ألقى قداسة البابا تواضروس الثاني عظته عبر القنوات الفضائية المسيحية، وذلك في اجتماع الأربعاء الأسبوعي.
دار موضوع العظة حول موضوع حمل عنوان “لا تكن جاهلًا”.
ويعتبر هذا الاجتماع هو الأخير قبل التوقف المقرر لاجتماع الأربعاء خلال شهر يناير.
+ قداسة البابا يهنئ أبناءه بالعام الجديد والأعياد
هنأ قداسة البابا تواضروس الثاني، في ختام عظته باجتماع الأربعاء الأسبوعي اليوم، أبناءه بحلول العام الجديد ٢٠٢١، وأعياد الميلاد والغطاس والختان وعرس قانا الجليل قائلًا:
“أهنئكم ببداية العام الجديد ٢٠٢١ ونصلي أن يعطينا الله عامًا هادئًا ومفرحًا وسعيدًا على الكل ويرفع الجائحة الموجودة في العالم كله ويعطي عودة لحياتنا الطبيعية الهادئة.
الله يدبر حياتنا كلنا ويعطينا عامًا هادئًا ويحفظ بلادنا وكنيستنا وأهنئكم بعيد الميلاد المجيد وعيد الغطاس وعيد الختان وعرس قانا الجليل وبنعمة المسيح نتوقف خلال شهر يناير وكل سنة وأنتم طيبين”
+ “لا تكن جاهلًا”… عظة الأربعاء الأسبوعية لقداسة البابا تواضروس الثاني……
بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد آمين، تحل عينا نعمته ورحمته وبركته من الأن وإلى الأبد آمين.
أقرأ معكم اليوم فصل من الأصحاح الخامس لرسالة معلمنا مار بولس الرسول لأهل أفسس:
“فانظروا كيف تسلكون بالتدقيق لا كجهلاء بل كحكماء، مفتدين الوقت لان الأيام شريرة، من اجل ذلك لا تكونوا اغبياء بل فاهمين ما هي مشيئة الرب
و لا تسكروا بالخمر الذي فيه الخلاعة بل امتلئوا بالروح، مكلمين بعضكم بعضا بمزامير و تسابيح و اغاني روحية مترنمين و مرتلين في قلوبكم للرب، شاكرين كل حين على كل شيء في اسم ربنا يسوع المسيح لله و الاب، خاضعين بعضكم لبعض في خوف الله” ( رسالة بولس الرسول لاهل أفسس٥: ١٥- ٢١)
نحن اليوم في الحلقة السادسة من تأملاتنا في سفر يشوع بن سيراخ والتي أخذنها عبر فترة صوم الميلاد
في الحلقة الأخيرة من حكمة يشوع بن سيراخ أريد أن أتكلم عن ” لا تكن جاهلًا” القديس يشوع بن سيراخ يعلمنا ما هو الجهل؟ والجهل له معاني كثيرة وليس جهل التعليم فقط، ونحن تكلمنا عن ( لا تكن قاسيًا، ولا تكن ثرثارًا، ولا تكن مغرورًا، ولا تكن صغير النفس، ولا تكشف اسرارك) وهذا الأسبوع “لا تكن جاهلًا”
ما هو الجهل؟
النوع الأول الجهل بالوقت: وهو النوع الشائع ويقع فيه ناس كثيرة دون النظر عن ثقافتهم، في مثل العذارى الحكيمات والجاهلات الفرق بينهم إن الجاهلات لم يستغلوا الوقت في الاستعداد، فالجاهل هنا هو الإنسان الذي يضيع الوقت “تسويف العمر باطلًا” والقديس بولس يقول” فَانْظُرُوا كَيْفَ تَسْلُكُونَ بِالتَّدْقِيقِ، لاَ كَجُهَلاَءَ بَلْ كَحُكَمَاءَ ” الحكيم هو الذي يجعل وقته بقيمة الفداء، وفي مثل الوزنات من أخذ الوزنة كان كسلان ولم يستثمر الوزنة فطرح في النار الخارجية وكان من الجهلاء وكان مصيره مؤلم، لا تكن جاهلًا ولا ترفض المعرفة.
