تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية اليوم الأربعاء ١٨ من نوفمبر بمرور ٨ سنوات على تجليس البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية على الكرسى المرقسى وهو البطريرك الـ ١١٨ فى تاريخ الكنيسة، فمنذ الأشهر الأولى لتوليه مهامه كبطريرك كانت البلاد تعيش أجواء صعبة وأزمات مثل حرق الكنائس من الإخوان المسلمين لإسقاط حكمهم بأمر من الشعب المصرى، وكان البابا يتعامل بكل حكمة وهدوء وكانت كلمته الأولى فى كل الأزمات وطن بلا كنائس أفضل من كنائس بلا وطن.
وتحدث القس بولس حليم المتحدث الرسمي باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية عن مواقف البابا الوطنية وقال: قداسة البابا تواضروس الثانى تولى مسئولية الكنيسة القبطية فى وقت عصيب بل أقول انها من أصعب الفترات التى مرت بالكنيسة والوطن فقد جاء فى حكم الإخوان والتغييرات الصعبة فى المجتمع وتأثيرها على الكنيسة وحدث هجوم على الكاتدرائية لأول مرة تحدث فى التاريخ المعاصر وحدثت ثورة وكان عليه أن يكون فى قلب الحدث وشارك فيها وكان له موقف من أجل الوطن وهجم المتشددين على الكنائس وحرق أكثر من ١٠٠ كنيسة ومبنى، فى كل هذه الأحداث الدامية تصرف بحكمة رجال الله الذين يزرعون السلام والحب لكل الناس أيا كانت انتماؤهم أو أيدلوجياتهم وخرج بمقولة سيخلدها التاريخ وهى «وطن بلا كنائس أفضل من كنائس بلا وطن».
وأضاف «حليم» فى تصريحات خاصة للبوابة: كما كان قداسته يبرز دور مصر فى المحافل الدولية فى كل سفرياته الخارجية وكان يدعو الذين فى الخارج بتبنى القضايا المصرية المهمة كما شجعهم على الاستثمار فى مصر لتلبية احتياجات الشعب المصرى أملا فى غد مشرق، كما ربط شعبنا القبطى فى المهجر بالوطن الأم وخصوصا المولودين فى المهجر وعقد اللقاء الدولى لشباب العالم.
وتابع : يعوزنا الوقت لنتكلم عّن الدور الوطنى الذى قام به قداسة البابا فى فترة من اصعب الفترات التى مر بها الوطن وبتصرفاته الوطنية والنبيلة رسم علاقة أكثر من رائعة مع مؤسسات الدولةوقياداتها ومع المجتمع المصرى بصورة لم تشهدها الكنيسة من قبل.
وأردف حليم قائلا : كل هذا جعله هدفا لكثير من الذين لم يعجبهم دوره الوطنى فى أصعب فترات مر بها الوطن وصار هدفا لهم ولكن سيسطر التاريخ بأحرف من نور كيف قاد البابا تواضروس المواقف المصيرية التى مر بها الوطن بحكمة وأنقذ البلاد من أتون فتنة لا يعلم نتيجتها إلا الله ويظل قداسة البابا هو القلب النابض بالحب للوطن والعقل مشغول بهمومه علامة مهمة فى تاريخ الوطن.
وعلق إسحاق حنا الأمين العام للجمعية المصرية للتنوير عن مواقف البابا تواضروس الوطنية وقال: ليس بالضرورة أن نطلق وصف «وطنيا» على صاحب الأعمال البطولية العالية الصاخبة لأن هناك كثير من الأعمال الوطنية العظيمة ما تأتى عبر تراكم العديد من المواقف التى ترسخ للوطنية بشكل حقيقى وواقعى وملموس.
وتابع «حنا» فى تصريحات خاصة للبوابة: من هذه النوعية جمع البابا تواضروس الثانى حزمة من المواقف الوطنية التى نفتخر بها مثل معالجة الأمور التى تعرضت لها الكنيسة أثناء حكم الإخوان معالجة حكيمة وطول الأناة التى يتحلى بها البابا تجاه دعاة الفتنة والرد على إستفزازات المتعصبين ردا حكيما بالكلمة أحيانا وبالتعليم أحيانا وبالتجاهل أحيانا وبجمع الشمل أحيانا والموافقة على إغلاق الكنائس حفاظا على أرواح المواطنين من خطر الكورونا ومواجهة تعنت المتعصبين الرافضين، كل هذا مواقف وأعمال وطنية خالصة مشيرا إلى انه بالإضافة إلى المثابرة لتشريع قانون جيد ينظم عملية بناء الكنائس دون إثارة ودون تشكيك والعبور بالكنيسة فى أزمة حكم الإخوان هو عمل وطنى موجه للوطن كله، ومساندة وتعضيد والوقوف إلى جانب القيادة السياسية فيما يعود لصالح الوطن، بالأضافة إلى رفض تدخل الدول الاجنبية فى الشئون المصرية بحجة الدفاع عن الأقباط هو قمة العمل الوطنى وهو معروف عن كل باباوات الكنيسة المصرية منذ تأسيسها فى القرن الأول الميلادي.