رغم ما حمله عام 2014 من تطلعات لأقباط مصر، وتحديدا أقباط الصعيد، خاصة بعد المشاركة الكثيفة في كل الاستحقاقات الوطنية، كان الحصاد مريرا، وأثبتت الأحداث على أرض الواقع أن الأقباط هم مَن يدفعون كل فواتير التطرف. مدينة كوم أمبو بأسوان وقد شهدت مدينة كوم أمبو بأسوان عددا من الحوادث المؤسفة على مدار عام 2014. ففي بداية العام، تم الاعتداء على عددٍ من صيدليات الأقباط بالمدينة، أولها أسفر عن مقتل فتاة قبطية تُدعى “مادلين وجيه”، كانت تعمل بـ”صيدلية المحبة”، المملوكة للدكتور “سمعان فوزي إسكندر”، حيث اعتدى مجهولون على اثنين من العاملات بالصيدلية، أصيبت إحداهن بطعنة في الكتف، نُقِلت على إثرها إلى مستشفى كوم أمبو المركزي، ولفظت أنفاسها الأخيرة. ثم انتقل ذات المعتدين إلى صيدلية أخرى، بذات الحي، على بُعد أمتار، وهي صيدلية مملوكة للدكتور “مايكل بدير”، وتعدوا على العاملين هناك، ثم فروا هاربين. كما تم الاعتداء على شاب قبطي يُدعى “جرجس نبيل”، بالسنج والمطاوي، يعمل أيضا بصيدلية مملوكة لقبطي بذات المدينة، وأصيب إصابات بالغةٍ، وتم سرقة مبلغ مالي، وبعض الأدوية. كما تم اختطاف تاجر أخشاب قبطي، يُدعى “مهني ميلاد ناشد”، 45 سنة، بعد أن أطلق مجهولون أعيرة نارية لإرهاب المواطنين، وتم طلب فدية من أسرته. وتعرض شاب قبطي آخر يُدعى “ريمون مكرم” لسطو مسلح، واعتداء بالضرب، بكوم أمبو، وذلك في أثناء عودته إلى منزله، حيث كان يستقل دراجته النارية، ومعه حقيبة بها مبلغ من المال، وكروت شحن، وخطوط محمول، بإجمالي حوالي 170 ألف جنيه. كما قام أهالي قرية العليقات بكوم أمبو، بمنع الأقباط من خارج القرية، من الدخول إليها؛ لحضور الاحتفال بليلة عيد السيدة العذراء بالكنيسة الوحيدة التي تحمل اسمها بالمدينة، وتخدم عدة قرى مجاورة. وفي ذكرى فض اعتصامي رابعة والنهضة، قامت مسيرة تابعة لجماعة الإخوان، بشارع الكورنيش بأسوان، بإشعال النيران في محل مجوهرات “سيجال”، المملوك لأقباط، وكذلك عقار ملك لمواطن قبطي يُدعى “متى رزق”. ويرى مراقبون أن “الدولة تورطت، بشكل أو بآخر، في زيادة معاناة الأقباط؛ حيث انصاعت لاشتراطات المتشددين في قضية الماريناب بأسوان، حين قاموا بالتجمهر أمام كنيسة المريناب بعد إعادة بنائها؛ لمنع الصلاة بها، وتم إغلاقها، وهي الكنيسة التي كانت الشرارة الأولى لأحداث ماسبيرو الدامية”. مركز “أرمنت” بالأقصر كما شاركت الدولة في إغلاق مدارس الأحد بمركز “أرمنت” بالأقصر؛ على خلفية اتهام شاب قِبطي بازدراء الأديان؛ حيث شهد مركز أرمنت، خاصة قرى المحاميد قبلي وبحري، العديد من الأحداث المؤسفة، بدأت باتهام الشاب “كيرلس شوقي” بأنه “ضغط لايك” على صورة قيل إنها مسيئة للإسلام، وتم على إثرها تجمهر عدد كبير من المتشددين بالقرية؛ في محاولة للفتك به، وتم تحويله لمحاكمة عاجلة، وتم الحكم عليه بالسجن لمدة 6 سنوات، وكفالة 6 آلاف جنيه، وتم تأييد الحكم في الاستئناف. وعقب ذلك، تم إغلاق جميع القاعات التي تُستخدم كمدارس للأحد بالقرية، وتم إشعال النار في عدة منازل ومحال مملوكة للأقباط. كما تم اتهام أمين شرطة مسيحي يُدعى “ثابت فتحي” بحرق منزله، وتمت مساومته على إغلاق مدارس الأحد في مندرة يمتلكها؛ مقابل إخلاء سبيله، وبعد إغلاق المندرة، تم تقديمه للمحاكمة. كما تم الحكم أيضا على المدرسة “دميانة عبيد”، بمركز أرمنت، بالحبس لمدة 6 شهور؛ بتهمة “ازدراء الأديان”، بعد أن شهد أطفالٌ ضدها، ولم يُلتَفت إلى شهادة مدير المدرسة، أو موجِّه المادة. فيما أصبحت قضايا الازدراء “سيفا مسلطا” على رقاب البسطاء من أقباط الصعيد، يستخدمها المتشددون لإشعال الموقف في عددٍ من قرى الصعيد. محافظة قنا أما بخصوص حالات الخطف وطلب فدية، فكان لمحافظة قنا النصيب الأوفر؛ فقد وصلت حالات الخطف، منذ أحداث ثورة 25 يناير فقط، إلى 72 حالة. وقال صفوت سمعان، مدير مركز “وطن بلا حدود” لحقوق الإنسان بالأقصر، إن “هناك العديد من حالات الخطف للأقباط في الصعيد، وسط تعتيم إعلامي، ورفض القيادات الأمنية الاعتراف بالرقم الحقيقي للمخطوفين، والإدعاء في بعض الحالات أن الخطف نتيجة لتسديد ديون، أو ما شابه”. وأضاف قائلا: “لم يتغير شىء إطلاقا، فبعد أن أسقطنا الدولة القديمة، وشاركنا بقوة في كل الاستحقاقات الانتخابية، استمر الحال على ما هو عليه، بل ازداد سوءا، من خطف وقتل وجلسات صلح عرفية، ومنع بناء كنائس، وإعاقة وصول المصلين، وقضايا ازدراء أديان، وخطاب ديني مازال يحض على الكراهية والتحريض والتكفير”، قائلا: “نحن في انتظار القادم، ربما يكون أفضل”.
حصاد 2014 بالمنيا: 43 حالة خطف.. قتيلان بليبيا.. حرق ثلاث كنائس.. قال الناشط الحقوقي عزت إبراهيم، مدير مركز الكلمة لحقوق الإنسان بالمنيا، “إن أحداث 2014 بدأت بالعديد من حالات خطف الأقباط، التي وصلت إلى 43 حالة حسب الرصد الرسمي للمركز جميعهم على الهوية الدينية أبرزهم الطفل بيتر ناجي 4 سنوات بملوي وقتل كيرلس عبد الملاك وعطا خليفة رغم دفع الفدية وتورط برلماني سابق في الأخير،وإصابة آخر بعاهة مستديمة ما دفعنا ووفد من حزب المصريين الأحرار لمقابلة مسؤولين بوزارة الداخلية، وثبت تورط أفراد أمن وقام اللواء هشام نصر مدير إدارة البحث الجنائي بإقصائهم. كما تجرأ “رضا عيسى جبريل” أمين شرطة بمركز سمالوط بإشهار سلاحه الأميري في وجه القس اسطفانوس شحاته راعي كنيسة الأنبا كاراس والبابا كيرلس بمنطقة شقراني وتهديده بالقتل إذا ما حاول الكاهن دخول الكنيسة للصلاة بها. قرية جبل الطير بسمالوط وفي قرية جبل الطير بسمالوط، والتي تعرض أقباطها للتعذيب على أيدي رجال الداخلية بعد تجمعهم أمام نقطة الشرطة للمطالبة بإعادة إيمان صاروفيم من يد خاطفيها، وقال مختار يونان أحد أهالي القرية “إنه فوجئ باقتحام قوات الأمن للمنازل والتعدي على من بداخلة وتحطيمه وفقدان مبالغ مالية 37 ألف جنيه وإلقاء القبض على 37 والإبقاء على12 وقد فاجأت السيدة إيمان الجميع بعودتها عقب إعلان وزير الداخلية إشهار إسلامها وأكدت تعرضها للخطف على يد مسلم. احترقت ثلاث كنائس فيما احترقت ثلاث كنائس بقرية داقوف بسمالوط وقرية شرارة بأبو قرقاص، وأشعل مجهولون النيران بغرفة القربان لتفجير أنابيب الغاز بكنيسة مار جرجس بجزيرة شارونة بمغاغة، وقال المهندس بيتر إلهامي، المتحدث الإعلامي باسم المطرانية “إن الحريق كاد أن يتسبب في تفجير أنابيب البوتاجاز الموجودة داخل غرفة عمل القربان، والتي كانت ستؤدي إلى حرق الكنيسة