قال قداسة البابا الأنبا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، “إن العالم اليوم جوعان للمحبة العملية”، مضيفًا “أن 10 مايو الذي اختاره قداسة البابا شنوده ليكون تاريخ أول مقابلة مع كنيسة روما، هو أيضًا تاريخ جلوس البابا كيرلس السادس على كرسي مارمرقس الذي بدأ في عهده اشتراك الكنيسة القبطية في اللقاءات المسكونية”، مشيرًا إلى “أن الوحدة بين الكنائس تحتاج إلى أبطال في الإيمان”.
جاء ذلك خلال مشاركته امس الأحد، على رأس وفد كنسي كبير، في الحفل الذي أقيم بدير الآباء اليسوعيين بالإسكندرية بمناسبة يوم الأخوة القبطية الأرثوذوكسية الكاثوليكية برعاية وحضور غبطة الأنبا إبراهيم إسحق بطريرك الأقباط الكاثوليك بمصر، وحضر مع قداسة البابا وفد مكون من أصحاب النيافة الأنبا رافائيل، أسقف عام كنائس وسط القاهرة وسكرتير المجمع المقدس، والأنبا كيرلس آفا مينا، أسقف ورئيس دير الشهيد مارمينا بمريوط، والأنبا مكاري، الأسقف العام لكنائس شبرا الجنوبية، والأنبا أنجيلوس الأسقف العام لكنائس شبرا الشمالية، والأنبا بافلي، أسقف عام كنائس عزبة النخل، والأنبا أكليمنضس الأسقف العام لشرق كندا، والأنبا إيلاريون، أسقف عام عزبة الهجانة وألماظة وزهراء مدينة نصر، والأنبا هرمينا أسقف عام عين شمس والمطرية والقمص رويس مرقس وكيل البطريركية بالإسكندرية، وسكرتارية قداسته القس أنجيلوس إسحق والقس أمونيوس عادل، ومن آباء الإسكندرية القمص أنجيلوس فتحي والقمص ثاؤفيلس نسيم والقس أبرآم إميل.
كما حضر اللقاء القاصد الرسولي المونسينيور برونو موزارو، سفير دولة الفاتيكان بمصر، والمونسينيور ماتيو كوريان، مستشار سفارة الفاتيكان، ونيافة المطران عادل زكي، مطران اللاتين الكاثوليك بمصر، ويأتي هذا الاحتفال استجابة للدعوة التي أطلقها قداسة البابا تواضروس الثاني في العاشر من مايو 2013 أثناء زيارته لقداسة بابا روما في الفاتيكان أن يكون يوم ١٠ مايو يوم المحبة والصداقة بين الكنيستين؛ حيث شهد نفس هذا التاريخ من عام 1973 زيارة البابا شنوده الثالث للفاتيكان ولقائه مع البابا بولس السادس بابا الفاتيكان وقتئذ.
وأشار قداسة البابا الأنبا تواضروس الثانى في كلمته إلى “أن الوحدة تحتاج إلى ثلاثة أشياء: أولاً، الفكر المنفتح وليس الفكر الضيق المنغلق، ثانيًا، القلب المتسع وليس الحرفية، ثالثًا، الروح المتضع الذي يحرس النعم والعطايا التي يمنحها الله”، مضيفًا “أنه تأثر كثيرًا باتضاع البابا فرنسيس عند لقائهما وكيف استقبله على الباب، وكان يتعامل أثناء الزيارة ببساطة قلب شديدة”. وأرسل في نهاية كلمته تحياته إلى البابا فرنسيس ذاكرًا محبته.
وفي سياق متصل، رحب غبطة البطريرك إبراهيم إسحق، بقداسة البابا وجميع الحاضرين، مؤكدًا “إنه مطلوب من كل مسيحي أن يكون شاهدًا للمحبة”، مضيفًا “أنه يشعر أن الله اختار البابا فرانسيس والبابا تواضروس ليكونا رجال هذا الزمان من أجل المحبة”، كما تحدث غبطة البطريرك عن “أن هناك تحديات كبيرة في الوطن والإيمان المسيحي نشترك في مواجهتها جميعًا”.
كما قال القاصد الرسولي بمصر المونسينيور برونو موزارو “إن هذا اليوم يمثل احتفال المحبة وعيد الصداقة بين الكنيستين القبطية الأرثوذكسية والكاثوليكية”، مؤكدًا “أن الصداقة تتطلب كثيرًا من البذل، ولحسن الحظ لدينا شخصيتان تتميزان بالبذل هما قداسة البابا فرانسيس وقداسة البابا تواضروس”.
وأضاف “أنه قبل قدومه لمصر حدثه البابا فرانسيس عن زيارة البابا تواضروس له، كما ذكر أن قداسة البابا تواضروس ذكر له عندما استقبله أن قداسته وقداسة بابا روما اتفقا أن يصلي كل منهما للآخر يوميًا، وقال إن هذا الاتفاق يمثل الصداقة بالصلاة”، مضيفًا “إنه تأثر كثيرًا عندما قرأ الرسائل المتبادلة بين البابا فرانسيس والبابا تواضروس التي يخاطب فيها كل منهما الآخر بكلمة أخي”، وأكد القاصد الرسولي على “تأثر بابا روما الشديد عند استشهاد الأقباط والأثيوبيين في ليبيا”.