اتهمت الباحثة الأثرية المصرية، مونيكا حنا، وزارة السياحة والآثار والمجلس الأعلى للآثار في البلاد بالإهمال في حادثة انهيار جدار بالدير الأبيض بسوهاج، ذي الأهمية الخاصة في التاريخ المصري القبطي.
وقالت حنا، عضو الحملة المجتمعية للرقابة على التراث والآثار في مصر، لموقع قناة “الحرة” إن الوزارة تملك مكتب تفتيش بداخل الدير، محملة إياها مسؤولية حادث انهيار السور الذي وقع خلال وقت سابق من الشهر الحالي، والذي تنفيه الوزارة.كانت الباحثة الأثرية المصرية رفعت بلاغا للنائب العام الإداري في 10 يناير، ضد 3 مسؤولين بصفاتهم هم الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار ورئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية، ورئيس قطاع الآثار الإسلامية، إضافة إلى مدير عام آثار سوهاج للآثار الإسلامية والقبطية وذلك بسبب “إهمال الدير الأبيض وانهيار أجزاء من الجدار الشمالي”.
وفقا لبلاغ حنا، فإن الجدار الشمالي للدير الأبيض انهار عشية عيد الميلاد القبطي في 6 يناير تبعه 3 انهيارات أخرى في اليوم التالي، لافتة إلى أن مدير عام غرب سوهاج، جلال علي، أخلى مسؤوليته من ترميم الدير ووضعها لدى هيئة الأوقاف القبطية والكنائس، مما يناقض تصريح وزير السياحة والآثار في عام 2019 كما تقول الباحثة الأثرية.
وفي 2019، قال وزير السياحة والآثار، خالد العناني، خلال زيارة إلى الدير الأبيض، إن “الوزارة تولي أهمية خاصة لترميم الأديرة والكنائس الأثرية باعتبارها جزءا أصيلا من التاريخ المصري العريق”، حسبما نقلت وسائل إعلام محلية.
لكن حنا تقول إن وعود الوزير بتخصيص مبلغ 100 ألف جنيه (حوالى 6300 دولار) لترميم الدير لم تنفذ على الرغم من مرور 3 سنوات على تلك التصريحات.
وذكرت حنا أن فريق من جامعة يل الأميركية والمجلس الأعلى للآثار بمصر وممثلي مجتمع دير الأنبا شنودة وعلماء آثار متخصصين أشاروا إلى ضرورة إجراء ترميم عاجل للدير الأبيض خلال عام 2009 على اعتبار أنه مركزا مهما يستقطب 50 ألف زائرا سنويا، مشيرة إلى أن تلك التوصيات لم تنفذ أيضا.
كما أوضحت أن وزارة السياحة والآثار أصدرت تقريرا فنيا لترميم الدير الأبيض عام 2017 لكن شيئا من ذلك لم يحدث، وفقا للباحثة حنا.
وطالبت حنا بالتحقيق في هذه القضية وتحديد المسؤولية عن عدم درء الخطورة جراء انهيار جدار الدير، إضافة إلى تحديد مسؤولية المفتشين والمديرين الذين مروا على الدير ولم يحددوا خطورة الموقف.
كما طالبت بإلزام المجلس الأعلى للآثار في البلاد بترميم الدير الأبيض وإصلاح الأجزاء المتضررة منه ووضع خطة لصيانة المبنى دوريا بعد الانتهاء من عملية الترميم.
ودير الأنبا شنوده المعروف بـ “الدير الأبيض” أنشئ في القرن الخامس الميلادي، حيث يقع في الصحراء الغربية على بعد 8 كيلومتر غرب محافظة سوهاج.
ويعتبر الدير الأبيض رمزا دينيا وتاريخيا مهما، حيث كان يحتوي على عدد كبير من مخطوطات العصور الوسطى التي تعتبر مهمة للتاريخ القبطي والمصري بشكل عام.
وتقع الكنيسة الأثرية داخل الدير الأبيض من الجهة الشرقية، وهي عبارة عن بناء حجري ضخم محاطه بجدار ارتفاعه 13 مترا يعود للقرن الخامس الميلادي.
والأنبا شنودة الأخميمي المولود عام 348 ميلادي، يعتبر من الشخصيات المهمة في تاريخ الكنيسة القبطية المصرية، إذ عاش مع خاله في الدير الأحمر إلى أن أسس الدير الأبيض عقب وفاة خاله عام 385 ميلادي.
في المقابل، نفت وزارة السياحة والآثار المصرية انهيار جدار الدير الأبيض في بيان صادر يوم 8 يناير نشر على حساب الوزراة بموقع فيسبوك.