حثَّ بطاركة من الشرق الاوسط أثناء اجتماع لهم في سوريا، أمس، المجتمع الدولي على “مساعدة المسيحيين على البقاء في المنطقة”، وقالوا إن “الوقت حان لمواجهة الأفكار المتشددة التي يتبناها إسلاميون متطرفون، مثل تنظيم الدولة الاسلامية”.
وأضاف رؤساء خمس كنائس مسيحية شرقية أنطاكية، في الاجتماع الذي عُقِد في مدينة دمشق، أنه “يجب تجفيف النبع الفكري للنزعة الإسلامية المتشددة من خلال تعميم ثقافة الانفتاح والسلام وحرية المعتقد”.
وخاطب البطاركة، بحسب وكالة “رويترز”، مساء أول أمس، في بيانٍ، رعاياهم قائلين: “ندعوكم أيها الأحباء أن تواظبوا على أطيب العلاقات مع إخوتنا المسلمين، شركائنا في الوطن والمصير، والذين نعيش معهم في هذه الأرض، والذين نتقاسم وإياهم في هذه الأيام ويلات العنف والإرهاب الناتجين عن الفكر التكفيري، وعبثية الحروب التي تؤججها مصالح الكبار، مستخدمة تفسيرا مغلوطا للدين.”
وطالب البيان المجتمع الدولي “بتحمل مسؤولياته في إيقاف الحروب الدائرة وإيجاد حلول سلمية”، وتابع: “ندعو كل مَن يَدَّعي الاهتمام بمصيرنا إلى أن يساعدنا على البقاء والتجذر في أرضنا؛ من أجل حراثتها وتنميتها، والاستفادة من خيراتها، لا أن يسهل نهب تراثنا وخيراتنا، وتدمير حضارتنا، واستعباد إنساننا، أو إرغامه على الهجرة. ونطلق الصرخة، ونطالب أيضا، بدعم أسس الاستقرار في كل انحاء المنطقة.”
وجاء في البيان”: “إننا أصليون في هذه الأرض، ومتجذرون بترابها الذي سُقِي بعرق جبين آبائنا وأجدادنا. ونؤكد أكثر من أي يوم مضى أننا باقون فيها؛ لنبنيها مع شركائنا في المواطنة.”
ويُشكل توسع تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا- داعش، تهديدا كبيرا لكلٍّ من الأقليات الدينية والمسلمين الذين لا يتفقون مع رؤية التنظيم المتطرفة. وفرَّ مسيحيون يعيشون في الموصل من العراق العام الماضي؛ خوفا من الاضطهاد، حين استولت الجماعة المتشددة على المدينة.
واختطفت الدولة الإسلامية هذا العام مسيحيين في شمال شرق سوريا، ونفذت قتلا جماعيا لعدد من الأقباط المصريين في ليبيا.
حضر الاجتماع الذي عُقِد في الكنيسة المريمية في مدينة دمشق القديمة البطاركة الخمسة لكنائس أنطاكية مار بشارة بطرس الراعي، بطريرك أنطاكية، وسائر المشرق للموارنة، ومار أغناطيوس أفرام الثاني، بطريرك أنطاكية، وسائر المشرق للسريان الأرثوذكس، وغريغوريوس الثالث لحام، بطريرك أنطاكية، وسائر المشرق والإسكندرية وأورشليم للروم الملكيين الكاثوليك، ومار أغناطيوس يوسف الثالث يونان، بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، بالإضافة الى سفير الفاتيكان في سوريا، بدعوة من البطريرك يوحنا العاشر، بطريرك أنطاكية، وسائر المشرق للروم الأرثوذكس.