العالم.
البابا الأنبا تواضروس الثاني
بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية
مار أغناطيوس أفرام الثاني
بطريرك أنطاكية وسائر المشرق
آرام الأول
كاثوليكوس الأرمن لبيت كيليكيا الكبير