القى قداسة البابا الأنبا تواضروس الثاني العظة الأسبوعية يوم الأربعاء ٦ يونيو ٢٠١٨ م من دير الأنبا بيشوى بوادى النطرون بعنوان “كنوز كنيستنا: الرهبنة جوهرة الكنيسة ” وجاء نصها كالتالى
+ باسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين. تحل علينا نعمته وبركته من الآن وإلى الأبد آمين
+أقرأ بنعمة المسيح بعض الأيات من أصحاح 19 من أنجيل معلمنا متى البشير ونجد فيه جذور الحياة الرهبانية (مت 19: 21): قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «إِنْ أَرَدْتَ أَنْ تَكُونَ كَامِلاً فَاذْهَبْ وَبعْ أَمْلاَكَكَ وَأَعْطِ الْفُقَرَاءَ، فَيَكُونَ لَكَ كَنْزٌ فِي السَّمَاءِ، وَتَعَالَ اتْبَعْنِي. (مت 19: 11): َقَالَ لَهُمْ: «لَيْسَ الْجَمِيعُ يَقْبَلُونَ هذَا الْكَلاَمَ بَلِ الَّذِينَ أُعْطِيَ لَهُم،(مت 19: 12)أَنَّهُ يُوجَدُ خِصْيَانٌ وُلِدُوا هكَذَا مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِهِمْ، وَيُوجَدُ خِصْيَانٌ خَصَاهُمُ النَّاسُ، وَيُوجَدُ خِصْيَانٌ خَصَوْا أَنْفُسَهُمْ لأَجْلِ مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. مَنِ اسْتَطَاعَ أَنْ يَقْبَلَ فَلْيَقْبَلْ. (مت 19: 29) مَنْ تَرَكَ بُيُوتًا أَوْ إِخْوَةً أَوْ أَخَوَاتٍ أَوْ أَبًا أَوْ أُمًّا أَوِ امْرَأَةً أَوْ أَوْلاَدًا أَوْ حُقُولاً مِنْ أَجْلِ اسْمِي، يَأْخُذُ مِئَةَ ضِعْفٍ وَيَرِثُ الْحَيَاةَ الأَبَدِيَّةَ”
في الأسبوع الماضي اتكلمت عن الرسل أعمدة الكنيسة والكنيسة بنيت على أساس الرسل والتلاميذ الذين عاشوا مع ربنا يسوع المسيح وتكلموا منه ولذلك أصبحت الكنيسة قويه واليوم “الرهبنة جوهرة الكنيسة ” وهذا ليس للرهبان والراهبات بل لنا نحن جميعاً ونتعرف على ان كيف تكون الرهبنة جوهرة الكنيسة.
ظهرت الرهبنة على أرض مصر في القرن الثالث الميلادي ونفتخر أن اول راهب كان شاب مصري أسمه الأنبا انطونيوس أب جميع الرهبان وصارت مصر هي التي قدمت الرهبنة لكل العالم وصارت الرهبنة نمط حياة له سمات خاصة وهي كالجوهرة الثمينة في حياتنا ومن مصر انتشرت الرهبنة في كل العالم ونسمع في بعض الدول انه يوجد أديرة كثيرة جداً ربما بالألاف ومصر في تاريخها يوجد بها مئات من الأديرة وبها أديرة عامرة وأديرة مندثرة وعامرة تعنى أن يوجد بها حياة رهبانية ومندثرة تعنى ان يوجد بها مجرد أطلال موجودة في مواقع كثيره.
ماهي الرهبنة؟
الرهبنة القبطية تختصر في كلمة صغيرة وهى انها رهبنة الكفن فبداية الحياة الرهبانية في أديرتنا تبدأ بالصلاة مثل الصلاة على الأموات والراهب في اديرة الرهبان بيكون البداية من خلال نومه على الأرض وتغطيته بستر كأنه كفن وكلمة كفن لها ثلاثة معانى مهمة جداً المعنى الأول ان الرهبنة صوم عن العالم وهو انسان يصوم عن العالم بالمعنى الحقيقي للكلمة والرهبنة صوم عن الذات ذات الانسان اكبر شيء يحاربه وهي الانا او الاجو وذات الانسان هي التي تتحكم فيه ومن خلال ذاته تظهر متاعب كثيرة ولذلك قال السيد المسيح ” أن أراد احد يتبعني فلينكر ذاته “.
الرهبنة حنين واشتياق للسماء واحد يشتاق للسماء ويحن اليها كل حين واحد عمال يفكر أمتى يكون له نصيب في السماء “لي اشتهاء ان انطلق وأكون مع المسيح ذاك افضل جدا”
وبذلك تكون الرهبنة صوم عن العالم عن وصوم عن الذات وحنين للسماء وهذا يشكل أبعاد الحياة الرهبانية أو فلسفة الحياة الرهبانية التي نسميها “رهبنة الكفن ” وأنا لا أتحدث الى أباء رهبان ولكن أتكلم للجميع بصفة عامة عن فكرة وفلسفة الحياة الرهبانية وكيف أنها جوهرة يجب ان نحافظ عليها ودى مسؤولية كل انسان فينا كيف تحفظ هذه الجوهرة ولا تكون سبب في تعب الراهب او الراهبة او تكون سبب في افساد الحياة الرهبانية.
