عقد قداسة البابا تواضروس الثاني اجتماع الأربعاء الأسبوعي مساء الاربعاء من المقر البابوي بالقاهرة، وبُثَّت العظة مباشرةً عبر القنوات الفضائية المسيحية وقناة C.O.C التابعة للمركز الإعلامي للكنيسة على شبكة الإنترنت.
وربط قداسته في عظة اليوم بين محتوى سفر ملاخي ورحلة الصوم الكبير
وتناول قداسة البابا في عظة اجتماع الأربعاء الأسبوعي خلال فترة الصوم الحالي، الربط بين أسفار العهد القديم وموضوعات آحاد الصوم الكبير الستة.
+ قداسة البابا يشدد على الالتزام بنسبة ٢٥٪ من سعة الكنيسة مع الكمامة والتباعد الاجتماعي
أكد قداسة البابا تواضروس الثاني في بداية عظته باجتماع الأربعاء الأسبوعي، اليوم، على أهمية الالتزام بالإجراءات الاحترازية للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد، خاصة في الفترة المقبلة خلال صلوات أسبوع البصخة المقدسة وعيد القيامة المجيد.
وجاء نص حديث قداسته في هذا الشأن كما يلي:
أريد أن أعيد وأؤكد على الإجراءات التي نعيشها في فترة كورونا، الإجراءات الإحترازية والصحية الواجبة وأرجوكم انتبهوا لأن الموجة الحالية من فيروس كورونا موجة قوية وشديدة وهناك أعداد متزايدة من الإصابات، أرجو أن تلتزموا بأعداد محدودة لا تزيد عن ٢٥٪ من سعة الكنيسة، اهتموا بالكمامة وغسل الأيدي والتباعد والتهوية الجيدة ولا تجلسوا في أماكن مغلقة مدة طويلة، والإكثار من شرب الماء وتناول الأطعمة الطازجة وتناول الخضروات والفاكهة، وبرغم حبنا لأسبوع الآلام يمكن أن تقوم الكنائس بتوزيع المناسبات على الشعب حتى لا يحدث تكدس ويتحقق التباعد، فالمهم أن نحافظ على صحتنا وصحة أولادنا وآبائنا وكل الموجودين، أرجوكم أن تأخذوا الأمر بمزيد من الجدية، نحن نسمع كل يوم عن انتقال الكثير من الأحباء وإصابة الكثيرين، والله ينجي الكثير من الناس، ربنا يحفظكم ويبعد كل شر وينقذ العالم من هذا الوباء من أجل بلادنا ومن أجل كل العالم.
+ سفر ملاخي ورحلة الصوم في عظة اجتماع الأربعاء الأسبوعي
باسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد. آمين.
تحل عينا نعمته ورحمته وبركته من الآن وإلى الأبد. آمين.
ونحن نقترب من الأسبوع الأخير نريد أن نقوم بمراجعة وتهيئة للأسبوع الأخير من الصوم الكبير.
من إنجيل معلمنا مارمتى البشير:
“سِرَاجُ الْجَسَدِ هُوَ الْعَيْنُ، فَإِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ بَسِيطَةً فَجَسَدُكَ كُلُّهُ يَكُونُ نَيِّرًا، وَإِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ شِرِّيرَةً فَجَسَدُكَ كُلُّهُ يَكُونُ مُظْلِمًا، فَإِنْ كَانَ النُّورُ الَّذِي فِيكَ ظَلاَمًا فَالظَّلاَمُ كَمْ يَكُونُ! «لاَ يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَخْدِمَ سَيِّدَيْنِ، لأَنَّهُ إِمَّا أَنْ يُبْغِضَ الْوَاحِدَ وَيُحِبَّ الآخَرَ، أَوْ يُلاَزِمَ الْوَاحِدَ وَيَحْتَقِرَ الآخَرَ. لاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَخْدِمُوا اللهَ وَالْمَالَ. لكِنِ اطْلُبُوا أَوَّلًا مَلَكُوتَ اللهِ وَبِرَّهُ، وَهذِهِ كُلُّهَا تُزَادُ لَكُمْ. فَلاَ تَهْتَمُّوا لِلْغَدِ، لأَنَّ الْغَدَ يَهْتَمُّ بِمَا لِنَفْسِهِ. يَكْفِي الْيَوْمَ شَرُّهُ.”
