+ قداسة البابا يواصل تقديم رسائل الفرح في اجتماع الأربعاء
ألقى قداسة البابا تواضروس الثاني عظته الأسبوعية في اجتماع الأربعاء مساء اليوم من المقر البابوي بالقاهرة، وبُثَّت العظة مباشرةً عبر القنوات الفضائية المسيحية وقناة C.O.C التابعة للمركز الإعلامي للكنيسة على شبكة الإنترنت، دون حضور شعبي.
وواصل قداسته سلسلة “رسالة فرح” من خلال رسالة فيلبي التي تتميز بروح الفرح، والتي بدأها يوم الأربعاء الثالث والعشرين من شهر يونيو الماضي، بالتزامن مع بدء صوم الآباء الرسل. وقدم قداسة البابا اليوم الحلقة الخامسة من السلسلة متحدثًا عن أربع شخصيات تتناولهم رسالة فيلبي، وهم السيد المسيح، بولس الرسول، القديس تيموثاوس، القديس أبفرودتس. وأشار قداسته إلى حياة الاتضاع والتلمذة التي يجب يتحلى بها الإنسان المسيحي.
+ “رسالة الفرح ٥” عظة قداسة البابا تواضروس الثاني اليوم في اجتماع الأربعاء الأسبوعي
بسم الآب والابن والروح القدس من الآن وإلى الآبد أمين،
“عَلَى أَنِّي أَرْجُو فِي الرَّبِّ يَسُوعَ أَنْ أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ سَرِيعًا تِيمُوثَاوُسَ لِكَيْ تَطِيبَ نَفْسِي إِذَا عَرَفْتُ أَحْوَالَكُمْ. لأَنْ لَيْسَ لِي أَحَدٌ آخَرُ نَظِيرُ نَفْسِي يَهْتَمُّ بِأَحْوَالِكُمْ بِإِخْلاَصٍ، إِذِ الْجَمِيعُ يَطْلُبُونَ مَا هُوَ لأَنْفُسِهِمْ لاَ مَا هُوَ لِيَسُوعَ الْمَسِيحِ. وَأَمَّا اخْتِبَارُهُ فَأَنْتُمْ تَعْرِفُونَ أَنَّهُ كَوَلَدٍ مَعَ أَبٍ خَدَمَ مَعِي لأَجْلِ الإِنْجِيلِ. هذَا أَرْجُو أَنْ أُرْسِلَهُ أَوَّلَ مَا أَرَى أَحْوَالِي حَالاً. وَأَثِقُ بِالرَّبِّ أَنِّي أَنَا أَيْضًا سَآتِي إِلَيْكُمْ سَرِيعًا. وَلكِنِّي حَسِبْتُ مِنَ الّلاَزِمِ أَنْ أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ أَبَفْرُودِتُسَ أَخِي، وَالْعَامِلَ مَعِي، وَالْمُتَجَنِّدَ مَعِي، وَرَسُولَكُمْ، وَالْخَادِمَ لِحَاجَتِي. إِذْ كَانَ مُشْتَاقًا إِلَى جَمِيعِكُمْ وَمَغْمُومًا، لأَنَّكُمْ سَمِعْتُمْ أَنَّهُ كَانَ مَرِيضًا. فَإِنَّهُ مَرِضَ قَرِيبًا مِنَ الْمَوْتِ، لكِنَّ اللهَ رَحِمَهُ. وَلَيْسَ إِيَّاهُ وَحْدَهُ بَلْ إِيَّايَ أَيْضًا لِئَلاَّ يَكُونَ لِي حُزْنٌ عَلَى حُزْنٍ. فَأَرْسَلْتُهُ إِلَيْكُمْ بِأَوْفَرِ سُرْعَةٍ، حَتَّى إِذَا رَأَيْتُمُوهُ تَفْرَحُونَ أَيْضًا وَأَكُونُ أَنَا أَقَلَّ حُزْنًا. فَاقْبَلُوهُ فِي الرَّبِّ بِكُلِّ فَرَحٍ، وَلْيَكُنْ مِثْلُهُ مُكَرَّمًا عِنْدَكُمْ. لأَنَّهُ مِنْ أَجْلِ عَمَلِ الْمَسِيحِ قَارَبَ الْمَوْتَ، مُخَاطِرًا بِنَفْسِهِ، لِكَيْ يَجْبُرَ نُقْصَانَ خِدْمَتِكُمْ لِي.” (في ٢ : ١٩ – ٢٠).
بولس الرسول وهو بيكتب الرسالة كان في هدوء السجن وبيكتبها لشعب بيحبه وخدمه وفي حضور الخادم أبفردوتس.
