ألقى قداسة البابا تواضروس الثاني عظته الأسبوعية باجتماع الأربعاء الذي أقيم مساء الأربعاء 21 أكتوبر 2020م في كنيسة السيدة العذراء والقديس الأنبا بيشوي بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية.
دار موضوع العظة عن النجاح بعنوان “ثقافة التبرع” بوصفها ثاني حلقات سلسلة الثقافات التربوية التي بدأ قداسته عظات عنها يوم الأربعاء الماضي.
وكرم قداسته أثناء الاجتماع القمص إيليا رؤوف كاهن كنيسة الشهيد مار جرجس بالمنيل الذي يحتفل قطاع كنائس مصر القديمة، باليوبيل الذهبي لسيامته.
حيث قدم كورال الكنيسة ذاتها عددًا من الترانيم ثم كرم قداسته القمص إيليا وقدم له هدية تذكارية والتقط صورة معه وأسرته، كما ألقى نيافة الأنبا يوليوس الأسقف العام لكنائس القطاع كلمة عن خدمة الأب المحتفل به.
كلمة نيافة الأنبا يوليوس بمناسبة تكريم القمص إيليا رؤوف
نحن نشكر قداسة البابا على محبته واهتمامه بفرحتنا باليوبيل الذهبي بتكريم أبونا إيليا رؤوف كاهن كنيسة مار جرجس بالمنيل وبنشكر قداسته علي إصراره لتكريم أبونا إيليا في هذا الاجتماع.
ولد نصير رؤوف في ١٢ مارس ١٩٣٩ التحق بكلية الهندسة جامعة عين شمس حصل على بكالوريوس الكهرباء والطاقة عام ١٩٦٣ في هذا الوقت تشبع بالأستاذ سمير خير سكر ( نيافة الأنبا باخوميوس) والأستاذ سليمان رزق (نيافة الأنبا مينا آڤا مينا)، وعمل في وزارة الصناعة عام ١٩٦٩، دعاه قداسة البابا كيرلس السادس وأرسله شماسًا وواعظًا في كنيسة خشبية وهي كنيسة مار جرجس المنيل وفي أكتوبر ٢٠١٩ احتفلنا بمرور ٥٠ عامًا على الصلاة في كنيسة المنيل، وحتي اليوم خدمته من القلب………
عظة قداسة البابا فى اجتماع الأربعاء
باسم الآب والإبن والروح القدس الإله الواحد آمين. تحل علينا نعمته ورحمته من الآن وإلى الأبد آمين.
نقرأ جزء من رسالة معلمنا بولس الرسول إلى أهل كورنثوس الثانية
تحدثت معكم الأسبوع السابق عن ثقافة التطوع والمقصود بهذه الثقافات التربوية كيف نعلم أولادنا ان يعيشوا هذه الثقافة فكل بلد لها ثقافة وثقافتنا عندما نستمدها من الكتاب المقدس تكون ناجحة اليوم نتحدث عن ثقافة التبرع والمقصود هنا عملية التعاون وكل مؤسسات العالم تقوم على التبرع توجد ثقافة واحساس ونحن في بلدنا لدينا صندوق تحيا مصر هذا الصندوق من أجل روح العطاء .من الأمور الجيدة وقت الاعلان عن انشاء قناة السويس الجديدة كانت توجد روح العطاء. أريد أن اتحدث عن “من يزرع بالشح فبالشح يحصد ومن يزرع بالبركات فبالبركات يحصد” اذا زرعت بالشح تفقد قيمة البركة أما من يزرع بالبركة بالبركات يحصد اتذكر في حياة ابونا بيشوي كامل أتت له سيدة لتقدم له فلوس لبناء كنيسة وقدمت له ١٢٠ جنيه ورغم قلة المال اخذه واعتبره خميرة وبنى به أكثر من كنيسة فكرة التبرع موجود في العهد القديم و الجديد وقت بناء خيمة الاجتماع قدم الشعب الكثير. كيف يمكن ان يزرع الإنسان هذه الثقافة في حياته؟
في بداية الصوم الكبير نبدأ بقراءة إنجيل متى الأصحاح السادس عندما تقدم تبرع يجب أن تكون لديك شروط:
١.ان تقدم برضا قلب
مثل الأرملة التي قدمت فلسيين قدمت برضا قلب وفي عهد الرسل كان الناس يبيعون اشيائهم ويضعوها عند أرجل الرسل وما نقدمه هو تعبير شكر لله
٢.ان تقدم بسخاء
لدينا وصية العشور و النذور والبكور لكن قدم بسخاء وغنى لأن من يحصد بالبركات فبالبركات يحصد قدم عطاياك بسخاء وانظر البركة التي توجد في بيتك.