أريد أن أتحدث اليوم وكما تحدثنا في أسابيع الصوم المقدس وكيف ربطناها بأسفار الأنبياء الصغار، ونحن نتهيأ للأسبوع الأخيرأريد أن نتحدث عن سفر ملاخي وهو آخر سفر في العهد القديم، نحن أخذنا ستة آحاد (الكنوز – التجربة – الابن الضال – السامرية – المخلع – المولود أعمى) وسوف نأخذ كل هذه الأسابيع ونقوم برحلة في سفر ملاخي الذي يتميز بوجود ستة حوارات (حوار بين الله والشعب) بين الله وبينك.
مقدمة سفر ملاخي:
هو سفر صغير مكون من أربعة أصحاحات، وكلمة ملاخي مشتقة من كلمة (ملاكي)، ويتناول فترة ما بعد العودة من السبي البابلي، وبعد العودة من السبي كانت أمال اليهود كبيرة، من الآيات مشهورة في سفر ملاخي “هَاتُوا جَمِيعَ الْعُشُورِ إِلَى الْخَزْنَةِ لِيَكُونَ فِي بَيْتِي طَعَامٌ، وَجَرِّبُونِي بِهذَا، قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ” (ملا ٣: ١٠)، والسفر عبارة عن ستة حوارات:
الحوار الأول: “أَحْبَبْتُكُمْ، قَالَ الرَّبُّ. وَقُلْتُمْ: بِمَ أَحْبَبْتَنَا؟”( قساوة القلب).
الحوار الثاني: “فَإِنْ كُنْتُ أَنَا أَبًا، فَأَيْنَ كَرَامَتِي؟ وَإِنْ كُنْتُ سَيِّدًا، فَأَيْنَ هَيْبَتِي؟” (الاستهانة بالرب).
الحوار الثالث: “لأَنَّ يَهُوذَا قَدْ نَجَّسَ قُدْسَ الرَّبِّ الَّذِي أَحَبَّهُ، وَتَزَوَّجَ بِنْتَ إِلهٍ غَرِيبٍ، مِنْ أَجْلِ أَنَّ الرَّبَّ هُوَ الشَّاهِدُ بَيْنَكَ وَبَيْنَ امْرَأَةِ شَبَابِكَ الَّتِي أَنْتَ غَدَرْتَ بِهَا، وَهِيَ قَرِينَتُكَ وَامْرَأَةُ عَهْدِكَ.” (حياة الخطية).
الحوار الرابع:” لَقَدْ أَتْعَبْتُمُ الرَّبَّ بِكَلاَمِكُمْ. وَقُلْتُمْ: «بِمَ أَتْعَبْنَاهُ؟» بِقَوْلِكُمْ: «كُلُّ مَنْ يَفْعَلُ الشَّرَّ فَهُوَ صَالِحٌ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ، وَهُوَ يُسَرُّ بِهِمْ». أَوْ: «أَيْنَ إِلهُ الْعَدْلِ؟».” (يتحدث عن من يصنع الشر قولًا وفعلًا).
الحوار الخامس: “«مِنْ أَيَّامِ آبَائِكُمْ حِدْتُمْ عَنْ فَرَائِضِي وَلَمْ تَحْفَظُوهَا. ارْجِعُوا إِلَيَّ أَرْجعْ إِلَيْكُمْ، قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ. فَقُلْتُمْ: بِمَاذَا نَرْجعُ؟، أَيَسْلُبُ الإِنْسَانُ اللهَ؟ فَإِنَّكُمْ سَلَبْتُمُونِي. فَقُلْتُمْ: بِمَ سَلَبْنَاكَ؟ فِي الْعُشُورِ وَالتَّقْدِمَةِ.” (يتحدث عن العبادة الناقصة)، ولذلك تُحدثنا الكنيسة في إنجيل أسبوع الرفاع عن (الصدقة – الصلاة – الصوم) (متى ٦)
الصدقة: علاقتك مع الإنسان
الصلاة: علاقتك مع الله
الصوم: علاقتك مع نفسك
وهذه الثلاثية هي أساس تكوين الحياة الروحية، في مفاهيم الكتاب المقدس تكون العبادة بكل ما يملك الإنسان، ولذلك تقول لنا الكنيسة في الأحد الأول “لاَ يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَخْدِمَ سَيِّدَيْنِ” لا يستطيع الإنسان أن تكون له عين في الأرض وعين في السماء، وإذا كانت عينك في السماء وهذه شهوة قلبك، يجب أن تترفع عن الأرضيات، وبرغم أننا نعيش على الأرض ونمارس حياتنا ولكن السماء هي التي تشغل فكر وقلب الإنسان.