ورسالة فيلبي فيها ٤ شخصيات:
أولًا : شخصية المسيح.
ثانيًا : شخصية بولس الرسول.
ثالثًا : شخصية تيموثاوس.
رابعًا : شخصية أبفرودتس.
والجزء ده بيتكلم عن اثنين تيموثاوس وأبفرودتس وبيقدم في الرسالة نماذج لخدام متضعين.
وبيقدم الصورة والنصيحة والوصية مطبقة في حياة تيموثاوس وأبفرودتس.
وفي آخر الرسالة بيتكلم عن أختين خادمتين اختلفوا مع بعض، واحدة اسمها أفودية ومعناها رائحة طيبة والثانية اسمها سِنتيخي ومعناها حظ كويس.
بولس الرسول بيقدم لنا صورة خادمين ناجحين.
وفي آخر الرسالة يعبر على اختلاف الواقع بين خادمتين، أفودية وسِنتيخي.
وبيقدم لنا في الأول الصورة البيضاء اللامعة وبعد كده بيقدم لنا الصورة اللي بتتشوه شوية بسبب الاختلاف اللي موجود.
وفي الجزء الأول وضح لنا إخلاء ربنا يسوع المسيح وعمل إيه واتضع إزاي.
وقدم لنا شخصية بولس الرسول نفسه الخادم المشتاق لرعيته وخدمته بالرغم من إنه في السجن وفرحان إن أهل فيلبي فكروا فيه رغم ضعف إمكانيتهم.
تيموثاوس الشخصية الأولى الجميلة بيقدمها لنا بولس الرسول مكتوبة باسمه رسالتين في النهاية.
والرسالة الثانية آخر رسالة كتبها بولس الرسول وهو بيستودع فيها كل خبراته.
وكلمة تيموثاوس معناها مكرم من الله ويشرح لنا قد إيه هو كان ناجح وفي وسط النجاح ناخد بالنا فيه حاجة بتضيع الخدمة وهى إن الجميع بيطلب ما هو لأنفسهم وليس ما هو ليسوع المسيح ودي خطية الذات إنه شايف نفسه معندوش إحساس بالآخر.
إحساس رائع بالمسؤلية وحرارة الروح لما بولس في السجن ويطلب من تيموثاوس يطمنه على أهل فيلبي، كان ممكن مايسألش عليهم ويبرر لنفسه بحجة السجن اللي هو فيه، لكنه اهتم بأحوالهم.
وتيموثاوس كان بيخدم ويهتم بأحوالهم بإخلاص وأمانة، وهنا وضح لنا إن اللي بيخدم بإخلاص قلة وكتير سابوه.
“وَأَمَّا اخْتِبَارُهُ فَأَنْتُمْ تَعْرِفُونَ أَنَّهُ كَوَلَدٍ مَعَ أَبٍ خَدَمَ مَعِي لأَجْلِ الإِنْجِيلِ”
عايز يقول إن تيموثاوس تتلمذ على إيده كإبن لأب خدم لأجل الإنجيل.
تيموثاوس كان أبوه أممي وأمه يهودية وتربى تربية كويسة وأخده بولس الرسول وختنه حسب العادات اليهودية عشان يخدم في صفوف اليهودية والأهم من كل ده اتضاعه.
فعلًا اللي يخلي الخادم ناجح أمام المسيح هو اتضاعه وليست مواهبه أو اجتهاده أو علمه.
(على ابن الطاعة تحل عليه البركة) ابن الطاعة شخص متضع أما المخالف حاله تالف خالص.
وفعلًا تيموثاوس عاش تلمذة حقيقية وبإخلاص.
يهوذا لما كان تلميذ المسيح شاف معجزاته وكلماته وكانت حياته في وسط التلاميذ كويسة ومع ذلك نسي اتضاعه ووقع في هوة الذات ووقع في خطية الخيانة.
نعمة كبيرة للإنسان أنه يتتلمذ تلمذة حقيقية، ونسمع في تاريخ القديسين والأباء والبرية إزاي يتتلمذ مثلًا القديس الأنبا باخوميوس أب الشركة وتادرس تلميذه، والأنبا شنودة رئيس المتوحدين وويصا تلميذه، القديس الأنبا إبرام أسقف الفيوم والقديس ميخائيل البحيري تلميذه.
التلمذة أحد روافد النجاح واستمرار الخدمة والمسؤلية من جيل إلى جيل.
