أعرب قداسة البابا الأنبا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، عن سعادته البالغة لمشاركة الكنيسة المصرية في مؤتمر «عظمة الإسلام»، الذي تنظمه وزارة الأوقاف تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي بمشاركة 60 دولة إسلامية.
وقال قداسة البابا الأنبا تواضروس الثاني، في كلمته بالمؤتمر، إن رجال الدين عليهم مسئولية كبيرة نحو تربية عصرية وتعليم مستنير، مشيرا إلي ضرورة أن يثبت رجال الدين لدي العوام القيم الإنسانية التي تركز علي التنوع واحترام الآخر وقبوله، وترسخ حب الحياة وليس ثقافة الموت.
وأضاف أنه يجب إحياء القيم الإنسانية النبيلة التي تساعد علي نهضة المجتمعات، مشددًا علي أن ثوابت الدين لا تتغير تحت أي ظرف، وأن الإنسان الشرقي يحب الدين، فضلا عن العمل علي تصحيح المفاهيم المغلوطة، وأن يوجه الخطاب الديني لبناء مفاهيم التسامح والحداثة.
كما أعرب قداسته، عن امله في الشفاء العاجل للدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، من نزلة البرد التي منعته من حضور المؤتمر.
وأشار إلي أن ثوابت الدين وعقائده وأساسياته لا يمكن أن تتغير، مشيرا إلي أن مواكبة الحداثة لا تعني أن نفرط في مبادئنا، لأن الرجل الشرقي لا يقبل الطعن في الدين، وأن الحداثة ليس معناها التفريط في ثوابت الدين ، يجب ألا نفرط في الثوابت الدينية، فالشرق هو مهد الأديان والحضارات والفنون، والإنسان الشرقي متدين، ولا يقبل الطعن في ثوابته الدينية او اي اساءة، ولابد ان نصحح المفاهبم المغلوطة التي تتسرب بين وقت وآخر، فالله أعطي الحرية للجميع في العبادة، ولا يقبل الظلم ولا الاعتداء علي الحياة الانسانية ولابد أن نهتم بالعقل والحوار، مشيدا بدور الأزهر في نشر الوسطية .
وأضاف أن التطرف الفكري لا يقبله أي دين، وأنه يتعين علي رجال الدين أن يصححوا المفاهيم المغلوطة لدي الشباب، وأن يواجهوا الفكرة بالفكرة، مستخدمين في ذلك الوسائل العصرية والحديثة، موضحا أن رجال الدين عليهم مسئولية كبيرة نحو محو الأفكار المتطرفة، التي تعمل بعض الجماعات الإرهابية علي نشرها، وأن المؤسسة الدينية تحتل المكانة الأهم في ذلك الدور، وأن القيم الإنسانية من أهم الأسس التي يجب تنشئة المجتمع عليها لعظمتها.
وطالب قداسة البابا الأنبا تواضروس الثاني، بنشر الفكر الوسطي الذي يقوم به الأزهر في مصر والذي نتعلم منه جميعا، قائلا: إننا نشرب الوسطية من ماء النيل الذي نسكن حوله، فالتشدد لا نعرفه في مصر، وأن يستوعب خطاب الإعلام الجميع وخاصة الشباب، مشيرا الي أن المسئولية تقع علي عاتقنا لتوجيه الشباب ومخاطبتهم باللغة التي يفهمونها .