الحوار السادس: “«أَقْوَالُكُمُ اشْتَدَّتْ عَلَيَّ، قَالَ الرَّبُّ. وَقُلْتُمْ: مَاذَا قُلْنَا عَلَيْكَ، قُلْتُمْ: عِبَادَةُ اللهِ بَاطِلَةٌ، وَمَا الْمَنْفَعَةُ مِنْ أَنَّنَا حَفِظْنَا شَعَائِرَهُ، وَأَنَّنَا سَلَكْنَا بِالْحُزْنِ قُدَّامَ رَبِّ الْجُنُودِ؟” (عدم التمييز ).
وهذه الحوارات الستة التي يتحدث عنها السفر رغم صغر أصحاحاته ولكنها تُظهر ضلال الشعب والشر الذي عاشوا فيه، وإذا تحدثنا عن الجزء الذي قمت بقراءته لكم من إنجيل متى الأصحاح السادس الذي نقرأه في الأحد الأول من الصوم الكبير (أحد الكنوز) ونتأمل فيه للتهيئة في الأسبوع الأخير من الصوم (أسبوع الآلام) وسوف أضع أمامك ستة أسئلة أرجو أن تنشغل بها وتقيس عليها نفسك ومقدار الفائدة التي قمت بتحصيلها من أسابيع الصوم.
السؤال الأول: هل تشك في عناية الله بك كما شك شعب بني إسرائيل ونقول لربنا “بِمَ أَحْبَبْتَنَا؟” هل لديك هذا الشك أم إيمانك راسخ؟
في إنجيل معلمنا مار متى الأصحاح السادس يقول: “اُنْظُرُوا إِلَى طُيُورِ السَّمَاءِ: إِنَّهَا لاَ تَزْرَعُ وَلاَ تَحْصُدُ وَلاَ تَجْمَعُ إِلَى مَخَازِنَ، وَأَبُوكُمُ السَّمَاوِيُّ يَقُوتُهَا. أَلَسْتُمْ أَنْتُمْ بِالْحَرِيِّ أَفْضَلَ مِنْهَا؟” هل يتسرب الشك أحيانًا إلى قلبك؟ هل يدخلك عدو الخير في دوامات الشك أم أنك تنتبه إلى ذاتك؟ يجب أن تنتبه إلى ذاتك لأن عطايا الله هي جديدة كل صباح، وفي صلاة الشكر نقول”نشكرك لأنك سترتنا وأعنتنا وحفظتنا وقبلتنا إليك وأشفقت علينا وعضدتنا وأتيت بنا إلى هذه الساعة” ألغِ الشك من حياتك.
السؤال الثاني: هل تقدم تقدمات معيبة لله؟ هل تحب أشياءًا على الأرض أكثر من محبتك لله؟، كما شرحنا في الأسابيع الماضية إن معنى الصوم هو أننا نقول لله إن حياتنا منك وليس من الطعام ولذلك يوجد في الصوم فترة انقطاع وفترة طعام نباتي ونحن غير مشغولين بشيء بل نأخذ أقل القليل ولكن فكرنا وحياتنا كلها فيك أنت ولا نحب شيئًا أكثر منك، هل تقدم حياتك وعباداتك وصلواتك بشكل فاتر؟
في إنجيل معلمنا مار متى الأصحاح السادس “«لاَ يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَخْدِمَ سَيِّدَيْنِ، لأَنَّهُ إِمَّا أَنْ يُبْغِضَ الْوَاحِدَ وَيُحِبَّ الآخَرَ، أَوْ يُلاَزِمَ الْوَاحِدَ وَيَحْتَقِرَ الآخَرَ.” والمال نعمة من الله ولكن لا تكون حياتك في المال ولكن حياتك من إلهك، الله هو الذي أعطاك الحياة، المال وسيلة نعيش بها ونخدم حياتنا وحياة الآخرين ولكن هناك من يعيش للمال وارتباطه بالمال هو الذي يمنع ارتباطه بالله، “مَحَبَّةَ الْعَالَمِ عَدَاوَةٌ للهِ” (يع ٤: ٤).