تلاميذ المسيح كانوا مخلصين زي يوحنا الحبيب كان يتكئ راسه على صدر المسيح وكرمه المسيح بكتابة سفر الرؤيا والرسائل والإنجيل وكتب حاجات التلاميذ الأخرين لن يحصلوها أو يعيشوها، زي الصلاة الوداعية ويسجلها مش مذكورة في البشاير الثلاثة وسفر الأبدية (الرؤيا) والرسائل الثلاثة اللي بيتكلم فيها عن المحبة.
ويقولنا بصريح العبارة “يَا أَوْلاَدِي، لاَ نُحِبَّ بِالْكَلاَمِ وَلاَ بِاللِّسَانِ، بَلْ بِالْعَمَلِ وَالْحَقِّ!” (١ يو ٣ : ١٨)
الخلاصات الإيمانية دي اكتسبها من تلمذته.
تيموثاوس فعلًا رائع ومكرم من المسيح، وبولس الرسول وضع لنا إطار للخدمة الضعيفة، الجميع يطلبون ما هو لأنفسهم لا ما هو ليسوع المسيح.
أيها الحبيب إن كنت خادم أو مخدوم إن كنت مسؤول في مكان كبير أو صغير من فضلك راجع نفسك حط الآية دي قدامك.
أوعى تكون ممن يطلبون ما هو لأنفسهم لا ما هو ليسوع المسيح، واسمك بتخدمه وموجود ومعروف لكن المسيح مش موجود في حياتك ..فانتبه. وبعد كده تكلم على أبفرودتس إنه خادم عند أهل فيلبي جمعوا العطايا عشان يوصلها لبولس في السجن بالرغم من إن أبفرودتس كانت صحته ضعيفة جدًا ومريض إلا إنه تحامل وأخد العطية ومع ذلك لم يكن فيه إمكانيات للمواصلات وقتها.
ولما وصل لبولس المرض اشتد عليه ومع ذلك فربنا رحمه ورحم بولس من الحزن والضيق.
وكلمة أبفرودتس اسم يوناني معناه الجذاب.
“أبَفْرُودِتُسَ أَخِي، وَالْعَامِلَ مَعِي، وَالْمُتَجَنِّدَ مَعِي، وَرَسُولَكُمْ، وَالْخَادِمَ لِحَاجَتِي.” وهنا بولس بيوصف أبفرودتس.
وسمعوا هناك أن مرضه إشتد عليه وإن ربنا رحمه ومجرد ما وقف تاني بعته ليهم والحزن قل عندهم وأي واحد زي أبفرودتس كرموه.
أبفرودتس خادم متزن يعرف مسؤولياته كويس وعايز يخدم الأخرين وساهم في العطية وحملها مخاطرًا بنفسه، وهو فعلًا نموذج الخادم الخاضع.
بولس الرسول عايز يوضح لنا أن الصورة الإيجابية هي اللي بتغلب.
“أَطْلُبُ إِلَى أَفُودِيَةَ وَأَطْلُبُ إِلَى سِنْتِيخِي أَنْ تَفْتَكِرَا فِكْرًا وَاحِدًا فِي الرَّبِّ.” (٤ : ٢)
دايمًا الصورة السلبية متعبة والصورة الإيجابية حلوة بنحب نقدمها.
زي ماقدم لنا بولس الرسول المسيح وما صنعه، وقدم لنا نفسه هو وإزاي دول إتلمذوا على إيديه بالرغم من إن بولس الرسول عرف المسيح في نصف حياته، لكن عاش وعرف المسيح واجتهد وتقدم وقدم لنا صورة الخادم المتضع لدرجة قال على نفسه في مرة “كَأَنَّهُ لِلسِّقْطِ” (١ كو ١٥ : ٨) والسقط هو الجنين اللي بيتولد ميت، ويقوم يقدم لنا التلميذين تيموثاوس وأبفرودتس بتلمذته الحقيقية اللي عاشوا بيها.
ياريت نقرأ الإصحاح ونعيش جواه ندور على نفسنا إحنا زي بولس ولا أخدنا اتضاع المسيح والمثال الحلو اللي بيقدمه لنا ولا زي تيموثاوس وأبفرودتس.
ياترى عايش في روح الشركة الحقيقية ولا مجرد من بره اسم إنسان مسيحي ومش عارف الوصية.
فعلًا الفرح الحقيقي بيتحقق بالاتضاع من بين كل أفراد الكنيسة والخدام والإنسان يعتبر نفسه دايمًا هو الأصغر متمثلًا بشخص يسوع المسيح.
لإلهنا كل مجد وكرامة من الآن وإلى الآبد آمين.