والحياة الرهبانية في فكرتها قامت على أن الأنسان يوجد لدية ثلاثة دوائر تشكل حياته
الدائرة الأولى: الذات أو الانا: وهي كل أنسان يميل للسلطة وللتحكم والأوامر ويرى نفسه دائما
الدائرة الثانية: المال الصراع الذي يملئ العالم كله ومحبة المال اصل كل الشرور، وده سبب كل الصراعات اللي في العالم صراع على الثروات المادية.
الدائرة الثالثة: الجسد وشهواته.
اساسيات الرهبنة
الاساس الأول: الطاعة تكسر الذات: يجب أن يتمتع الراهب بالطاعة الكاملة الطاعة القلبية لأب الدير أو ام الدير وأطيع الوصية والفضيلة ولا تكتمل حياة الدير ألا بوجود أب روحي أو ام روحية والرهبنة تعالج الانا والحياة الرهبانية تتلخص في كلمة حاضر وكلمة أخطيت وهكذا حياة الراهب النقطة الاولى لقهر ذاته هي الطاعة .
الاساس الثاني: “الفقر الاختياري المال يعالجه الفقر الاختياري الراهب لا يملك شيئاُ ويكسر ندر رهبنته اذا كان يملك مال او ما شبه ذلك ومن القصص المشهورة الراهب الذى تنيح ووجدوا في قلايته دينار وأوقفوا دفنه حتى يعرفوا ماذا يفعلوا بالدينار لأنه اعتبروا شيء من النجاسة موجود في أماكن مقدسة وكانت النتيجة أن الإباء الشيوخ ندفن الدينار معه وهذا فكر لكن هذا أساس الرهبنة والبلطو الأبيض لا يعنى انك دكتور او الزى الرهباني هو اللي يخليني راهب .
الأساس الثالث: الجسد وشهواته الراهب يلتزم التزام العفة والتبتل باختياره أيضا ً وهذا الاختيار ليس عداوة لأى شيء مثل الزواج او تكوين أسرة ولكن هذا نوع من أنواع التفرغ وان يكون لله أكثر وأكثر.
الذات تحارب بالطاعة
المال يحارب فالفقر الاختياري
الجسد يحارب بالتزام العفة
ولكى ما يصير الراهب راهباً في القرون الأولى الثالث والرابع والخامس الميلادي كانت الحياة الرهبانية حياة متقشفة للغاية ولازم نعرف ليه الرهبنة نشأت في أرض مصر؟
مصر في تاريخها المسيحي ظهرت فيها المدرسة اللاهوتية من أيام مارمرقس وابتدأ ان يوجد اللاهوت الإسكندري وتخصص أباء كبار من الإسكندرية في شرح الكتاب المقدس واصبح لدينا باء كباء مثل أثناسيوس الرسول واكلمندس وبعدها جاء عصر الشهداء ونسمع عن البابا بطرس خاتم الشهداء وشهداء كثير مثل ما رمينا والقديسة دميانه.
والعصر الثالث بعد ما حل السلام بمنشور ميلان في العصر القسطنطيني في سنه 313 م في القرن الرابع الميلادي وبدأ يعيشوا من يؤمنوا بالمسيح حياة مريحة لان صارت المسيحية ديانة معترف بها بالإمبراطورية الرومانية وبدأ البعض ان يشعروا بالراحة أكثر من اللازم مما جعل البعض ينطلق الي مواضع الصحراء لكى ما يكون هناك من أنواع الاستشهاد بالنسك والزهد الاستشهاد الأبيض وصار الرهبان في أماكن الصحراء نوع من أنواع الحماس الروحي حتى لا يأتى فتور ويبرد مثل الصيام والاعياد وعلى مستوى اليوم بنصوم للتقدم للتناول لنحفظ الحرارة الروحية ، وكل كنائسنا في مصر بجوار نهر النيل لترتفع الصلوات فذهب الراهبان لربوع البرارى والجبال لترتفع الصلوات من هذه المواضع الصحراء الشرقية او الغربية او الجنوب ولما بنعيش ونفهم لماذا الرهبنة جوهرة كنيستنا ؟
وجود الرهبنة امر ضروري للغاية ولازم نفهم لأنها مسؤوليتنا والرهبنة جوهرة لامعة ولها جوانب تجعلها لامعة :
الجانب الأول: حياة التوبة
(مت 3: 2 تُوبُوا، لأَنَّهُ قَدِ اقْتَرَبَ مَلَكُوتُ السَّماوَاتِ) الرهبنة صوم عن العالم والذت وحنين للسماء كل ما الانسان يشعر في أعماقه بإحساس اقتراب ملكوت السموات وهنا تبدوا قيمة الاديرة لأنها جماعات رهبانية كل انسان يساعد اخوه على التوبة للتواضع وادانه الذات وفقر اختياري وناتئ الى الدير لنشحن روحياً وتأتى لسبب رؤية التائبين لنتعلم من سيرتهم ومنظرهم والاديرة مواضع توبة