السؤال الثالث: هل تستسلم لشهواتك؟ هل إرادتك ضعيفة؟ هل تبعدك شهوتك عن الله وتجعل علاقتك معه فاترة؟
في إنجيل معلمنا مار متى الأصحاح السادس: “وَإِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ شِرِّيرَةً فَجَسَدُكَ كُلُّهُ يَكُونُ مُظْلِمًا، فَإِنْ كَانَ النُّورُ الَّذِي فِيكَ ظَلاَمًا فَالظَّلاَمُ كَمْ يَكُونُ!” وكما شرحنا في الأسابيع الماضية أن الخطية متدرجة حتى نصل للمولود أعمى (الظلام الكامل) ولكن عندما اقترب من السيد المسيح ظهرت فيه أعمال الله وأبصر واستنار.
السؤال الرابع (وهو يعالج خطية التذمر وهذه أحد أهداف فترة الصوم الطويلة): هل تتذمر دائمًا على الله؟
في إنجيل معلمنا مار متى الأصحاح السادس: فَإِنْ “كَانَ عُشْبُ الْحَقْلِ الَّذِي يُوجَدُ الْيَوْمَ وَيُطْرَحُ غَدًا فِي التَّنُّورِ، يُلْبِسُهُ اللهُ هكَذَا، أَفَلَيْسَ بِالْحَرِيِّ جِدًّا يُلْبِسُكُمْ أَنْتُمْ يَا قَلِيلِي الإِيمَانِ؟”، التذمر معناه أن يكون الإنسان قليل الإيمان، التذمر يمنعك من أن ترى عطايا الله الكثيرة، فهل عندك إيمان قوي؟ أم التذمر سمة من سمات حياتك؟ ترى الحياة بعينك فقط ولا ترى الحياة بمنظور الله وتذمرك يجعل حياتك مرة؟ انتبه!…” أَفَلَيْسَ بِالْحَرِيِّ جِدًّا يُلْبِسُكُمْ أَنْتُمْ يَا قَلِيلِي الإِيمَانِ؟” لا تتذمر كل شيء يصنعه الله للخير، قانون (رو ٨: ٢٨) “كُلَّ الأَشْيَاءِ تَعْمَلُ مَعًا لِلْخَيْرِ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَ اللهَ”.
السؤال الخامس: هل تهمل في الوصية كما أهمل الشعب في الوصايا وأهمها وصية تقديم العشور؟
في إنجيل معلمنا مار متى الأصحاح السادس: “«لاَ تَكْنِزُوا لَكُمْ كُنُوزًا عَلَى الأَرْضِ حَيْثُ يُفْسِدُ السُّوسُ وَالصَّدَأُ، وَحَيْثُ يَنْقُبُ السَّارِقُونَ وَيَسْرِقُونَ.بَلِ اكْنِزُوا لَكُمْ كُنُوزًا فِي السَّمَاءِ، حَيْثُ لاَ يُفْسِدُ سُوسٌ وَلاَ صَدَأٌ، وَحَيْثُ لاَ يَنْقُبُ سَارِقُونَ وَلاَ يَسْرِقُونَ، لأَنَّهُ حَيْثُ يَكُونُ كَنْزُكَ هُنَاكَ يَكُونُ قَلْبُكَ أَيْضًا.” من أقوال القديس يوحنا ذهبي الفم المشهورة: “الفقراء حراس الملكوت” من فضلك عيش الوصية، مثل فلسي الأرملة التي قدمت من أعوازها، “لأَنَّهُ حَيْثُ يَكُونُ كَنْزُكَ هُنَاكَ يَكُونُ قَلْبُكَ أَيْضًا.” كن حكيمًا ومعتدلًا وانتبه للوصية وعشها وخاصةً وصية تقديم العشور وهي مثل وصايا الصلاة والصوم والمحبة.
السؤال السادس: هل نحن مثل شعب إسرائيل في العهد القديم لا نميز بين من يعبد الله ومن لا يعبده ويعاني الإنسان من العمى الروحي؟ احذر من العمى الروحي وهو مرض خطير ومنتشر. العمى الروحي هو عدم القدرة على التميز، مثل المولود أعمى والمخلع والسامرية والابن الضال كلها مراحل نضعها أمامنا.