كيف تزرع بالبركات ؟ يقول بولس الرسول لأهل رومية المعطي فبسخاء وكلنا نتذكر حنة وزوجها عندما اعطاها الله ابنها صموئيل قدمته لله فباركها الله هي وزوجها واصبح عندها ثلاث بنين وبنتان
٣.أن تقدم افضل ما عندك
من الشئ الجميل أن تقدم المصروف لأولادك يوم ذهابهن لمدارس الأحد لكي تعلمهم ان يعطوا منه لله ويقول في الوصية كل من سئلك فأعطه قدم افضل ما عندك و الأفضلية أن تقدم لله شئ يفرحه وانت تقدمه
٤.قدم بإنكار ذات
لا يرى أحد ما تقدمه لا تعرف شمالك ما تفعله يمينك قمة الخفاء أن تقدم بإنكار ذات. من يزرع بالشح فبالشح يحصد في صحته وبيته وأولاده.
في كنيستنا تقدم تبرعات مختلفة منذ القرن الميلادي الأول هذا النظام له بركته الخاصة الكنيسة القبطية تعيش عليه نشكر الله أنه يوجد نوع من التكافل .بعض الإيبارشيات يقدموا عشورهم لأماكن أخرى أكثر احتياجا .اذكركم أننا متفقين أن دخل الكنيسة يقسم ٣٠% لخدمة الاحتياج ٣٠% لخدمة التعمير ومرتبات الآباء و المرتلين ٣٠% لخدمة التعمير ١٠%دخل للطوارئ
بهذا التوزيع نقدر ان نضبط عملية الصرف وتوجد اجارة لهذا وامامك مجالات أخري للتبرع غير المجالات المعروفة مثل التبرع للمعاهد التعليمية أو لأحد القنوات التلفزيونية العطاء ليس اموال ولكن اشياء مادية أيضا المهم الاحتياج الذي تقدم فيه ان يكون مثقل قلبك. التبرعات تستخدم لاطعام العالم و الدولة تقوم بمشروعات كثيرة متناهية الصغر عندما تقدم ثقافة التطوع وتزرعها في أولادك فهذا نوع من التلامس لشخص المسيح وعلم ابنك كيف يقدم التبرع. من الأشياء الهامة انك عندما تقدم شئ الله يبارك بيتك مثل البركة التي ظلت في بيت ارملة صرفة صيدا “اكرم الرب من مالك ومن باكورة غلتك فتفيض معاصرك مستارا” آخر بركة من التبرع انها تنجي من الشر “طوبي لمن يتعطف علي المسكين في يوم الشر ينجيه الرب” عندما تقدم لا يقل شئ من عندك بل يزداد ثقافة التبرع نوع من ثقافة المساندة والدول تفعل هذا فمصر قدمت تبرع لتساعد الصين وإيطاليا و المعني الرمزي مهم ثقافة التبرع شكل من أشكال المساندة وانتبه نحن نعيش في زمن الأنانية فالشعور بالآخر عليك أن تقدم ولا تجعل نفسك في حالة الشح أعرف ان من يزرع بالشح بالشح يحصد ومن يزرع بالبركات بالبركات أيضا يحصد. لالهنا كل مجد وكرامة من الأن وإلي الأبد أمين.