الجانب الثاني: الصلاة
الرهبنة جامعات روحية متخصصة في الصلاة والعمل الرئيسي هو الصلاة وقت للصلاة والقراءة العمل والانسان عنده عقل يحتاج للقراءة وقلب يحتاج للصلاة ويد تحتاج الى العمل
فالصلاة تمثل العمود الفقري للحياة الرهبانية الراهب ماشي يزمر يعنى يتلو المزامير اما انا في صلاة الراهب في عمقه ونموه هو صلاة ونزداد قوة بوجود مصليين ومتفرغين للحياة والصلاة الدائمة تعنى حب الانسان لله والوقت أغلي هدية لنقدمها الى من نحب وأكبر دليل لمحبتك لله في الصلاة سكون الحياة والحواس من التقاليد الرهبانية القديمة ان لما الانسان كان يعمل حتى حاجة سخنه بمعلقة خشب حتى لا يكسر الصمت والسكون المقدس ودى مسؤوليتنا كلنا لنحافظ على الجوهرة سكون المكان وسكون القلب فكرة ويقدموا له هدية موبايل هذه الأمور تفسد الحياة الرهبانية جوهرة الكنيسة وتقدم له كتاب تحفظ هدؤه وعلمة .
الجانب الثالث: الطاعة
جانب أساسي او ما يسمى قطع الهواء والمشيئة طاعة قلبية لطاعة رئيس الدير لأنه اب قبل كل شيء والابوة الروحية في قيادة الحياة الرهبانية اغلى شيء لان الإباء اللي اتكلموا عن الطاعة في الحياة الرهبانية شبهوا كسر الطاعة بخطية الزنا ومن هنا نشئت الحياة الرهبانية ” ابن الطاعه تحل عليه البركة ، واساس الحياة وفى عبرانيين (13:17) أَطِيعُوا مُرْشِدِيكُمْ وَٱخْضَعُوا، لِأَنَّهُمْ يَسْهَرُونَ لِأَجْلِ نُفُوسِكُمْ كَأَنَّهُمْ سَوْفَ يُعْطُونَ حِسَابًا، لِكَيْ يَفْعَلُوا ذَلِكَ بِفَرَحٍ، لَا آنِّينَ، لِأَنَّ هَذَا غَيْرُ نَافِعٍ لَكُمْ.
الجانب الرابع: الوصيه
تعتمد على الكتاب المقدس فقط عيشوا كما يحق لإنجيل المسيح كأنها تأصيل للوصية في حياة الانسان وكأنه متخصص في الانجيل يمتص منه الوصية ويطبقها في حياته زمان كان يسافروا اميال كثيرة ليروا الراهب وشكله وحياته والبابا القبطي كان يسافر في البرية ليقابل بعض القديسين اللى عايشين في البرية ويفضلوا صامتين للغروب ويقول راهب للاب القديس اعطى كلمة لينصرف البابا فكان يقول ” واذا لم ينتفع من صمتي لا ينتفع من كلامي “وينصرف البابا ويعتبرها كنز ويأخذها وتعيش هذه الكلمة عبر الأجيال والقرون لان من خلال الوصية يتقدم الانسان الى حياة الكمال التي يسعى لها الانسان والخطية تصير كبيرة مهما كانت صغيرة في عيون الراهب وعاشت الرهبنة عبر الأجيال وظهر منها قديسين عظام وحتى القديس يوحنا ذهبي الفم قال السماء بكبل جمالها لا تساوى الشموع المتناثرة في الصحراء.
الرهبنة جوهرة الكنسة نحافظ عليها وعلى حياة الإباء الرهبان ولا نفسد الحياة ومن اجل مزيد من العمق كنيستنا بها جوهرة مسؤوليتنا لنحافظ عليها لتكون لامعه وخدمة الكنيسة لا تنجح الا بصلواتهم,
وأديرتنا القبطية في كمصر كثيرة و خارج مصرلدينا عشرة اديرة عامرة تنقل الحياة الرهبانية للدول الأخرى والصلوات التي ترتفع هي التي تحفظ الحياة الرهبانية في حياة الانسان ويجب ان نصونها ومنذ سنة زارنا اباء رهبان من روسيا وهى بها المئات من الاديرة وزاروا ليتعلموا من الرهبنة القبطية وزارو العديد من الاديرة مثل دير الانبا انطونيوس وكانوا في حالة انبهار شديد أديرتنا ورهبانيتنا يجب ان نصونها لألهنا كل المجد من الأن والى الابد أمين .