خلال لقاء قداسة البابا الأنبا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، مع أقباط أمستردام ألقى قداسته كلمة روحية بعنوان “هل قابلت المسيح ؟!” قدم فيها ثلاثة نماذج من الشخصيات التي إلتقت بالسيد المسيح بعد القيامة وهم مريم المجدلية وتلميذي عمواس ويوحنا الحبيب
وإلى ملخص الكلمة:….. أنا عايز أكلمكم النهاردة في موضوع بعنوان “هل قابلت المسيح ؟!” وهناك شخصيات إلتقته بعد القيامة مثل: 1- مريم المجدلية: وهي كانت تبكي كثيرا بعد صلب السيد المسيح وفي يوم القيامة ذهبت مبكرا للقبر وكانت تبكي و لم تستطع أن تميز السيد المسيح حين رأته وظنته البستاني ، فسألته وهي ترجوه أن كنت قد أخذته فأخبرني أين وضعته ؟! أما هذا الذي ظهر أمامها وكأنه بستاني وهو شخص المسيح القائم فناداها بكلمة واحدة وهي اسمها إذ قال لها: يا مريم..! .. وفي هذه اللحظة عرفت المجدلية المسيح من صوته، طوبى لمن يعرف المسيح ويميز صوته ونحن نلتقي بأناس ونتعرض لمواقف كثيرة، فالله يرسل لنا صوته فهو يكلمنا مرة في الإنجيل ومرة في كتابات الآباء الروحية ومرة في العظات والتعاليم ، ومازال الله يكلمنا ، ترى هل نحن نسمع صوته ؟! .. هل نحن نعرفه ؟! كلنا يعرف قصة الطفل صموئيل الذي كان الله يكلمه دون أن يميزه ، لذا فهو ذهب إلى عالي الكاهن وسأله فقال له حين تسمع الصوت قل تكلم يارب فإن عبدك سامع .. ترى هل أذنك تميز صوت المسيح ، وهو أمر يأتي بالتدرب ، مثال: حينما نسمع أصوات أحبائنا في التليفون نميزها بسهولة ، مثال اخر: هناك شاب صغير دخل الكنيسة فسمع آية تقول: إن أردت أن تكون كاملا فاذهب وبع كل مالك ….. فاعتبرها صوت المسيح له ، فخرج واتجه إلى البرية وصار القديس الأنبا أنطونيوس اب جميع الرهبان في العالم كله والقصة دي حصلت في أرض مصر .. مريم المجدلية عرفت السيد المسيح من صوته ، ترى هل انت تميز صوت المسيح في صلواتك ؟ .. لذا أنا أنصح بأن نترك وقتا زائدا حين نصلي عشان تسمع صوت المسيح نجعل الله في صلواتنا ، نحتاج أن نسمع صوته مثلما سمعته المجدلية التي كلفها بمهمة البشارة لتلاميذه بالقيامة. 2- تلميذي عمواس: اثنان ماشيان ذاهبين إلى قرية قريبة وجاء المسيح في وسط وسار معهم وكلمهم لكن كان هناك شئ ما يتحرك في قلبهم ، ودار بينهم حديث عما جرى للسيد المسيح، فبدأ يشرح لهم من النبوات مايخص هذه الأحداث ، وحينما وصلا للمكان الذي كانا يقصدانه تظاهر بأنه مسافر إلى مكان أبعد فأمسكاه وألزماه أن يبقى معهم ، وحين كسر الخبر عرفاه فقال: ألم يكن قلبنا ملتهبا فينا …. هناك من يعرفون الله حين تجلس إليه وتسمع، مثال: قصة الأنبا بيشوي والرهبان حينما طلبوا أن يروا السيد المسيح فأجابهم لطلبهم ، وحين جاء الوقت المحدد صعدوا إلى الجبل كل يبحث عن السيد المسيح ، ثم إلتقاهم المسيح في شكل رجل عجوز فرفضوا أن يأخذوا معهم ، إلا القديس الأنبا بيشوي فقبله وحمله على كتفه ، إذن يمكنك أن تقابل المسيح في انسان مسافر أو عجوز فهل ستعرفه ؟! .. يجب أن يكون لك عشرة معه لكي تعرفه. 3- يوحنا الحبيب: مجموعة من الصيادين ساهرين في عملية صيد ولكنهم لم يصطادوا شيئا ، رأوا شخصا يقول لهم ألقوا الشباك ناحية اليمين ، وحين ألقوها وجدوا كميات كبيرة من السمك ، ولم يعرفوه باستثناء القديس يوحنا الحبيب الذي قال لهم: هو الرب ..!! .. فيوحنا كان هو الأقرب له وكان يتكئ على صدره ، وحينما سمع بطرس قفز في المياه لأنه كان يشعر بالخجل منه لأجل الإنكار ، وحينما خرجوا من الماء وذهبوا إليه وجدوا أمامه سمكا مشويا ، وحينئذ سأل بطرس: أتحبني فقال له نعم ، فقال له إرع خرافي ، فسأله مرة ثانية فقال له إرع خرافي ، وعندما سأله مرة ثالثة قال له يارب انت تعلم أني أحبك فقال له إرع غنمي ، فبطرس الذي أنكر عندما قابل المسيح القائم صار له كارزا وشاهدا وشهيدا وفي إستشهاده لم يطلب أن يصلب كسيده فطلب أن يصلب منكس الرأس ، لذا فإنك من الممكن أن تقابل المسيح في مكان عملك مثل التلاميذ ومثل لاوي حينما ذهب إليه السيد المسيح في مكان عمله وطلب منه أن يتبعه ، فالحياة مجموعة من الفرص ، والفرص الروحية لابد أن ننتهزها ، حين تشعر بحرارة روحية وصوت يقول لك: صل أو إذهب إلى الكنيسة فلا تؤجل لأنها قد تكون فرصة للقاء المسيح ، وهذه هي زيارات النعمة التي يخبرنا عنها الآباء ، مثال: الطفل الصغير الذي تنادي عليه أمه وتطلب منه أن تساعده في تعديل أوضاع ملابسه ، فالطفل يسلم لها نفسه تماما فتقوم الأم بإعادة ملابسه إلى الوضع السليم اللائق ، هكذا نحن فلنسلم له حياتنا لكي يدبرها حسب مشيئته.