في إنجيل معلمنا مار متى الأصحاح السادس: “سِرَاجُ الْجَسَدِ هُوَ الْعَيْنُ، فَإِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ بَسِيطَةً فَجَسَدُكَ كُلُّهُ يَكُونُ نَيِّرًا” عين نقية وبها استنارة وترى الأمر بحسب وصية الله. وعندما تزيد من قراءة الإنجيل تزيد الاستنارة ويغيب عنك العمى الروحي. وتكون لديك حكمة في رؤيتك ونور في بصيرتك، إن أردت أن ترى بعينيك اجعل عينك بسيطة ونقية. عيش في النقاوة التي تحدثنا عنها طوال فترة الصيام، وعندما يكون جسدك كله منيرًا تتهيأ للخلاص وتدخل أسبوع الآلام بقلب مهيأ، وكل هذا ليست مجرد طقوس نعيشها ولكنها حياة نعيشها. وأسبوع الآلام نعيش ساعة بساعة مع السيد المسيح، وكان في الأزمنة الماضية يقضي الشعب ساعات طويلة داخل الكنيسة ويمكن أن يمضوا الليل كله بداخل الكنيسة ويعيشوا مراحل آلام المسيح يوم بيوم حتى يصل إلى يوم الجمعة العظيمة، ويقول “مَعَ الْمَسِيحِ صُلِبْتُ، فَأَحْيَا لاَ أَنَا، بَلِ الْمَسِيحُ يَحْيَا فِيَّ.” ويشعر أن القيامة من أجله ومثل ما نقول في التسبحة ” قوموا يا بني النور” يصير الإنسان من بني النور الذي لا يوجد لديهم العمى الروحي والظلمة الداخلية ولديهم استنارة وحياتهم بها إيمان وقلب نقي يعبد الله بكل إخلاص.
في إنجيل معلمنا مار متى الأصحاح السادس: “فَلاَ تَهْتَمُّوا قَائِلِينَ: مَاذَا نَأْكُلُ؟ أَوْ مَاذَا نَشْرَبُ؟ أَوْ مَاذَا نَلْبَسُ؟ فَإِنَّ هذِهِ كُلَّهَا تَطْلُبُهَا الأُمَمُ. لأَنَّ أَبَاكُمُ السَّمَاوِيَّ يَعْلَمُ أَنَّكُمْ تَحْتَاجُونَ إِلَى هذِهِ كُلِّهَا.لكِنِ اطْلُبُوا أَوَّلًا مَلَكُوتَ اللهِ وَبِرَّهُ، وَهذِهِ كُلُّهَا تُزَادُ لَكُمْ.” ونحن في زمن الكورونا وانتشار الوباء في العالم بصورة كبيرة جدًا الله يرفعه عاجلًا ” لكِنِ اطْلُبُوا أَوَّلًا مَلَكُوتَ اللهِ وَبِرَّهُ، وَهذِهِ كُلُّهَا تُزَادُ لَكُمْ.” أحد أسباب سماح الله بانتشار الكورونا أن يغير الإنسان بوصلة قلبه ويطلب ملكوت الله وبره وبدل أن يطلب الإنسان حياته من الأرض يطلبها من السماء.
من فضلك اقرأ في الأيام القليلة المتبقية من الصيام هذا السفر (ملاخي) وعيش في أصحاحاته وضع أمامك الستة أسئلة لتكون وسيلة لمراجعة نفسك وتنقية قلبك وتصل أحد القيامة وأنت تملك الاستنارة الكاملة وتصبح إنسانًا جديدًا وحياتك جديدة.
ربنا يحافظ عليكم ويكون معكم في فترة أسبوع الآلام، أشدد وأؤكد على كل الإجراءات الصحية وأن تلتزموا بها في هذه الفترة وأرجوكم وبشدة عدم الزحام في الكنائس والالتزام بما تقرره الكنيسة. لا يوجد قانون واحد لكن ما تقرره الكنيسة الحضور المحدود والتباعد والاهتمام بكل إجراءات السلامة من أجل أن يحفظكم الله جميعًا.
سوف يتوقف الاجتماع خلال فترة أسبوع الآلام والخماسين المقدسة ونعود مع عيد العنصرة.
لإلهنا كل مجد وكرامة من الآن وإلى الأبد آمين.