عظة قداسة البابا بعنوان “أمنا العذراء تُحب البشر” من كنيسة القديسة العذراء مريم والقديس يوسف البار – سموحة – الإسكندرية الاربعاء ١٠ أغسطس ٢٠١٦ م
بعد أن هنأ قداسته شعب الكنيسة بتجديدها أشار إلى أن لكل صوم هدف وأوضح : – صوم الميلاد مراجعة الحسابات، – الصوم الكبير التوبة، – صوم الرسل الخدمة، – صوم العذراء مريم صوم التكريس أي تكريس القلب
وفي حديثه عن العذراء مريم أشار قداسة البابا إلى أن العذراء مريم مليئة بالفضائل لها مكانتها في قلوبنا وفي التاريخ المصري فهي فاقت اﻷبرار والصديقين والمﻻئكة فخر جنسنا.
وفي حديث قداسته عن أمنا العذراء المُحبة للبشر،قال : ” سفر اﻷمثال يصفها بأنها أمرأه فاضلة من يجدها ونصف كذلك كل إنسانة تسير بالتقوى بنفس الوصف. وفي سفر نشيد اﻷنشاد : من هي مشرقة مثل الصبح جميلة كالقمر طاهرة كالشمس مرهبة كجيش بألوية.
شخصية فريدة نفرح بانتمائنا لها فقد حملت صفات من ابنها السيد المسيح محب البشر فأمنا العذراء تحب كل البشر فإن كانت سقطتنا اﻷولى من خلال آدم وحواء جاءت أمنا الجديدة تقدم لنا سر الخلاص المسيح يسوع” وذكر قداسته موقف العذراء في أول معجزة وهي تحويل الماء خمر في عرس قانا الجليل وكيف تدخلت العذراء بمنتهى المحبة وقالت لابنها ليس لهم خمر، والخمر بمعناه الروحي في الكتاب المقدس هو الفرح وكأنها تقول له ليس لهم فرح الخلاص ولذا أجاب السيد المسيح مالي ولك يا امرأة لم تأتِ ساعتي بعد.. فذهبت للخدام وقالت لهم أقصر عظة في الكتاب المقدس عندما قالت مهما قال لكم فافعلوه.
** وقال قداسته أن مصر لها مكانة كبيرة في قلب العذراء واستشهد بثلاث مشاهد:
– المشهد الأول في القرن الأول الميلادي عندما هربت العذراء مع العائلة المقدسة إلى مصر من شر هيرودس وظلت تتجول في أكثر من ثلاثين موضع في مصر وكانت الأوثان تسقط أمامهم في مصر وشرب السيد المسيح وأمه العذراء من نيل مصر وقدسوا أراضيها ولذا يسمون مصر وفلسطين الأراضي المقدسة، ولازلنا نحتفظ ببعض الأسماء لأماكن مثل سخا في كفر الشيخ التي هي كلمة قبطية معناها كعب يسوع تتطورت حتى أصبحت سخا.
– المشهد الثاني في القرن العاشر الميلادي وفي عهد البابا أبرآم بن زرعة الذي طلب منه الحاكم نقل جبل المقطم فبدأ البابا وكل الشعب في صلوات عميقة مستشفعين بأمنا العذراء التي دلت الأب البطريرك على القديس سمعان الخراز الذي بصلواته مع كل الشعب تم نقل الجبل واحتفظت الكنيسة بتذكار هذه المعجزة بأن أضافت ثلاث أيام للأربعين يوماً التي صامها موسى ليأخذ لوحي الشريعة فأصبح صوم الميلاد ثلاثة وأربعين يوماً.
– المشهد الثالث في القرن العشرين وبعد شهور من حزن المصريين بسبب نكسة 1967 تجلت السيدة العذراء على قباب كنيستها بالزيتون في ظهور شهدت له كل وسائل الاعلام المصرية والعالمية وقتها واستمر فترة طويلة وهو لا يضارعه أي ظهور آخر للعذراء في التاريخ لأنه كان ظهوراً جماعياً ويستمر أحياناً ساعات متتالية.