ومنازل الأقباط الملاصقة لها من الناحية الغربية، لولا تدخل الأهالي وإنقاذ الموقف، وتم تحرير المحضر رقم 45 أحوال مغاغة”. اعتداءات على الأقباط كما وقعت اعتداءات على الأقباط أمام كنيسة “مار جرجس” بعزبة يعقوب البحرية بسمالوط وألقي القبض على 14 قبطيًا تم ضربهم أمام الكنيسة على أيدي قوات الأمن إرضاءً للأهالي من المسلمين إثر حدوث مشادة كلامية بينهم لقيام الطرف المسيحي باستكمال الكنيسة وتم تحرير المحضر رقم 6683 إداري. قتل الأقباط كما قتل قبطيان من المنيا بدولة ليبيا على أيدي أنصار الشريعة بقرية الشيخ تلاته والثاني بجبل الطير بسمالوط، وقال كرم فوزي “إن شقيقه سلامة 22 سنة صاحب محل خضروات بمنطقة الماجوري ببني غازي تعرض لإطلاق نار على يد أنصار الشريعة هناك دون سبب”، موضحًا “أنه وجميع أشقائه يملكون محلًا لبيع الخضروات هناك وأنهم يتعرضون دائمًا لاستفزازات من المتشددين وأن ظهور إشارة الصليب قد تتسبب في قتل المواطن المصري، وفي قرية جبل الطير قتل بولا سمير 22 سنة شاب أثناء محاولته الهروب من الأراضي الليبية إلى مصر عقب سيطرة أنصار الشريعة على المنطقة الساكنين بها وتبادل الاشتباكات المسلحة بينهم وبين الجيش الليبي النظامي”. كما أصدرت محكمة جنايات المنيا حكمًا بإعدام كل من ياسر رفعت عزيز وبباوي مكرم نجيب مرقص في قضية أحداث شغب العدوة التي قامت بها عناصر جماعة الإخوان المسلمين عقب فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة وفي نفس الوقت أصدرت محكمة أخرى براءة 116 اخواني من تهمة الاعتداء على أقباط دير مواس. عدم انتهاء المرحلة الأولى من من التجديد للكنائس المحترقة عقب فض اعتصامي ربعة أما على صعيد الكنائس المحترقة عقب فض اعتصامي الإخوان في أغسطس قبل الماضي، لم تنتهِ حتى الآن المرحلة الأولى من التجديد، والتي شملت الكنيسة المعمدانية ببني مزار، وكنيسة الأمير تادرس بالمنيا، والكنيسة الإنجيلية بملوي، وكنيسة مارجرجس ببلهاسة بمغاغة، ومدرسة راهبات القديس يوسف، والتي انتهى الجزء المعماري بها، ويتبقى تشطيبها، ويتم الصلاة بها بشكل طبيعي. فيما لا تزال باقي الكنائس والمنشآت القبطية الأخرى تنتظر المراحل التالية، وعلى رأسها كنيسة السيدة العذراء الأثرية بقرية دلجا بديرمواس. وقال نيافة الأنبا أغابيوس، أسقف المطرانية، إن “الكنيسة المحترقة ترجع إلى القرن الرابع، وعمرها 1600 سنة، وإن الإدارة الهندسية تعهدت بالبَدء في عملية البناء في المرحلة الثانية، ولكن لم يبدأ حتى الآن” وأضاف أن “منزل راعي الكنيسة، بالإضافة إلى منازل باقي الأقباط التي حُرقت، تم إعادة بنائها مرة أخرى، من قِبل رجال الأعمال الأقباط، والهيئات والمؤسسات القبطية بكافة طوائفها” فيما احتفلت الكنيسة الكاثوليكية، بتدشين كنيسة “العائلة المقدسة” بملوي، بعد انتهاء القوات المسلحة من إعادة الإعمار بالكنيسة ومبنى الخدمات الملحق بها بعد تعرضها للنهب والحرق عقب فض اعتصامي رابعة والنهضة. وأكد البطريرك إبراهيم إسحق، بطريرك الأقباط الكاثوليك أثناء الاحتفال “أن إعلان السيسي كان بكل تلقائية أن الكنائس كلها وكل دور العبادة التي تم تخريبها ستبنىبإمكانيات الدولة والجيش، لأن الجيش هو حامي دولتنا المصرية”.