١- لا تكن جاهلًا بالمرجعية: فيجب أن يكون لك مرجع، جمال الحياة الرهبانية أن التلميذ يسأل معلمه، ومن الأمور الجيدة في كنيستنا أن يكون للإنسان أب أعتراف أو مرشد روحي لاَ تَسْتَخِفَّ بِكَلاَمِ الْحُكَمَاءِ، بَلْ كُنْ لَهِجًا بِأَمْثَالِهِمْ، لاَ تُهْمِلْ كَلاَمَ الشُّيُوخِ، فَإِنَّهُمْ تَعَلَّمُوا مِنْ آبَائِهِمْ ” معرفة الشيوخ الذين عاشوا في مدرسة الحياة لها قيمتها ورحبعام عندما ترك مشورة الشيوخ وسمع للشباب لم يفلح وقسمت المملكة، أجعل دائمًا لك مرجعية ” اَ تعْمَلْ شَيْئًا عَنْ غَيْرِ مَشُورَةٍ؛ فَلاَ تَنْدَمَ عَلَى عَمَلِكَ. “ومن الأشياء الجيدة أن يتخذ الزوجان اشبين ويكون حارس لهذا الزواج ويكون مرجع لهذا الزواج وهو تقليد جيد ” الْخَلاَصُ بِكَثْرَةِ الْمُشِيرِينَ.”.
٢- لا تكن جاهلًا إجتماعيًا:” فَحَسَبَ طَاقَتِكُمْ سَالِمُوا جَمِيعَ النَّاسِ ” لاَ تُخَاصِمِ الْمُقْتَدِرَ، لِئَلاَّ تَقَعَ فِي يَدَيْهِ. لاَ تُنَازِعِ الْغَنِيَّ، لِئَلاَّ يَجْعَلَ عَلَيْكَ ثِقَلًا ” كن حكيم قبل أن تأخذ أي قرار، ” لاَ تَنْتَصِبْ فِي وَجْهِ الشَّاتِمِ، لِئَلاَّ يَتَرَصَّدَ لِفَمِكَ فِي الْكَمِينِ ” القديس بولس يقول نُشْتَمُ فَنُبَارِكُ ” ومع انتشار السوشيال ميديا قد يأخذ الكلام بمعنى خطأ والناس تتداوله وصار العالم يعيش في بحر من الأكاذيب (عصر الكذب)، ” لاَ تُقْرِضْ مَنْ هُوَ أَقْوَى مِنْكَ، فَإِنْ أَقْرَضْتَهُ شَيْئًا، فَاحْسَبْ أَنَّكَ قَدْ أَضَعْتَهُ. ” ” لاَ تَثِقْ بِعَدُوِّكَ أَبَدًا، فَإِنَّ خُبْثَهُ كَصَدَإِ النُّحَاسِ. ” من فضلك على المستوى الأجتماعي كن حكيمًا لا تكن جاهلًا وميز بين الصديق والعدو.
٤- لا تكن جاهلًا بوقت الفرح: لا تضيع وقت الفرح لا تكون سبب للنكد ” لاَ تَخْسَرْ يَوْمًا صَالِحًا” لا تكون مثل الابن الكبير في مثل الابن الضال واضاع وقت الفرح ولم يريد أن يشارك في فرح الأسرة بعودة أخيه، ” لاَ تَغُمَّ نَفْسَكَ، وَلاَ تُضَيِّقْ صَدْرَكَ بِأَفْكَارِكَ.” ” لاَ تُسَلِّمْ قَلْبَكَ إِلَى الْحُزْنِ ” وفي النهاية يقول لما “لاَ تَكُنْ جَاهِلًا فِي كَبِيرَةٍ وَلاَ فِي صَغِيرَةٍ.” ضعها أمامك باستمرار ولا تكن جاهلًا وتعلم أن تعيش في حكمة وفي صلاح وتفهم الحياة.وهذه خلاصة للست محاضرات (الست وصايا) من سفر يشوع بن سيراخ. لإلهنا كل مجد وكرامة من الأن وإلى الأبد آمين.