ألمح منذ فترة نقدًا واسعًا، وكذلك مديحًا كبيرًا للمركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي، وما يقدمه من خدمات للأقباط وللكنيسة وللبحث العلمي بصورة عامة …
الحقيقة في هذا البوست أنا لا أنتقد ولا أمدح، ولا أتبنى وجهة نظر بعينها
لكن أصف تجربتي الشخصية البسيطة مع المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي بكل أمانة
منذ عدة سنوات، أظن 2017-2018 احتجت وعدد من طلابي لبعض المراجع، وكان عدد من طلابي يصعب عليهم الدخول لمكتبات المعاهد الأجنبية لأسباب اجرائية، فنصحتني احدى طالباتي بالاستعانة بمكتبة المركز الثقافي القبطي ولو بشكل مؤقت إلى حين انهاء الاجراءات الورقية لبعض طلابي فيما يتعلق باستعمال مكتبات المعاهد الأجنبية بالقاهرة
وبالفعل حضرت إلى القاهرة في جمع من طلاب الدراسات العليا، أحب أن أشير إلى أن أغلبهم ليسوا من المسيحيين، لا لأي سبب، ولكن لكي تتضح أمور الاجراءات في المركز
دخلنا إلى الكاتدرائية بعد أن أوضحنا للأمن سبب مجيئنا، ولم تكن هناك اجراءات احترازية ولا أمنية مشددة آنذاك … ولم يكن لنا موعد مسبق بمكتبة المركز
في مكتبة المركز تعرفوا علينا، وسجلوا بياناتنا كاجراء معتاد بأية مكتبة، ومن ثم شرحوا لنا شرحًا قصيرا عن المكتبة ومحتوياتها واستعمالها
وقد استفدت جدًا مع من صاحبوني في هذه الزيارة بثلاثة أشياء أساسية هي:
1- خدمة الميكروفيلم المتاحة هناك، والمركز يمتلك عدد كبير من ماكينات الميكروفيلم الحديثة، وقد سُمح لنا باستخدمها بكل يسر، والاطلاع على عدد كبير من المخطوطات، صحيح أن تلك المخطوطات كانت مفهرسة بطريقة غير معتادة مبنية على المحتوى فقط، لكن لا بأس لقد تمكنت من الوصول لما أريد بيسر.
2- الكتب القديمة والنادرة المتاحة بالمركز، وقد سمح لنا باستعمالها وبتصوير بعض صفحاتها لكن ليس بالكامل. وبعض من أغلفتها في المرفقات.
3- سُمح لنا بالاطلاع وتصوير بعض من الرسائل غير المنشورة من عدد من الجامعات المصرية وكذلك من عدد من المعاهد التابعة للكنيسة القبطية، والحقيقة هذا بالذات كنز حقيقي لصعوبة الحصول على هذه الرسائل دومًا بل واستحالته أحيانًا.
4- تمتلك مكتبة المركز مكان طيب للقراءة والاطلاع، للحقيقة كان هاديء جدًا، وكان العاملين هناك يحرصون على هدوءه، والمكان جيد التهوية ومكيف ومكان أنيق للغاية.
– لاحقًا أحب بعض طلابي المكان، وترددوا عليه بدون صحبتي، وسُمح للبعض منهم بأوقات طويلة لاستعمال المكتبة، وسمح لأحدهم بالدخول إلى الكاتدرائية بسيارته، وتسهيلات أخرى كثيرة نالوها مع الوقت. وأحب أن أوضح أنه قديمًا وحتى اليوم ليس لي صداقات بين الزملاء العاملين بالمركز، وكذلك آنذاك لم يلفت اسمي أحد منهم.
– وقد وددت اليوم أن أسجل هذه التجربة الإيجابية جدًا بهذه المكتبة المهمة، التي يمكن لطلاب الدراسات العليا بالدراسات القبطية الاستفادة منها جدًا، فهي مريحة وكبيرة وتقع في قلب القاهرة، ولا تحتاج اجراءات معقدة في دخولها.
لا أعرف ما هي الأوضاع الآن بالمكتبة، لعلها أفضل من آنذاك، وأتمنى لكل المكتبات القبطية النمو والازدهار والمشاركة الفاعلة في تطوير التخصص.